رئيس التحرير
عصام كامل

زمن "صافيناز" هانم!


المتابعة الخبرية لكل صغيرة وكبيرة متعلقة بالراقصة "صافيناز"، أصبحت مبالغ فيها بشكل يدعوني أنا شخصيا للاستغراب وفي الكثير من الأوقات للتساؤل حول مدى أهمية هذه المتابعة الدقيقة للغاية لكل أخبار "صافيناز هانم".. هل لأنها أصبحت ظاهرة جديدة برقصها المثير أم هي محاولة لإرضاء المراهقين المتابعين لكل أخبارها أم هذا هو الإعلام الجديد.


فعندما أثيرت مشكلة ترحيلها ثم زواجها وجدنا كما هائلا من الأخبار يتحدث عن تحركاتها وأسرار هذه الحكايات لدرجة أنني اعتقدت أن الشعب المصري كله سيقوم بثورة جديدة في حالة رحيلها عن مصر.. وبالأمس القريب ذهبت لحضور الحفل الخاص بعرض فيلمها الجديد "عمر وسلوى" بمجمع سينمات «نايل سيتي»، فوجدنا أخبارا وعناوين كلها تتحدث عن حالة الزحام والارتباك التي شهدتها القاهرة كلها بسبب الست "صافيناز".

وبما أن الإعلام مشغول لهذه الدرجة بكل تحركات صافيناز منذ فترة طويلة فأطالبه بأن يتعمق أكثر وأكثر ويأتي لنا بالانفردات غير المعروفة مثل متي تستيقظ من النوم وماذا تأكل وماذا تشاهد في التليفزيون وما هي أنواع الأكلات التي تفضلها وبالمرة برضو يعرفونا بتخرج من منزلها الساعة كام وبتمشي من أي شارع، وهل تحترم إشارات المرور أم لا؟، ومن هو سائقها الخاص ومن هم البودي جاردات الخاصين بها.. وكمان ياريت نعرف رأيها أيضا في تنظيم " داعش " الموجود في العراق وإيه رأيها في فرص المنتخب المصري خلال التصفيات المؤهلة لكأس أفريقيا.

بصراحة.. الموضوع أصبح "أوفر"، خاصة عندما أشاهد موقعا من المفترض أنه الأول في مصر يتفنن في تقديم كل صغيرة وكبيرة عن صافيناز.. فهل هي بالفعل تغطية خبرية إعلامية منطقية ومطلوبة أم هناك أشياء أخرى لا نعلم عنها أي شيء، خاصة وأن البلد فيها الكثير والكثير الذي يمكن أن نركز عليه بهذه الدقة.. أم نحن في زمن "صافيناز"هانم!

أعتقد أن الإعلام ظلم "صافيناز" الإنسانة وساهم في تقييد حريتها أما "صافيناز" الراقصة فهي في قمة السعادة بشغف الإعلام عليها وإن كنت أشك بأن كل من يتابع أخبار "صافيناز" من الإعلاميين مقتنع بأنها راقصة "أداء وإحساس" وليست راقصة "حفظ للأداء" فقط.. ثم أن حرص أحمد السبكي على إنتاج الفيلم الجديد الخاص بها هو أكبر دليل وبرهان على أنها راقصة وأصبحت ممثلة تؤدي المطلوب منها ببراعة بغض النظر عما إذا كانت تملك موهبة أم لا.. فالشيء لزوم الشيء.

ارحمونا يرحكم الله.. فالبلد فيها كم كبير من "البلاوي" التي تستحق تسليط الضوء عليها إعلاميا مع كامل الاحترام وعدم الاقتناع بالست "صافيناز هانم"!
Gebaly266@yahoo.com

الجريدة الرسمية