رئيس التحرير
عصام كامل

ذكرى انتصارات أكتوبر‏


6 أكتوبر1973 يوم لا ينساه العالم حين استردت مصر الشرف، وانتصرت القوات المسلحة المصرية "حصن الأمان، ورمز الكرامة لمصر وللمصريين".

عبروا خط بارليف الذي كان أسطورة في حد ذاته، فقد تم تجهيزه لكي يكون ستارا واقيا، وتم الترويح له على أنه لا يمكن اقتحامه إلا بالقنابل النووية.. عبره الجنود بالإمكانيات المتاحة آنذاك، وهم صائمون يحطمون أمامهم الوهم الذي اعتقد فيه المعتدي أن الأرض التي تم الاستيلاء عليها باتت ملكا له بالقوة..

وبعد حرب استنزاف استمرت سنوات انتُهِكت فيها الأجواء المصرية، وأصبحت سماؤنا متاحة لمن يريد استهدافها.. انتصروا وكانوا يرددون الله أكبر.. الله أكبر فوق كيد المعتدي، وأصبحت حرب أكتوبر نظرية تدرس في مناهج الكليات الحربية العالمية.

إنها قصة طويلة من المعاناة لم يعرفها الجيل الحالي إلا عندما قرأ سطورا عن حرب أكتوبر في استذكار دروس لا تلبث أن تنسى بمجرد انتهاء الامتحانات نهاية العام الدراسي.

الآن بعد مرور 41 عاما، تغيرت نظرية الحرب فلم تعد هجوم لاحتلال أرض عسكريا بقدر إثارة الفتن في الأراضي المراد تدميرها بحجة الحرية تارة، وبحجة الثورية تارة أخرى، وتعظيم رموز معارضة، وإظهار البعض منهم بالمناضلين لدفع الآخرين للتمثل بهم، والتقليد أملا في الوصول إلى مكانتهم حتى يسري السرطان في جسد واهن ليُقضَى عليه مع الزمن، وبذلك تتحقق الآمال بعيدا عن الرأي العام العالمي بل قد يطلب منهم التدخل لحل المشكلات عسكريا، وهو ما يحقق الطموحات.. طموحات المحتل.

العبرة أين نحن الآن من العالم وأين العالم منا.. الأمجاد ليست شعارات، وإنما عمل دؤوب من أجل اللحاق بمن سبقونا حضاريا، ومع فخرنا بالحدث التاريخي علينا عدم التباهي بما مضى صنعه الآباء فقط، وإنما علينا أن نعترف أننا لم نصنع ما نتركه لأولادنا ليفتخرون به حتى الآن.
الجريدة الرسمية