رئيس التحرير
عصام كامل

"إسرائيليون" يكشفون تفاصيل فشلهم في حرب أكتوبر.. "بندمان": خُدعنا في السادات بعد تخلي الدول العربية عنه.. "بورات": هجمات مصر لم تكن متوقعة.. و"ريفلين": افتقدنا انتقاد الذات

فيتو


سلطت الصحف الإسرائيلية، اليوم الأحد، الضوء على تفاصيل فشل سرائيل في حرب أكتوبر 1973، ونشرت شهادات عن قادة وضباط الجيش ومتخذى القرار خلال الحرب.


لجنة أجرانات
قال موقع "واللا" الإخبارى العبرى، انه بعد مرور 41 عامًا على حرب أكتوبر، سمحت دولة الاحتلال اليوم الأحد بنشر تقارير جديدة من ضمن التقارير الخاصة بلجنة أجرانات التي حققت في إخفاقات الحرب آنذاك.

شهادات ضباط الجيش
ومن بين التقارير شهادات لعدد من ضباط الجيش ومتخذى القرار أثناء الحرب، ومن بينهم الكولونيل يونا بندمان، رئيس الإدارة رقم "6" في وحدة الأبحاث بالاستخبارات العسكرية في الفترة التي سبقت الحرب، والذي بدوره تحدث عن مسئولية الوحدة في التحذير من جاهزية مصر للدخول في الحرب.

وقال "بندمان" في شهادة أمام لجنة أجرانات: " إن الأسباب التي دفعت المخابرات الإسرائيلية إلى تجاهل علامات اندلاع الحرب هي أنهم خُدِعوا في الرئيس المصرى آنذاك، حيث كان ينظر للسادات كونه زعيما ليس لديه قدره على اتخاذ القرار، فاقد الثقة في قدراته وقدرة القوات المسلحة لبلاده".

خداع السادات والنصر
وأضاف "بندمان" أمام لجنة أجرانات، أن هناك العديد من العوامل التي أدت إلى استنتاج مفاده أن مصر لن تدخل في الحرب، منها الوضع الداخلي غير المستقر في البلاد، والإجماع العام في مصر أن قوات الجيش المصرى أضعف من القوات الإسرائيلية، وايضًا ترويج السادات رسائل مفادها أنه إذا دخل في حرب لن يحظى بدعم من الدول العربية.

يوئيل بن بورات
ومن جهة أخرى نقلت القناة الثانية العبرية من بين الشهادات التي سمح بنشرها شهادة الجنرال يوئيل بن بورات، قائد وحدة الاستخبارات "848"، والتي تركز عملها في جمع المعلومات الاستخبارية عن طريق الإشارات، وبضمنها التجسس الراداري، التي يطلق عليها "سيجينت"، وتطرق في شهادته إلى الفشل الاستخباري في توقع الحرب.

حرب مفاجئة
وقال في شهادته: "إن إسرائيل تمت مهاجمتها من جانب مصر وسوريا وبدأت الحرب الفعلية، فيما بدأ على الأرض وكأنه حرب مفاجئة".

هجمات غير متوقعة
وتحدث عن هجمات لم تكن متوقعة، مثل قصف "بيرل هابر" ميناء اللؤلؤ، وقال: "إن المشترك في جميعها هو وجود معلومات لم يتم التعبير عنها، ولم تستخلص منها الفائدة".

وأضاف "بورات:" كان هذا هو الوضع في إسرائيل، وكانت هناك معلومات كافية من ناحية الكمية والنوعية لتحذير الجيش في الوقت المناسب، ولم يكن هناك أي سبب مشروع للمفاجأة".

وعرض بن بورات على أعضاء اللجنة عدة معلومات أثارت الشكوك حينها، حيث أكد أن لديه نشاطات غير عادية في سيناء، مثل الأنباء عن كمية عتاد كبيرة في منطقة قناة السويس، مؤكدًا أن الأحداث في خليج السويس لم تكن تتماشى مع فكرة المناورة، لكونها خرجت عن المنطقة الجغرافية التي أجريت المناورة فيها.

فشل تجنيد متحدثين
كما أشار إلى فشلهم في تجنيد متحدثين باللغة العربية، مضيفًا: " بعض من تم تجنيدهم لم يتمتعوا بمستوى ذكاء عال، إضافة إلى درجة انضباط منخفضة، وحافزية منخفضة، وكانت النتائج سلبية".

ولفت إلى محادثة أجراها مع رئيس شعبة الاستخبارات حينها، إيلي زعيرا، وقال بن بورات، إن زعيرا قال له إن التقديرات تشير إلى أن الأحداث في خليج السويس تابعة للمناورة المصرية.

وأشار إلى أنه طلب صلاحية تجنيد من 100 إلى 150 من الاحتياط لتحسين التغطية الإنذارية، وللتحقق من أن الحديث عن مجرد مناورة عسكرية.

يوسف زعيرا
ومن بين الشهادات، شهادة الضابط "يوسف زعيرا"، الذي اتصل بعمه "إيلي زعيرا"، وقال له آنذاك: "إن هناك علامات مقلقة جدا"، وطلب الحصول على مصادقة لتفعيل وسيلة سرية، وصفت في تقارير اللجنة بـ"وسائل خاصة"، بيد أنه تلقى إجابة مفادها "نحن نريد الحفاظ على الأمن"، وفي حينه قال إيلي زعيرا: " إن المصريين لا يستطيعون تحريك الجيش وإعداده للحرب خفية"، وهذا يتنافى مع ما صرح به "إيلى زعيرا" منذ عدة أيام لصحيفة "يديعوت أحرونوت" بشأن أنه كان من بين الذين تنبئوا بالحرب.

فشل إسرائيل
وفى هذه المناسبة، قال الرئيس الإسرائيلى رؤوفين ريفلين اليوم الأحد، خلال مراسم تأبين إحياء ذكرى الجنود الإسرائيليين الذين سقطوا في حرب أكتوبر، إن الفشل في حرب 1973 كان سببه الافتقاد إلى انتقاد الذات، مضيفًا: "هو ما يتعين عدم تكراره في الوقت الحالي".

وشدد على ضرورة استعداد القيادة الإسرائيلية في كل الأوقات للمسائل الصعبة، مضيفًا: " ولا ينبغى الانتظار حتى اندلاع حرب، أو القيام بعملية لكن ينبغى الاستعداد لها، فالحكمة تتلخص في استمرار العمل الاستقصائى من جانب لجان الإشراف والإعلام وعامة الشعب بأكمله".

الجريدة الرسمية