وقال الفيلسوف: ليس كل ما بنى على باطل يكون باطلًا!!

كان لى صديق فيلسوف، بأحوال الوطن شغوف، دائمًا ما ألجأ إليه فى كل الأحوال والظروف، وكان لى معه لقاء يومى؛ لأسمع منه بقلب لوذعى لا أشعر معه بعطش ولا جوع، فله رد على كل موضوع.
قلت له يومًا: ماذا يا فيلسوف عندما يقول الدكتور محمود كبيش: إن جميع مراحل الدستور "ملوخية"، ويرد عليه الدكتور محمود "بطيخ" قائلا: ليس كل ما بنى على باطل يكون باطلًا؟! .. قال: ساعتها يا بنيتى لا بد أن تعرفى أن الدستور سمك لبن تمر هندى!!
قلت: وماذا يا فيلسوف عندما تلغى سويسرا إطلاع مصر على أموال مبارك بسبب قرارات مرسى؟! قال: ساعتها يا صغيرتى اعلمى أن تحديد الإقامة الجبرية على الرئيس مرسى تصرف وطنى عظيم!!
قلت: وماذا يا أستاذى الفيلسوف عندما يأتى النائب العام المستقيل إلى منصبه ثم يترك منصبه فجأة أو عنوة، فأنا لا أفهم؟! قال: يا صغيرتى، عندما جاء النائب العام المستقيل إلى منصبه كان ذلك إساءة لتاريخه الشخصى، وعندما ترك منصبه كان ذلك إضافة لتاريخه الشخصى، وهكذا يكون المنصب أحيانا حطًّا من قدر الرجال!!
قلت: وماذا يا فيلسوفى عندما تقول واشنطن أنها ستساعد مصر على الاتفاق مع صندوق النقد الدولى؟! قال: ساعتها يا بنيتى يجب أن تتذكرى أن أمريكا لا تدعم إلا الأنظمة العميلة لها!!
قلت: وماذا عندما يقول المصريون بالدول العربية: نعم للدستور، بينما يقول المصريون بالدول الغربية: لا للدستور؟! قال: ساعتها لا بد وأن تسألى عن نسبة الأمية فى الدول العربية!!
قلت: وماذا يا فيلسوف عندما يثبت أن ٩ محامين شاركوا في الإشراف على الاستفتاء؟! قال: فساعتها يجب على الصحفيين من أمثالى وضع أسمائهم فى قوائم مشرفى المرحلة الثانية!!
قلت: قل لي يا فيلسوف، هل... وهنا اعتدل الأستاذ في جلسته وقال: أي بنيتي، أنت أسئلتك تطول، وأنا الليلة مشغول، فأرجوكي أن تدعينى اليوم، وغدًا لنا فى الأمور أمور!!