رئيس التحرير
عصام كامل

لسان بايدن ونوايا أوباما!


أرجو ألا ينخدع البعض منا ويتصور أن نائب الرئيس الأمريكي بايدن، رجل منفلت اللسان ومندفع يدلي بتصريحات ثم يعاود الاعتذار فيما بعد، خاصة بعد أن تعددت اعتذاراته السياسية مؤخرا ليهود أمريكا بعد حديثه عن شايلوك، ولتركيا بعد اتهامه إياها بأنها سمحت بأن تكون أراضها معبرا للإرهابيين من تنظيم داعش بسلاحهم إلى سوريا والعراق، ثم للإمارات والسعودية بعد اتهامه كلاهما بتمويل وتسليح الإرهابيين في سوريا من أجل إسقاط نظام بشار الأسد.


فـإن مستر بايدن الذي يحتل منصب نائب الرئيس الأمريكي رجل مسئول، وهو يعرف أن كل ما يقوله لا يحسب عليه هو شخصيا فقط، وإنما على البيت الأبيض كله وإدارة أوباما، وبالتالي ليس متصورا أنه أخطأ بسبب ذلة لسان ومن ثم أرغمه رئيسه على الاعتذار بعد أن غضبت كل من الإمارات والسعودية وتركيا..

والأغلب أن ذلة لسان بايدن كانت مخططة ومدبرة ومقصودة واعتذاره أيضا مقصود ومرتب.. والأغلب أيضا أن توجيه الاتهامات لتركيا يأتي في إطار الضغط عليها للانخراط في التحالف الأمريكي ضد داعش، وذات الأمر حدث مع السعودية والإمارات..

صحيح أن كلا البلدين يشاركان في الغارات الجوية على داعش، لكن أمريكا تعرف أن الأمر سوف يحتاج فيما بعد لقوات برية على الأرض لحسم المعركة ضد داعش.. وفي هذا الإطار، يمكن فهم هجوم صحيفة "نيويورك تايمز" على السياسة المصرية مؤخرا.
الجريدة الرسمية