«الغنوشي»: تونس تحتاج إلى ائتلاف وطني في الحكم
أكد راشد الغنوشي، رئيس حركة النهضة - فرع جماعة الإخوان في تونس - أن الحركة تسعي لحكم تشاركي مع القوى السياسية الأخري من أجل حكم تونس، مضيفا: "أن المرحلة المقبلة في تونس هي المرحلة الانتقالية الثالثة وهي التي ستدخلها تونس بعد الانتخابات، فتونس ما تزال تحتاج إلى حكم ائتلافي وطني له قاعدة واسعة تتكون من السياسيين، وسنتحالف مع من ستفرزه صناديق الاقتراع".
وأضاف الغنوشي: "كبحنا شهواتنا وكبحنا جماح أنفسنا ولم ننافس على المنصب الرئاسي لأننا نرى من الخطر على هذه التجرية النائشة أن حزبا يحصل على أغلبية في البرلمان والرئاسة والحكومة".
وقال الغنوشي، في تصريحات صحفية: "برنامج النهضة جوهره التوافق، كلمة التوافق هي المفتاح الرئيسي لبرنامج النهضة، باعتبار أن البلاد ما تزال تمر بمرحلة انتقالية، لا يمكن أن تحكم بمنطق الحزب الواحد، 51% كافية للحكم في ديمقراطية مستقرة، أما في ديمقراطية ناشئة عمرها 3 سنوات 51% غير كافية وإنما مطلوب حكم التوافق أو الاقتراب من الإجماع وأقل الاجتماع الثلثان يعني أن يستند الحكم إلى عصبية بلغة ابن خلدون وإلى قاعدة اجتماعية وسياسية واسعة لأن البلد مقبل على تحولات كبيرة وأمامه خيارات اقتصادية صعبة لا يمكن أن ينجح معها منطق سلطة 51 % ومعارضة 49 %".
وأوضح: "أن هذا سيشل الحركة وهو ما حدث السنة الماضية في تونس وكاد الوضع ينهار، وهو ما يدل على أن ثنائية السلطة معارضة لا تصلح مع المراحل الانتقالية وتصلح فقط مع الديمقراطيات المستقرة".
وتابع عضو التنظيم الدولي للإخوان: "تجارب عربية كثيرة منها تجربة مصر وتجربة تونس سنة 89، تجارب كثيرة تدل على أن العدد ليس كافيا أساسا لشرعية الحكم وإنما لابد من رعاية موازين القوة، فموازين القوة لا تتحدد فقط بالعدد كونك انتخبت من طرف 60 %من الشعب، فريما يكون الـ60 %الذين انتخبوك عددهم كبير ولكن تأثيرهم قليل، فلا بد من البحث عن وزن أنصارك في الإعلام ورجال الأعمال والمال والقضاء والجيش والإدارة والعلاقات الدولية وغيرها من القطاعات المؤثرة. فالإخوان في مصر كانوا كثرة وكانوا أغلبية، ولكن الآخرين كانوا يمثلون قوة عددية وقوة كيفية وقوة معنوية هائلة".