رئيس التحرير
عصام كامل

أين تبرعات الإعلاميين؟


بلا شك، إن الإعلاميين الآن في مصر وخاصة مقدمي برامج التوك شو في القنوات الخاصة أصبحوا هم نجوم المجتمع، وهم أيضًا الأعلى أجورًا بعضهم تفوق بكثير على لاعبي كرة القدم في أكبر الأندية الأهلي والزمالك وتعاقدات الإعلاميين الآن وتنقلاتهم من قناة لأخرى أصبحت لمن يدفع أكثر والأرقام تتعدى الملايين ربنا يزيد ويبارك لهم فيما يحصلون عليه، هم أيضًا أصبحوا أشهر من نجوم السينما وصورهم تتصدر لوحات الدعاية والإعلان على الطرق والكباري.


ومهنة الإعلام أصبحت الأكثر شهرة وثراءً فجعلت نجوم الفن والرياضة يتركون مجالهم ويعملون مقدمي برامج حتى الرقصات دخلن مجال العمل الإعلامي، الأسبوع الماضي حدث خلاف بين مقدم برامج رياضية والقناة التي كان يعمل بها ووصل الخلاف إلى ساحة المحكمة بسبب أنه كان يتقاضى 300 ألف جنيه شهريا (ثلاثة ملايين وستمائة ألف سنويًا) من القناة وتركها إلى قناة أخرى سوف تدفع له مبلغًا أكبر رغم أن عقده ما زال ساريًا، هذا مثل بسيط، وأنا هنا لن أتناول كل النماذج والأسماء بعينهم فمساحة المقال لن تكفي ذكرهم ولكن المواطن يعرفهم جميعا وأيضًا لن أتناول أصحاب القنوات الفضائية الخاصة والذين بسبب الأجور المرتفعة لمقدمي البرامج يخسرون مئات الملايين.

وهذا لغز كبير يستحق أن نتوقف أمامه لمعرفة الإجابة عن سؤال مهم لماذا يستمر رجال الأعمال في العمل في مجال الإعلام رغم خسائرهم الفادحة؟ عودة إلى الإعلاميين الذين يصدعون رءوسنا في برامجهم النهارية والليلية عن حب مصر ومطالبين كل المواطنين بالتبرع وبعضهم يُهين رجال الأعمال المتقاعسين عن التبرع، أقول لهؤلاء أين تبرعاتكم أنتم؟ يكفي أجر شهر واحد فقط منكم لصندوق تحيا مصر.

رغم قيام الشعب بثورتين وخلع رئيس وعزل آخر ووضعهما الاثنين في السجن فحتى الآن الشعب لم يجن ثمار الثورتين، فقط الإعلاميون هم الذين جنوا الثمار فتضاعفت أجورهم رغم كل الظروف الصعبة التي تمر بها البلاد وأيضًا التدني الرهيب في نسبة مشاهدة برامج التوك شو مع كثرة عددها، حيث أصبح لدينا أكثر من مائة برنامج يومي وكأن الماسورة التي كانت تمدهم بالأموال قبل الثورة تحولت إلى نفق بعد الثورة، المواطن المصري البسيط هو الذي يضرب أروع الأمثلة في الوطنية وحب البلد دون أي صخب أو ضجيج.. وكان آخر ذلك ما حدث في شهادات قناة السويس فمعظم الذين اشتروا الشهادات هم المواطنون البسطاء.. يا ليت الإعلاميين والنخبة المصرية يتعلمون من هؤلاء كيف يكون حب الوطن بالأفعال لا بالأقوال.
egypt1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية