فنانون فقدوا "الحياة" بعد وفاة أبنائهم.. "هاني شاكر" أوصته ابنته قبل وفاتها أن يغني طول العمر.. "شريفة فاضل" غنت لابنها الشهيد "أم البطل".. "حسن حسني" وفاة ابنته فاطمة كانت صاعقة إنسانية له
كثير من الألم يشعر به الفرد حينما يفقد أحد أبنائه، ولكن عندما يكون هذا الشخص هو مصدر إلهام لكثير من الجماهير بشهرته التي حصدها من أعماله فيكون الألم أكثر فأكثر، فبعض النجوم تاهوا في الدنيا وارتبطت أعمالهم بالحزن لفراق أبنائهم.
حسن حسني
يعيش الفنان حسن حسنى هذه الأوقات، أصعب أوقات حياته بعدما توفيت ابنته فاطمة والتي أصيبت بسرطان الغدد الذي أدى مع الوقت إلى تدهور حالتها، ما أجبر أسرتها المكونة من زوجها وأبنائها ووالدها الفنان حسن حسنى على نقلها إلى مستشفى الشروق وبعد عدة أسابيع قضتها في المستشفى ساءت الحالة أكثر وأصبحت فاطمة في حالة خطيرة، وبعدها توفيت.والجدير بالذكر أن الفنان حسن حسنى كان في أسوأ حالاته الإنسانية وقت مرض ابنته، حيث لم ينسَ فريق عمل مسلسل "مزاج الخير" الذي شارك به "حسني"، تلك الأيام التي كان فيها الفنان الكوميدى منهارًا تمامًا فيها، وفكر في عمل عمرة لابنته قبل وفاتها.
رجاء حسين
وعلى نفس المنوال، جاء نبأ وفاة العقيد كريم عبد الرحمن، نجل الفنانة، رجاء حسين، من زوجها الفنان سيف عبد الرحمن، كالصاعقة على أبويه اللذين أعطا للفن كثيرًا من خلال أعمال اتسمت بالطبيعة والإحساس الإنسانى الطيب، حيث توفى ابنهما إثر إصابته بهبوط حاد في الدورة الدموية، أثناء قيادته لسيارته على كوبري 15 مايو، وشُيعت جنازته من مسجد السيدة نفيسة، وكان العزاء بمسجد "آل رشدان" بمدينة نصر، العقيد صاحب الـ43 عامًا كان يعمل "عقيد مهندس"، وهو أصغر أبناء الثنائي.شريفة فاضل
أما حالة الفنانة شريفة فاضل فكانت الأغرب والأكثر حزنًا لأنها فقدت ابنها في حرب أكتوبر المجيدة ونعته أمام الملايين من خلال أغنيتها الشهيرة "أم البطل". نجل الفنانة كان يُدعى «بدير» استشهد خلال عمله طيارًا حديث التخرج في حرب أكتوبر 1973، وأصيبت بعدها بأزمة عصبية حادة وبعد تعافيها نسبيًا استدعت صديقتها الكاتبة نبيلة قنديل لتكتب أغنية عن أبطال الجيش، وبالفعل دخلت نبيلة غرفة بدير لعدة دقائق ثم خرجت وفي يدها كلمات الأغنية.
الملحن على إسماعيل، زوج الشاعرة، كان متواجدًا خلال كتابة الأغنية، وحينما انتهت زوجته من صياغة الكلمات توجه إلى منزله ليضع اللحن، وفي اليوم التالي كانت الأغنية جاهزة للتسجيل في الإذاعة، وقد رحب «بابا شارو» رئيس الإذاعة وقتها بفكرة الأغنية وأمر بدخول شريفة الإستوديو «فورًا» للتسجيل.
وبعد خروج الأغنية للنور ومع كل مرة كانت تشدو بها شريفة كانت تغرق في نوبات من البكاء الهستيري، وفى أحد الحفلات انفجر شريان يدها وهي تغني من شدة التماسك، لذلك منعها الأطباء من غنائها واضطرت لاعتزال الغناء لفترة، ولم تعد إلا بأغنية «آه من الصبر وآه».
لحظة التسجيل لم تنسها الفنانة المصرية، فبمجرد غناء المقطع الأول سقطت على الأرض من شدة التأثر وتكرر الموقف عدة مرات، حتى استطاعت التماسك وإنهاء التسجيل مرة واحدة، وبالفعل لم تستغرق الأغنية أكثر من بضع ساعات وكانت جاهزة للإذاعة.
هاني شاكر
أما الفنان هانى شاكر فكان حزنه عميقًا بحجم رومانسيته التي لطالما أضافت سحرًا داخل من يسمعها لما بها من مشاعر وأحاسيس مضيئة، لوفاة ابنته دينا، والتي بعد فراقها أصيب الفنان الكبير بانهيار عصبي، ومن حينها لا يتوقّف عن البكاء، وحالة الانهيار أحيانا تغلبه وأحيانا يسيطر عليها، وكانت وصية دينا التي أصيبت بالسرطان قبل وفاتها، قبل أن تموت، لوالدها هي أن يظل يغني طول العمر ومهما حصل وتوسّلت إليه أن لا يدفن نفسه في أحزان لا تجدي، ومن جهته، طلب هاني شاكر من زوج ابنته الراحلة دينا، أن يسمح له بتربية التوءمين لتعويضهما عن حنان أمهما التي رحلت، على طريقته الخاصة، وكي يقوم بواجبه العاطفي والتربوي تجاههما وتجاه ابنته.
ليلى غفران
أما ليلى غفران
فكانت ضحية لغدر تعرضت له ابنتها هبة والتي قتلت مع إحدى صديقاتها ببيتها؛ الأمر
الذي أثر على الفنانة الكبيرة والتي لطالما غنت للرومانسية، وحزنت لفراق ابنتها
التي كانت في ربيع شبابها، حيث اعتزلت غفران الغناء لفترات طويلة حزنًا على فراق
ابنتها.