رئيس التحرير
عصام كامل

أدونيس: الدين لم يعد تجربة روحية(1)


يوصف الشاعر السورى على أحمد سعيد «أدونيس» المولود فى العام 1930 بأنه من" أكثر الشعراء العرب إثارة للجدل ، وإبحارًا ضد الإسلام ، كما أثارت أطروحته «الثابت والمتحول» سجالًا طويلًا وعنيفًا، لا تزال أوزاره باقية حتى الآن، وهو من أطلق على نفسه اسم «أدونيس» تيمنا بأسطورة" أدونيس" الفينيقية.


بعيدًا عن منجزاته الشعرية والجوائز العديدة التى حصل عليها منذ العام 1971، وترشيحه لنيل جائزة «نوبل» للآداب، فإن أفكار أدونيس ومؤلفاته التى تتقاطع مع الثوابت الدينية جاءت صادمة، وجلبت عليه اتهامات بـ"الكفر والإلحاد والردة والإباحية" .

يعد أدونيس المُروّج الأول لمذهب الحداثة فى البلاد العربية..هاجم التاريخ الإسلامى والدين والأخلاق فى رسالته الجامعية التى قدمها لنيل درجة الدكتوراة فى جامعة «القديس يوسف» فى لبنان وكانت بعنوان «الثابت والمتحول».

من النصوص التى ضمّنها " أدونيس" كتابه «الثابت والمتحول» عن عقيدته، تجاه الله ـ سبحانه وتعالى ـ والأنبياء : «الله والأنبياء والفضيلة والآخرة ألفاظ رتبتها الأجيال الغابرة، وهى قائمة بقوة الاستمرار لا بقوة الحقيقة والتمسك بهذه التقاليد موت، والمتمسكون بها أموات، وعلى كل من يريد التحرر منها أن يتحول إلى حفار قبور، لكى يدفن أولا هذه التقاليد كمقدمة ضرورية لتحرره ! «الثابت والمتحول 3/187».

ومن الغريب أيضًا أن بعض المنتسبين للحداثة مثل: «البياتي» شهدوا بخبث طويته حتى قال: «وربما يكمن وراء رفض أدونيس تراث الشعر العربى قديمه وحديثه دعوة شعوبية يتبناها فى السر والعلن ويمكن تفسير سلوك أدونيس هذا بالباطنية الشعوبية و«الشعوبية كلمة قديمة تطلق على من يفضل الشعوب الأخرى من العجم على العرب».

ويرى الكاتب موسى السليمانى أن "أدونيس" هو سليل إرث ثقافى ملحد قديم، كان يصرح بمعاداة الإسلام من خلال شعره وكان بعضهم يقع فى أيدى الخلفاء فيعملون على قتله وتصفيته بعد اتهامه بالزندقة، كما حصل لـ«بشار بن برد» الشاعر، فقد كان يفضل إبليس المخلوق من النار على آدم المخلوق من الطين، وكان «الرازى وابن الراوندي» يجحدان النبوة و«المعري» يرى بطلان القرآن وله مؤلف يعارض به القرآن.

كشف أدونيس عن متابعته وتأييده للرازى وابن الراوندى فى جحود النبوات فقال: لقد نقد الرازى النبوة والوحى وأبطلهما وكان فى ذلك متقدمًا جدًا على نقد النصوص الدينية فى أوروبا فى القرن الـ «17» وأن موقفه العقلى نفى للتدين الإيمانى ودعوة إلى إلحاد يقيم الطبيعة والمحسوس مقام الغيب.

ويرى فى تأملهما ودراستهما الشروط الأولى للمعرفة وحلول الطبيعة محل الوحى، ما جعل العالم مفتوحًا أمام العقل : فإذا كان للوحى بداية ونهاية، فليس للطبيعة بداية ونهاية، إنها إذن خارج الماضى والحاضر..إنها المستقبل أبدًا .

..ونكمل غدًا.

من كتابى "ضد الإسلام"..الطبعة الثانية.

الجريدة الرسمية