رئيس التحرير
عصام كامل

تفريغ لندنستان!


يمكن القول إن قرار مجلس الأمن الأخير لمواجهة الإرهاب والتطرف، قد أطلق يد كل دولة على حدا، وفق حالتها، في اتخاذ الإجراءات القانونية لمكافحة الفكر المتطرف، في خطوة تدوس بكل قوة على تجارة رابحة اسمها حقوق الإنسان، فضلا عن شن حرب فكرية وثقافية تجتث الغلو وتقيم الرحابة في الصدور والعقول.


والحق أن بريطانيا، وقبل التصويت على قانونية مشاركة القوات الجوية البريطانية في قصف وقتل داعش، في العراق فقط وليس سوريا، كانت قوات خاصة من بوليس سكوتلانديارد قد شنت غارات على بيوت ومقار المتطرفين والإرهابيين المشتبه بهم، بل وسعت الشرطة البريطانية أسباب الاعتقال، فاستفادت من قرار مجلس الأمن، واعتبرت التحريض والتأجيج وبث الكراهية، أعمالا إرهابية، لأنها تقود إلى تجنيد الآلاف من الشباب البريطاني.

والحق أيضًا أن دعاة الفتنة والتجنيد تلقوا ضربة قاصمة بعد إعلان القبض على مهيج يدعى "آنجيم الشودري"، وهو مرتبط بعلاقات وثيقة مريبة مع مدانين ومشبوهين إسلاميين يعيشون في لندنستان، وبخاصة علاقاته بجماعة "مهاجرون"، وفق تقرير للديلي بيست، وكان قد أبدى عدم تعاطفه مع الرهينة البريطاني "هاننج" المحتجز لدى داعش!

على الجانب الآخر في أمريكا، رصدت المباحث الفيدرالية عودة عشرة أمريكان دواعش، تم اعتقالهم، أقول اعتقالهم، ويجري التحقيق معهم، على ضوء معلومات استخباراتية من العبادي رئيس حكومة العراق، إلى كل من باريس، وواشنطن، بوجود خطط لتفجير مترو باريس، ومترو واشنطن.

سيواجه الإخوان، الأم الكبرى لكل القتلة، أياما سوداء في أوربا وأستراليا والولايات المتحدة، ولعل هذا التوجه الذي أحدثته السكاكين التي مرت على رقاب المواطنين الأمريكيين، والبريطاني والفرنسي، هي السكاكين ذاتها التي ستمر بشرعية الدولة والقوانين الدولية وقرار مجلس الأمن، على رقاب كل القيادات الإخوانية حيثما كانوا، بل صور ذبح الرهائن الغربيين كانت ماثلة في ذهن أوباما وهو يتحدث عن اشتراك مصر في الحرب على الإرهاب، وحين تحدث عن إطلاق سراح ابنه السري أحمد ماهر مؤسس ستة إبليس! غطت جحافل داعش على أهمية الكلام! وهو ما استغله الرئيس، ليغلق الباب بذكاء، لما لام أوباما أن ذكر اسم المذكور من فوق منبر الأمم المتحدة!

اتجاه الريح معنا، وصحيح أن عناية الله تنجي، ولكن الصحيح أيضًا أن الرئيس كان يستمد قوة الحجة، والثقة، والهدوء الحاسم، من حب شعبه له، وثقته فيه.

تعلم أمريكا الآن أنه لا حرب حقيقية ستنجح بشن الطائرات فقط، بل ستنجح بجيش مصري لا تملكه واشنطن، هو جيش المثقفين ورجال الدين المسلمين والأقباط المعتدلين، وبإعلام رصين وقور هادئ، قد تخلص من الحناجر الشلق، والألسنة البذيئة!!.
الجريدة الرسمية