أحد أبطال أكتوبر: «أسرت» أول دبابة إسرائيلية

يقول العريف صبري عطية أحمد، ابن محافظة الشرقية، أحد الأبطال الذين شاركوا في حرب أكتوبر، الذي أسر أول دبابة إسرائيلية: إنه تم تجنيده عام 1971 وانتقل إلى الجبهة بمواجهة التبة المسحورة على حرف قناة السويس جنوب البحيرات المرة، وكان دوره تأمين القنال من الغرب، يقول: "كنت أرى العدو على بعد 150 مترا فقط، وكانت تصرفاتهم استفزازية طوال الوقت".

ويتابع صبري: "كنا ننتظر اليوم الذي نحرر فيه أرضنا، وفي 6 أكتوبر كانت الساعة 12 ظهرا عندما عرفنا أن اللواء عبد المنعم واصل التقى اللواء عادل سليمان وأمره بالتحرك على ضفة القنال عند الكيلو 25، وكنا في المقدمة هدفنا رأس كوبري الجيش وبنظارتي رأيت لواء إسرائيليا متقدما إلى قواتنا فأبلغت اللواء عادل سليمان داوود، فأصدر أوامره إلى الرائد منصور بالاندفاع لصد الدبابات المعادية، فنجحنا في تدمير خمس دبابات وتراجع اللواء الإسرائيلي إلى الخلف وطلب النجدة من الطائرات الإسرائيلية لحمايته، فقامت بالخطأ بالهجوم على الدبابات الإسرائيلية التابعة لهم وتدمير بعضها، وكنا قد نجحنا في أسر أول دبابة إسرائيلية يوم 6 أكتوبر على مستوى الجيش المصري ودمرنا 3 دبابات أخرى، ورجعنا بها إلى مركز القيادة المتقدم وأسرنا اثنين واحتفظنا بـ 5 رشاشات عوزي موجودة حتى الآن في المتحف الحربي، وطوال فترة الحرب ظللنا نوجه للعدو ضربات موجعة حتى حدثت ثغرة (الدفرسوار) وعشنا محاصرين ستة أشهر".

ويواصل صبري: "كان أقصى موقف عندما (سد) العدو الترعة التي كنا نشرب منها، ففوجئنا بأمطار غزيرة تجمع المياه على أثرها حيث قمنا بتعبئته والشرب منه".

وعن أكثر المواقف المؤثرة التي لا ينساها، يقول المحارب صبري عطية: إنه مشهد عسكري في أحد المواقع أثناء استشهاده كان ممسكا بسلاحه وحاولنا نزعه من يده بعد تأكدنا من وفاته فلم نفلح، وبالفعل أمر الضابط أن يكفن بسلاحه.

وأكد صبري أن العدو عندما اشتد عليه القتال وكانت هزيمته موجعة بدأ يستعين بأسلحة ممنوعة وخطيرة مثل القنابل العنقودية والصواريخ التليفزيونية، وقد قمت بتفجير صاروخ تليفزيوني للعدو قبل أن يصل إلى مركبة اتصال قائد اللواء في الجو، وتم تكريمي من اللواء أحمد مختار قائد الجيش الثالث، وموجود الصاروخ في المتحف الحربي بقيادة الجيش الثالث ومعه خوذة طيار قائد السرب الإسرائيلي سكاي هوك، كنا قد أسقطناها أثناء المعركة.