رئيس التحرير
عصام كامل

انتبهوا: وقائع "صناعة" هولوكست للأكراد!


في العراق يتدفق السلاح إلى الأكراد وحدهم.. في حين تتكفل إيران بما نعرفه.. وذريعة الحرب على داعش تجرف في طريقها كل روابط العراق العربي الحبيب الموحد.. وفي سوريا يجري تصنيع مأساة إنسانية كبرى تتحصل على تعاطف شعبي وجماهيري عالمي واسع من أجل ما يبدو أنه تمهيد الأجواء لإعلان الدولة الكردية الواحدة التي تبدأ بلفت الأنظار لمعاناة الأكراد و"الجرائم" التي تتم بحقهم و"حقوقهم" التاريخيه في أرضهم وبلادهم وهو ما يتم تزامنا مع قصص عن البطولة والفداء تجري من كل الأكراد خصوصا المرأة الكردية..


وباتت وسائل الإعلام العالمية تروي قصصًا وحواديت عن البطولات والمآسي التى تجري هنا وهناك.. وفي بلد مثل سوريا مثلا يشكل الأكراد 5 % تقريبا من عدد السكان وهي النسة نفسها التي يشكلها مسيحيو سوريا وكذلك تقترب إلى حد ما من نسبة الدروز، فضلا عن الأقليات الأخرى من إسماعليين ويزيديين والشركس والتركمان والأشوريين فسنكون قطعا أمام انفجار كبير للأقليات يسمح لها ويعطيها الحق في الانفصال طالما حصلت إحداها عليها وسنكون أمام ارتباطات خطيرة لكل أقليه بدولة عظمى أو دولة إقليمية كبرى من دول المنطقة!

ولأن الوضع معقد جدا في كل من العراق وسوريا، حيث إن الأكراد سنة لكنهم ليسوا من العرب.. بينما الشيعة عرب لكنهم ليسوا سنة..والأشوريون أكراد لكنهم غير مسلمين.. وهكذا !!! وهو ما ينذر بدخول المنطقه إما إلى حرب عالمية أو إلى التقسيم والتجزئة بما في ذلك ضمان استمرار الصراعات لما بعد هذا التقسيم الذي نقصده !!

ما نتحدث عنه هو مؤامرة كبرى ليس بالضرورة أن تكتمل خلال هذا العام أو العام القادم أو ربما العشر سنوات القادمة.. لكن ثمرته في طريقها للنضج الآن بعد أن وضعت بذور الفتنة والتفرقة قبل سنوات طويلة بدأت بتشويه فكرة القومية العربية من خلال حرب شرسة قادها الإخوان والتيار الإسلامي كله باعتبار القومية نوعًا من التعصب والجاهلية، فضلا عن تحميلها كل المصائب التي تجري للعرب في حين العكس هو الصحيح إذ أن غياب القومية هو السبب لما نعانيه وليس العكس !

المهم: ماذا يمكن أن يفعل حكام العرب؟ وماذا يمكن أن تفعل مصر؟ وما هو دور الشعوب العربية؟ الإجابة عن هذه الأسئلة قلناها في المقالين السابقين ! وفي الأخير نحذر من الانجرار وراء المساهمة في تصنيع مأساة جديدة أو "هولوكست" جديد على غرار المزاعم اليهودية؛ لخلق تبريرات ستكون مأساوية على رءوسنا جميعًا وستنتهي بإسرائيل الكبرى!!
الجريدة الرسمية