استعدادات مكثفة لمؤتمر إعادة إعمار غزة.. المؤتمر يعقد الأحد بمشاركة ٨٠ دولة.. يستهدف جمع ٥ مليارات دولار.. الرئيس الفلسطيني أبرز المشاركين.. ورئيس الوزراء يقدم تقريرا بالاحتياجات
تتوجه الأنظار، الأحد المقبل، إلى القاهرة التي تحتضن المؤتمر الدولي لإعادة إعمار غزة، بعد العدوان الإسرائيلي على القطاع والذي تجاوز الـ٥٢ يوما، فقد فيه القطاع كافة موارده.
ويأتي المؤتمر الدولي الذي يقام في القاهرة لمدة يوم واحد برئاسة مشتركة بين مصر والنرويج، ومشاركة ٨٠ دولة، "و٣٠ وزير خارجية، و٥٠ وفدا رفيع المستوى، إضافة إلى ٢٠ منظمة إقليمية ودولية.
وينتظر من المؤتمر أن تعلن دول العالم عن تعهداتها ومشاركتها في إعمار القطاع الذي يشار إلى أنه بحاجة إلى ما يزيد على ٥ مليارات دولار لإعادة إعماره.
السفير محمد صبيح الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة أكد في تصريحات خاصة لـ"فيتو" أهمية هذا المؤتمر الذي يأتي برعاية مصرية نرويجية، لافتا إلى ضرورة سعي الدول العربية والأوربية ودول العالم مجتمعه لإعمار القطاع الذي يواجه أسوأ حالاته الآن وبعد العدوان الإسرائيلي الذي خلف وراءه صورا متعددة من الدمار.
وأشار صبيح إلى أن الجامعة العربية، ممثلة في أمينها العام الدكتور نبيل العربي تشارك في المؤتمر الذي يقام الأحد المقبل، وذلك كرئاسة مشاركة للرئاسة المصرية والنرويجية، إضافة إلى الأمين العام للأمم المتحدة، ثم الاتحاد الأوربي، وأيضًا بعض الدول الأوربية والعربية، ومبعوثه الرباعية الدولية.
ولفت صبيح إلى أن الجانب الفلسطيني أعد دراسة ستوزع، عن الاحتياجات والأوليات في قطاع غزة، مشيرا إلى أن الجامعة العربية ترى أن هناك مسئولية دولية كبيرة على الدول المانحة وعلى المجتمع الدولي في اعادة إعمار غزة في أسرع وقت ممكن في الظروف التي يواجهها أهل غزة في الوقت الراهن، فلا زال هناك جرحى في الشوارع والمستشفيات تنوء بما استقبلته في غزة المحاصرة التي تعرضت للعدوان على مدى ٧ سنوات.
وأكد ضرورة مد يد العون بسرعة إلى القطاع، لا سيما أن الوضع غاية في الخطورة، فهناك آلاف الفلسطينيين بلا مساكن، آلاف معوقين أغلبهم أطفال، وأنه كلما أسرعنا بإعادة الأعمار كلما تقلصت الأزمات التي يعيشها القطاع.
وأشار صبيح أنه ووفقا للدراسة التي أعدها الجانب الفلسطيني، وهي مبنية على دراسة مؤتمر إعمار غزة الذي عقد في مدينة شرم الشيخ بعد حرب ٢٠٠٩، فإن العملية تتجاوز الخمس مليارات دولار، في حين يستغرق إعادة بناء وتأهيل القطاع نحو عشرة سنوات وفق تقديرات "الأونروا".
ولفت إلى ما صرحت به بعض الأطراف من أن إسرائيل لن تعيق مرور ما هو مطلوب للبناء إلى قطاع غزة إذا تم ذلك من خلال حكومة التوافق الفلسطيني والأمم المتحدة، ثم أنها أيضًا ستسهل الأمور بين الضفة وغزة وهذا أمر مهم للغاية.
ومن جانبه أكد السفير جمال الشوبكي سفير دولة فلسطين لدى مصر، ومندوبها الدائم لدى جامعة الدول العربية على أهمية هذا المؤتمر الدولي الذي تحتضنه القاهرة ويشارك فيه الرئيس محمود عباس.
ولفت الشوبكي إلى أن وفدا فلسطينيا كبيرا سيشارك في أعمال المؤتمر برئاسة رئيس الوزراء رامي الحمد الله، لتقديم خطة عمل لإعادة إعمار قطاع غزة أمام المشاركين في المؤتمر.
وأشار الشوبكي إلى أن هذه الخطة التي يقدمها الجانب الفلسطيني في المؤتمر للجهات المانحة تتضمن ٤ مليارات دولار لإعادة بناء البنية التحتية للقطاع المدمر، ولتمكين اقتصاده من التعافي في ظل الدمار الذي خلفه العدوان الإسرائيلي على القطاع.
وعلى جانب آخر أكد مندوب المغرب لدى الجامعة العربية السفير محمد سعد العلمي في تصريح خاص لـ"فيتو" أهمية المؤتمر، لافتا إلى أن بلاده لا تتوانى عن تقديم صور الدعم المختلفة للقضية الفلسطينية بشكل عام، لافتا إلى أن المغرب سيشارك على المستوى الوزاري، ويشارك وزير الخارجية صلاح الدين مزوار في المؤتمر ويعلن عن الدعم الذي ستقدمه المغرب لإعمار غزة في حينها.
الخارجية بدورها كشفت عن جدول أعمال المؤتمر الذي ينعقد على مدى يوم واحد فقط، بحيث يبدأ بالجلسة الافتتاحية، تتحدث فيها الرئاسة المصرية – النرويجية المشتركة، يليها الجلسة الثانية تحت عنوان "تحديد التحديات" تتضمن كلمات من الرئاسات المشتركة للمؤتمر، وتشمل كلمات كل من سكرتير عام الأمم المتحدة، ووزير خارجية الولايات المتحدة، وأمين عام جامعة الدول العربية، وممثلة السياسة الخارجية والأمنية للاتحاد الأوربي، ثم يتحدث رئيس الوزراء الفلسطيني عن متطلبات واحتياجات السلطة الفلسطينية فيما يتعلق بعملية إعادة الإعمار، يليها مداخلات لوزراء خارجية فرنسا وإيطاليا والأردن ومبعوث اللجنة الرباعية الدولية “توني بلير”، ثم كلمات لجميع الوفود المشاركة.
ومن المقرر أن تقوم العديد من هذه الدول والمنظمات بالإعلان عن تعهداتها المالية للمساهمة في إعادة إعمار قطاع غزة خلال أعمال المؤتمر، على أن ينعقد في ختام اليوم مؤتمرًا صحفيًا عالميًا لعرض كافة تفاصيل ونتائج المؤتمر.
ووفقا للمتحدث باسم الخارجية السفير بدر عبد العاطي فإنها من المقرر أن تنعقد بالتوازي مع انطلاق أعمال المؤتمر عدد من مجموعات العمل المتخصصة لتناول قضايا بعينها مثل مجموعة العمل الخاصة بإدخال البضائع على قطاع غزة، ومجموعة العمل الخاصة بآليات تحويل الأموال وكذلك آلية الإنعاش المبكر، إلى جانب إجراء عدد كبير من اللقاءات الثنائية بين وزراء الخارجية ورؤساء الوفود المشاركة في أعمال المؤتمر.