رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. ليلة العيد في «حمام التلات».. الحاج مشمش: الحمام يعالج عددًا من الأمراض.. ونجوم الإعلام ومشاهير السينما يترددون عليه.. النوادي الصحية لن تؤثر على الحمامات الشعبية

فيتو

مازالت "الحمامات الشعبية" متواجدة لتواجه زمن المراكز والأندية الصحية من جاكوزي وساونا وبخار، وعلى الرغم من أن كثيرا من أبناء الجيل الجديد، لا يعرفون الكثير عن الحمامات الشعبية، إلا أن قصصها وحكاياتها لم تغفلها كتب التاريخ ولا أفلام السينما.


وانتشرت الحمامات في الماضي بين حارات الأحياء الشعبية، ومنها حمام "التلات" في منطقة السبتية لصاحبه الحاج مشمش.

"فيتو" رصدت ذهاب وإياب المصريين إلى الحمامات العامة الشعبية، كطقس من طقوس الاحتفال بليلة العيد.

حمام "التلات"
تجولت عدسة "فيتو" في ليلة العيد داخل أشهر الحمامات التي لا تزال باقية حتى الآن، وهو حمام التلات بالسبتية، الذي ما زال يذهب إليه الكثير من الشيوخ والشباب أيضا للاستحمام في ليلة العيد.

ويعتبر "حمام التلات" هو أكبر وأشهر تلك الحمامات العامة المنتشرة على الساحة حاليا، ويتكون الحمام من صالة الاستقبال المصممة بأشكال فنية جذابه وبها رسومات فنية تشعر الزائر بالراحة النفسية والطمأنينة بداخلها، وتكسو رائحة البخور والعطرة جدرانه، ويدوى صوت كوكب الشرق "أم كلثوم" بين غرفه، بالإضافة إلى وجود بعض المسئولين عن حفظ أمانات ومتعلقات الزائرين.

كما يحتوى الحمام على بهو كبير مصمم بشكل هندسى تتوسطه فسقية مضلعة تكاد لا تظهر من غزارة البخار ومسبطة من الرخام الأبيض اللامع للاسترخاء عليها أثناء عملية التدليك وعمل المساج بالكريمات والماسكات المغربية الأصلية، ويتخللها غرفة البخار والمغطس الذي يكون عبارة عن حوض مليء بالماء.

فوائد صحية
ويفتخر صاحب الحمام الحاج مشمش بامتلاكه له، قائلا: " ورثت الحمام عن والدى، وسعيت لحمايته والحفاظ عليه من الإهمال الاندثار والتلاشي، ونستخدم الأساليب المتطورة التي تواكب النوادى الصحية الحديثة ولكن بشكل شعبى".

وأشار إلى أن زبائن الحمام كُثر حسب الفئات العمرية المختلفة، ويحرصون على التردد على الحمام ليس فقط من أجل الاغتسال، ولكن من أجل الترويح عن النفس والبدن، إلى جانب الرغبة في الشفاء من بعض الأمراض مثل الروماتيزم وآلام العظام، فجلسات البخار تفيد الفقرات وبرد المعدة، كما أن الجلوس في البخار يكون أثر فائدة من الاستجمام فقط لأنه عبارة عن نادي صحى، إضافة إلى إقبال كثير من نجوم الإعلام والسينما في مصر على الحمام.

وأوضح مشمش أن اليوم في الحمام يقسم بين الرجال والنساء، فيبدأ الوقت المخصص للنساء من الساعة 6 صباحًا إلى 6 مساء يوميًا، بينما يكون الوقت المخصص للرجال في الفترة من 6 مساء إلى 6 من صباح اليوم التالي.

طقوس العمل
وأضاف الحاج مشمش أن برنامج الحمام يستمر ساعتين، بأخذ حمام ساخن لمدة عشر دقائق، بعدها يتم الجلوس في غرفة البخار، من أجل فتح مسام الجسم لمدة 15 دقيقة، يعقبها حمام بارد من أجل التخلص من الافرازات والعرق الذي يسد مسام الجلد، بعدها تأتي مرحلة الجلوس في المغطس المليء بالماء الساخن لبعض الوقت، ثم عملية الاسترخاء على "مسطبة" من الرخام، ترتفع مترا واحدا عن الأرض، وتجري عليها عملية التدليك، الذي يعقبها "دش" ساخن بالماء والصابون لمدة ربع ساعة، وبعد الانتهاء من الحمام يفضل تناول مشروب دافئ ووجبة من الفواكه، التي تنعش الجسم.

العرائس بالحمام
وأشار الحاج مشمش إلى أن الحمام تقبل عليه العرائس خاصة عند الاستعداد لليلة الزفاف وتدخل العروس حمام البخار، بعد أن تضع طبقات كثيفة من الدهون والعطور والكريمات على جسدها لتتشرب بشرتها وتتغلغل فيها الخلاصات المرطبة بهذه المكونات، التي تساعد على تفتيح البشرة وفتح المسام وإكساب الجسم نعومة ونضارة ولمعانا.

وبعدها تستحم العروس بالماء البارد ثم تضع على جسدها كله مجموعة من الأعشاب الطبيعية، وبعض الكريمات المغربية، وتظل على هذا الحال لمدة نصف ساعة، بعدها يتم شطف الجسم بماء الورد الغزير ثم تتعرض للبخور.

تسمية الحمام
وتابع الحاج مشمش:" منذ فترات طويلة كان يخصص يوم في الأسبوع للسيدات وكان يسمى الحمام باسم اليوم الخاص بالسيدات، وأن الحمام كان قبل عملية التطوير كان ما يشبه اللوكاندة، ولكن في أواخر التسعينات قمنا بعمل التجديدات المعمارية والتي غيرت الأسلوب القديم".

ووصف الحمام البلدى بأنه كنز لا يمكن الاستغناء عنه، مؤكدا أن النوادى الصحية التي انتشرت مؤخرا لم تؤثر على الحمامات البلدية لأنها هي الأصل، مشيرا إلى أن الحمامات سوف تتطور أكثر فأكثر ولن تختفى على الإطلاق فليس لها بديل، بالإضافة إلى أن كل العاملين بالحمام وارثون المهنة أبا عن جد من عشرات السنين.
الجريدة الرسمية