رئيس التحرير
عصام كامل

"أزمة في ماسبيرو" في "ذكرى نصر أكتوبر".. القطاع لا يملك معظم "أفلام الحرب".. متخصصون: هناك صفقة مشبوهة لإهدار التراث السينمائي للنصر.. مكتبة التليفزيون أصبحت معدمة.. ونطالب بالتحقيق الفوري في القضية

ذكرى انتصار أكتوبر
ذكرى انتصار أكتوبر

قدم الفنانون المصريون أعمالًا سينمائية مهمة، خلدت ذكرى حرب أكتوبر 1973، وأصبحت علامات مضيئة في تاريخ السينما المصرية، حيث صورت آلام الهزيمة وفرحة النصر، وكانت بمثابة إبداع متفرد في سرد وقائع الحرب، ونجحت في نقل صورة مصر في تلك الفترة الحرجة، والاقتراب من الجنود الذين ضحوا في سبيل مصر، ومن أبرز هذه الأعمال فيلم "الرصاصة لا تزال في جيبى" و"أبناء الصمت" و"الوفاء العظيم" و"بدور".


ومع احتفال مصر بذكرى العبور العظيم، لا يمتلك التليفزيون المصرى حق تذكير المشاهدين بهذه الأعمال الفنية المهمة، حيث إن التليفزيون لا يمتلك معظم الأعمال السينمائية التي تتناول الحرب، ولم يتبق له سوى فيلمين فقط هما "يوم الكرامة" و"الطريق إلى إيلات"، وهما من إنتاج قطاع الإنتاج باتحاد الإذاعة والتليفزيون، وكذلك فيلم "العمر لحظة"، وهو من إنتاج الفنانة ماجدة، وقد قامت بإهدائه إلى التليفزيون المصري، وأثار هذا الموضوع استياءً كبيرًا بين المهتمين بالتراث المصرى.

صفقة ماسبيرو
في البداية قال دكتور محرز غالى، أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة: إن أزمة هذه الأفلام تعود إلى السنوات الأخيرة من حكم الرئيس المخلوع محمد حسنى مبارك، عندما عقدت صفقة بين قيادات ماسبيرو في هذه الفترة وشركات الإنتاج السينمائى الكبرى، وخاصةً الشركات العربية، مؤكدًا أنه رغم التحذيرات المتكررة من قبل الصحف من تمرير هذه الصفقة المشبوهة نجحت إدارة ماسبيرو في تمريرها، وأهدرت التراث القومى المهم.

استئجار نسخ الأفلام
وأوضح محرز أن التليفزيون المصرى أصبح يستأجر نسخا من هذه الأفلام ليعرضها في المناسبات القومية، وأصبحت مكتبته السينمائية أفقر من المكتبات في معظم القنوات الفضائية العربية.

استعادة أصول الأفلام
وطالب الحكومة بإعادة فتح ملف هذه القضية واستعادة أصول هذه الأفلام، باعتبارها تراثا قوميا لا يجب التفريط فيه، مضيفًا: "الحكومة لازم تحاول ترجع أصول الأفلام أو على الأقل تحاول تحصل على نسخ منها، تصبح مملوكة للتليفزيون المصرى ويحق له عرضها في هذه المناسبة".

النسخ الأصلية
وقالت الدكتورة سكينة فؤاد: إن عدم احتفاظ التليفزيون المصرى بالنسخ الأصلية من الأفلام التي توثق حرب أكتوبر، يمثل جريمة في حق أمة، وهو بمثابة إهدار التراث، وطالبت الحكومة بالتحقيق في هذه القضية، وتطبيق القانون على المتسببين في ضياع هذه الأفلام.

وأضافت: "أنا لست ضد أن تحصل الشركات السينمائية والفضائيات الخاصة على نسخ من هذه الأفلام لعرضها في ذكرى الحرب، لكن في نفس الوقت يجب أن يحتفظ التليفزيون الرسمى بالنسخ الأصلية من هذه الأفلام".

بيع تراث الأمة
وتابعت: "اللى حصل ده بيع لتراث الأمة، وبيع للحظات المهمة اللى عبرت عنها الأفلام، وتضييع لحقوق الشهداء في أن تتذكرهم الأجيال المختلفة وتعرف أمجادهم".



الجريدة الرسمية