متى نخرج من هذه الحالة ؟
الحالة التي أقصدها هي المقارنة بين ما يحدث في مصر الآن وما حدث في السنة التي حكم فيها الإخوان الضالون. كل شيء تتم مقارنته بما جرى في سنة الإخوان، سوف تكون النتيجة لصالح ما يحدث الآن. ومن ثم فكل ما يحدث الآن سيكون علينا قبوله.
وهذا هو الخطأ الكبير في المسألة. سواءً كان هذا الأمر مقصودًا أو يأسًا أو "راحة دماغ" فهو في كل الأحوال في صالح النظام الحالي ويمنع النقد له والانتقاد.. نريد أن ننسى أن هناك سنة سوداء حكم فيها الإخوان الضالون مصر. فلقد كان خطؤهم متوقعًا وهو الانفراد بالحكم وعدم الاستماع إلى أي قوى أخرى. ولأنهم بلا خبرة ولا معرفة حقيقية بأزمات الدولة المصرية كان طبيعيًا أن يسقطوا. نريد أن ننسى الإخوان الذين قسموا الأمة إلى فريقين. هم في ناحية وغيرهم في ناحية أخرى حتى صاروا شعبًا ونحن شعب كما تقول أغنية على الحجار التي كتبها مدحت العدل.
نريد أن تكون المقارنة بأهداف ثورة يناير. نريد المقارنة بالأحلام الحقيقية للأمة. المقارنة بالإخوان تجعل كل شيء على ما هو عليه. انفراد بالحكم وعدم الاستماع للآخرين أيضا، حتى لو كانت هذه المرة مع شيء من الأمل الاقتصادي. نريد أن نأخذ العبرة مما جرى خلفنا وننطلق. والعبرة هي أن في هذه البلاد دائمًا إمكانيات روحية للشعب أكبر مما لدى حكامها. كل الحكام كانت لديهم خطط ومشروعات ورؤى وكان لدى الشعب أفضل منها. دفع ثمن ذلك سجنا وقهرا في كل العهود في الوقت الذي لم ييئس.
ففي عام مثل 1967 حين وقعت الهزيمة الكبرى من إسرائيل كاد النظام ييئس، لكن خرج الشعب يهتف "حنحارب. حنحارب" وملأ الطرقات والميادين واستعاد النظام عافيته والدولة قوتها وبدأ التمهيد للحرب التي حين تأخر فيها السادات خرجت له الجموع كل يوم حتى تمت المعركة. إذن نريد أن نعقد المقارنة بين ما يحدث الآن وأحلام شعب عظيم مثل الشعب المصري. هذا الشعب الذي طرد الإخوان كان يعرف أنه سيدفع الثمن من الإرهاب لكنه طبعًا لا يتوقع أن يدفع الثمن من النظام الذي اختاره.
وكما رأينا كيف يدعم الاقتصاد أملا في غد أفضل وأن تقوم الدولة من عثرتها. الأمر نفسه ينطبق على المقارنة بين محمد مرسي وعبد الفتاح السيسي، من يفعل ذلك يريدك على الفور أن ترضى بما يفعله عبد الفتاح السيسي. رغم أنه تقريبا أغلب الناس يريدون للرجل النجاح وليس لديهم رفاهة تغيير الرئيس قبل موعده كما حدث من قبل.
لكن هذا لا يعني أن تقارن السيسي بمرسي. المقارنة تكون بأيزنهاور مثلا. كلاهما ذو أصول عسكرية لكن موقع كل منهما من الديموقراطية هو الفارق. الأمر نفسه بين السيسي وديجول. كلاهما ذو أصول عسكرية لكن موقف كليهما من الديموقراطية هو الفارق. حتى الآن، كان اسم ديجول وأيزنهاور يأتي دائمًا أيام حملة الانتخابات مقترنًا بالسيسي. لم يعد أحد يعيده الآن. أعيدوه على حقيقته مقترنًا بالديموقراطية. المقارنة مع من دون الرئيس وما دون النظام تعني أننا لن نتحرك أفضل وتفتح الطريق للأخطاء.
IBRAHIMABDELMEGUID@HOTMAIL.COM