رئيس التحرير
عصام كامل

غزو سوريا والانقلاب العسكري المحتمل في تركيا !


استكمالا لمقال الأمس.. فربما يستخدم أردوغان، أيضا، نصائح ميكافيللي في كتاب "الأمير" لمواجهة ما يجري في بلاده.. انتفاضة الأكراد تتصاعد والغضب طال قبل اليوم غير الأكراد.. ووفقا للتاريخ التركي ورغم تعديل الدستور ورغم ما أجراه أردوغان وحزبه السنوات الأخيرة، إلا أن التغيير الحقيقي والفعال يأتي دائما هناك من الجيش التركي الذي ربما ينتظر نضج الاحتجاجات ووصولها إلى مرحلة الخطر، ليمتلك المبرر الموضوعي أمام العالم للتدخل.. لإنقاذ البلاد من الانهيار !


السؤال: ماذا لو فكر أردوغان بهذه الطريقة؟ أول ما سيفعله بالطبع هو إشغال الجيش في معركة خارج الحدود قبل انفجار الجيش بالغليان وبالغضب! عندئذ سيتم دفع الجيش التركي داخل الحدود السورية ليضرب أكثر من عصفور في وقت واحد بخلاف إشغال الجيش.. من حصار الأكراد.. إلى فرض أمر واقع على الأرض يتيح له أوراق ضغط كبيرة في اللعبة كلها فضلا عن ضغطه على سوريا.. وربما سلم الأرض التي سيدخلها إلى فصائل سورية تكون تحت طوعه!

الآن: ماذا يمكن أن نفعل لو تم السيناريو السابق ؟ ماذا يمكن أن نفعل لو سبق تحرك أردوغان الانقلاب المحتمل (مهما كانت نسبة حدوث الانقلاب)؟ وماذا لو التزمت حكوماتنا أكثر وأكثر بالقانون الدولي والأخلاقيات والأعراف الدبلوماسية ولم يعد إلا دور الشعوب التي عليها سد فراغ حكوماتها ورفع الحرج عنها؟

علنا نقول: لا يجب أن ننتظر حتى يغزو أردوغان سوريا..التي إن قسمت لا قدر الله لن تعيش مصر في أمان أبدا..كما أن سوريا نصف مصر الآخر وبعدها القومي والإستراتيجي، وإن سقطت انتهت أيضا قضية فلسطين والمسجد الأقصى إلى الأبد.. وسيكون سعي الدبلوماسية المصرية وقتئذ ضائعا مستهلكا في وقف الصراع بين الأشقاء في كل من سوريا والعراق..لذا.. ومنعا لكل ذلك وإنقاذا لبلادنا..لا يجب أن يمر يوم إلا وهناك احتجاج ما حول السفارات التركية في البلاد العربية من المغرب للبحرين. 

مظاهرات غاضبة حاشدة تنذر بالغضب العاصف إن دخلت تركيا لسوريا..وتهديد علني من المتظاهرين بإقحام السفارات والتصرف باللازم مع كل من فيها..يجب حرق نماذج من البضائع والمنتجات التركية في التجمعات والمظاهرات..يجب أن تسهل الحكومات المظاهرات على الأقل هذا إن لم تدعمها..على كل العرب اليقظة والوعي..إن سقط اردوغان فجزء من المؤامرة سقط وهو كبير.. وإن سقطت سوريا دارت مع سقوطها إسقاط المنطقة بكاملها.

ساعة الصفر لاقتحام كل المصالح التركية هي لحظة عبور أول جندي تركي للحدود السورية..أو هكذا ينبغي..اللهم أبلغنا اللهم فاشهد!
الجريدة الرسمية