رئيس التحرير
عصام كامل

مؤيدو داعش يتزايدون بالولايات المتحدة..أمريكا تتخوف من انتشارالتنظيم على أراضيها.."جبريل" وجه داعشي على أرض الأحلام يحض على الجهاد والعنصرية.. و60 % من الجهاديين الأجانب بداعش صناعته

تنظيم داعش - صورة
تنظيم داعش - صورة ارشيفية

قال تحقيق نشره موقع "فوكاتيف" الأمريكي: إن هناك حالة من القلق تستشعرها السلطات الأمريكية في الوقت الراهن بسبب ما أسمته بـ "ظاهرة تعاطف بعض الأمريكيين مع تنظيم داعش وكشف التحقيق الذي نشره راديو سوا عن أن الأرض الأميركية، وفضاءات الإنترنت، تعشش فيها شبكة من داعمي تنظيم دولة العراق والشام "داعش"، ومركزها داعية اسمه أحمد موسى جبريل، طرده المسلمون الأميركيون من مساجدهم، وأدين بجرائم مالية كثيرة.

وأشار التحقيق إلى أن هناك أميركيين اتهما خلال الشهر الماضي بالتخطيط لاستهداف مصالح في بلادهم لحساب التنظيم، إضافة إلى ذبح شخص في أوكلاهوما يدعى "آلتون نولين" زميلا في العمل بعد أن فشلا في دعوته للإسلام، على الطريقة الداعشية.

مواقع التواصل للبحث عن مؤيدي التنظيم
وقال موقع فوكاتيف: إنه استخدم تقنيات "البحث العميق" على الإنترنت لرسم صورة عن وجود "داعش" في أميركا، وذلك بتحليل العلاقات والتفاعل بين حسابات المتعاطفين مع التنظيم على شبكات التواصل الاجتماعي.
وتتبع صحافيو الموقع أحد مؤيدي داعش، وهو شخص من نيويورك يدرس في جامعة يسوعية في إحدى ولايات الغرب الأوسط، اختار داعش كصورة تعريفية له على فيس بوك، ونشر على الموقع -أيضا- صورة لشخص يرتدي قناعا ويحمل سيفا مع عبارة تقول "تحت ظل السيف"، في إشارة إلى كتاب شهير حول حرب مفترضة بين المسيحية والإسلام.

المفارقة أن حائط هذا الشخص على فيس بوك مليء بصور لرحلات وحفلات وزيارات للمسابح مع فتيات.وقالت والدة هذا الشخص الذي لم يجر الكشف عن اسمه للموقع الأمريكي: إن عائلته هاجرت من شرق أفريقيا إلا أن ابنها ولد في الولايات المتحدة، حيث يدرس الكيمياء بمنحة ويطمح للعمل في شركة كبيرة للمنتجات الكيميائية.وقال مسئولو أمن: إنهم يتابعون قضية هذا الشاب ويفحصون إمكانية تشكيله تهديدا.

سيلفي مع البغدادي
مؤيد أميركي آخر لداعش يعيش في ولاية تكساس، ملأ حسابه على فيس بوك بصور لأعلام التنظيم وشعاراته، ومقاطع فيديو وصور لزعيمه أبو بكر البغدادي.

وقد نشر هذا الشخص مقطع فيديو صوره لنفسه (سيلفي) وهو يهتف باسم البغدادي بينما يطرده مسلمون أميركيون من مسجد محلي، كما نشر صورا يظهر فيها علم داعش في متنزهات محلية.

المرأة الداعشية
كذلك، نشرت امرأة من مينيسوتا مقاطع فيديو دعائية لداعش وصورا للقيادي في تنظيم القاعدة أنور العولقي الذي قتل في غارة لطائرة أميركية موجهة في اليمن، وتعمل هذه المرأة معلمة في مدرسة دينية ملحقة بمسجد.

وعدا نشاطاتها الإلكترونية في دعم داعش، لا شيء غريب حول هذه المرأة، فهي تكثر من نشر صور السيلفي، وتقول: إنها تحب أفلام هوليوود وتشجع النادي المحلي في كرة القدم.

مؤيدون محتملون
ويلفت الموقع الأمريكي إلى أنه بدأ في بحثه عن مؤيدين محتملين لداعش في الولايات المتحدة قبل أشهر عندما بدأ التنظيم في السيطرة على مساحات واسعة في العراق وسوريا، إلا أنه وفي أغسطس عندما قتل الأميركي دوغلاس ماك آرثر ماكين المنحدر من سان دييجو بينما كان يقاتل مع داعش في سورية، توصل فوكاتيف إلى قلب شبكة مؤيدي التنظيم في أميركا.

جبريل رمزا للتطرف
ويقول التحقيق: إنه وبينما كان الصحافيون يغوصون في بحر البيانات التي حصلوا عليها من مواقع التواصل الاجتماعي، ظل اسم أحمد موسى جبريل في الظهور مرة بعد مرة، لافتا إلى أن اسم جبريل معروف جيدا في الدوائر الأمنية... وهو يبلغ من العمر 43 عاما ويسكن في ديربورن بولاية ميشيجن. وقبل عقد من الزمن، طرد جبريل من مسجد محلي بعد أن دعا المصلين إلى قتل غير المسلمين.
بعد ذلك، قضى ست سنوات في سجن فيدرالي بعد أن أدين بجرائم منها غسيل الأموال والتهرب من دفع الضرائب ومحاولة رشوة محلف. وأخلي سراحه في 2012.

220 ألف إعجاب
ما يميز جبريل وفقا للتحقيق هو حجم المتابعة التي يحظى بها على مواقع التواصل الاجتماعي. فصفحته على فيس بوك تحظى بـ220 ألف علامة إعجاب (مشترك)، وله 26 ألف متابع على تويتر، أما خطبه على يوتيوب فتحظى بآلاف المشاهدات.

وقال التحقيق: أنه لطالما روج جبريل لعقيدة سنية سلفية من مكان سكنه في ميشيجن. وقال شهود عيان: إن أسلوب جبريل كان عنيفا وصداميا في مرات كثيرة.

وقال طالب سابق في جامعة ميشيجن بديربورن: إنه حضر خطبا لجبريل في 2004 وإن تلك الخطب خلفت انطباعا عميقا لدى الحاضرين. وأضاف "الخطب الأولى كانت لطيفة، لكنه بعد ذلك ينتقل للحديث عن تكفير الشيعة".

وأكد "لم ألتق شخصا في حياتي يجهد للتسلل لعقول الناس كما كان جبريل يفعل". وفي مواجهة خطاب الكراهية الذي يحمله جبريل، قررت رابطة الطلبة المسلمين في 2004 أن تحرمه من التفرد بخطبة الجمعة، وهو ما أثار حنقه. ولاحقا، عندما منع مسجد محلي جبريل من الدعوة، بدأ في استضافة حوارات في قبو كان يسكنه في ديربورن تحدث خلالها مطولا عن "الفسق" الذي يعيش فيه المسلمون.
عندها، قرر طالب أن يتحدى خطاب جبريل، لكن ثلاثة من مؤيدي الداعية هاجموا الطالب وألقوه أرضا ثم أشبعوه ركلا ورفسا لينقل إلى المستشفى بذراع وقفص صدري مكسورين.
يقول هذا الطالب الضحية: "شعرت بالأسى تجاه هؤلاء.. فجبريل تلاعب بعقولهم وهم لم يستطيعوا من ذلك فكاكا".

ويشير التحقيق إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حل صمت مطبق على حسابات جبريل في مواقع التواصل الاجتماعي، حتى إن تغريدته الأخيرة كانت في 24 يونيو واحتوت وصلة لأرشيف خطبه.

أما على فيس بوك، فكان آخر ما نشره جبريل خطبة عن الصيام وذلك في 11 يوليو.
وتزامن "صمت" جبريل مع متابعة حثيثة فرضتها عليه أجهزة الأمن بعد أن كذب في نوفمبر على الضابطة المسئولة عن مراقبة شروط إطلاق سراحه، كما تكشف وثائق قضائية.

وكان جبريل قد طلب إذنا للسفر إلى رالي-دورام في ولاية نورث كارولينا لـ"زيارة أصدقاء"، لكنه على فيس بوك قال: إن رحلته ستكون لتقديم سلسلة محاضرات حول الإسلام.

وعندما اكتشفت الضابطة المسئولة عن مراقبة جبريل الأمر، تشددت في شروط حركته وسفره. وهو الآن ممنوع من مغادرة القسم الشرقي من ميشيغن، ويجب أن يرتدي جهاز "جي بي أس" يتقفى أثره ويقدم معلومات عن أنشطته على مواقع التواصل الاجتماعي تشمل الأرقام السرية "الباسوورد" لحساباته إذا طلب منه ذلك.

وقال موقع فوكاتيف: إن صحافيين حاولوا زيارة جبريل في بيته لكنه طردهم وهددهم باستدعاء الشرطة.
ومحليا، يتجنب جبريل إثارة الانتباه. ففي ديربورن، 40 في المئة من السكان مسلمون، ومعظم لافتات المحال التجارية تحمل كتابة بالعربية. لكن معظم السكان لم يسمعوا بجبريل من قبل.

إلا أن اسم جبريل معروف جيدا بين الجهاديين في الشرق الأوسط. فقد وجد باحثون في "كينغز كوليدج" في لندن أن 60% من الجهاديين الأجانب في تنظيم داعش هم من متابعي جبريل على تويتر. ويبلغ عدد هؤلاء الجهاديين 12 ألفا ينتمون لـ80 بلدا.
وينخرط جبريل في دردشة إلكترونية على ASK.FM مع شبان يفكرون في الانضمام للقتال. وعلى تويتر، يعزي جبريل بمقتل جهاديين أو يرسل رسائل مباشرة لمقاتلين أجانب على الأرض السورية.

الدعوة للقتال في سوريا بصورة غير مباشرة
لكن جبريل لا يدعو الشباب، بشكل مباشر، للسفر إلى سورية للقتال، بل يقدم خطابا طائفيا تحريضيا يحض على قتال نظام الرئيس بشار الأسد بشكل عام مستخدما عبارات شديدة الوقع، وحديثا معسولا عن فضائل المقاتلين، وفقا لقول الموقع.

الجريدة الرسمية