رئيس التحرير
عصام كامل

خديعة محلب


لا يستطيع أحد أن ينكر الجهد البدني الكبير الذي يبذله المهندس إبراهيم محلب، رئيس مجلس الوزراء، منذ توليه المسئولية وحتى الآن، من خلال جولاته الميدانية الكثيرة، التي يقوم بها في محافظات مصر المختلفة.


وزيارات محلب الميدانية ليس لها ميعاد، فمن الممكن أن تكون في منتصف الليل أو بعد صلاة الفجر أو في عز الظهر أو خلال عطلة رسمية، كما فعل خلال إجازة العيد وزار 3 مستشفيات ليس هذا هو المهم، المهم هو النتيجة التي تحققها الزيارة ومدى قدرتها على إصلاح الحال المايل، وأعتقد أن حال المستشفيات الحكومية لدينا لا يخفى على أحد ولا يحتاج لجولة ميدانية من شخصية كبيرة بحجم رئيس الوزراء فيكفى المرور من أمام أي مستشفى لتتعرف على حجم المأساة والمرضى بالآلاف أمام الأبواب.

وإذا كان رئيس الوزراء يريد أن يخدع أحدا بهذه الزيارة فهم المرضى البسطاء الذين ينتظرون على أبواب المستشفيات منذ شهور طويلة لإجراء جراحة عاجلة دون جدوى ورئيس الوزراء يعرف هذا جيدا ويعرف أيضا أنه بمجرد دخوله المستشفى ستفتح أبواب غرف العمليات للمرضى وسيتم استقبالهم ووداعهم بابتسامة ولا مانع أيضا من صرف الدواء مجانا والدعاء أيضا للمرضى بالشفاء ولن يكون هناك شكوى من مريض واحد وبعد الزيارة ستعود الأمور كما كانت.

المرضى في الطرقات والقطط داخل غرف العناية المركزة والثعابين في العيادات الخارجية، ومكاتب الأطباء مغلقة بالضبة والمفتاح وهو ما حدث بالفعل، حيث رصدت الصحف معاناة المرضى بعد جولة رئيس الوزراء داخل مستشفيات شبرا العام وبولاق العام وباب الشعرية حتى أن أحد المرضى قال إننا نريد محلب في كل مستشفى للتدليل على أن الخدمة الطبية لا تقدم للمرضى سوى في وجود المسئول الكبير فقط، ومن المؤكد أن هذه ليست مسئولية رئيس الوزراء أو وزير الصحة وإنما مسئولية ضعف الإمكانيات وعدم قدرة المؤسسات الطبية على القيام بدورها في رعاية المرضى فقد أصبحنا نمتلك الصدارة في أعلى الإصابات بالأمراض المزمنة وتصدرنا قائمة الدول الأكثر إهمالا للوقاية الطبية.

زيارة رئيس الوزراء لن تصلح الحال المايل وإنما ستكون استمرارا للعلاج بالمسكنات فالحل في توفير ميزانية لائقة للصحة كما ينص الدستور، فجولات رئيس الوزراء لن تشفى المرضى ببركة زياراته ولن تعيد بناء المستشفيات الحكومية المتهالكة ولن توفر الأجهزة الطبية لغرف العناية المركزة ولن توفر حياة كريمة لصغار الأطباء وإنما ستكون تكريسا لمبدأ كله تمام يا باشا.. نحن نريد منظومة صحية محترمة حتى يشعر المواطن أن هناك تغييرا حقيقيا حدث، وليس أحمد بدلا من الحاج أحمد.
Essamrady77@yahoo.com
الجريدة الرسمية