رئيس التحرير
عصام كامل

أخطر «5 مليون» إرهابي في مصر!


ما أقصده بأخطر 5 ملايين إرهابي في مصر هم «الموظفون» في أجهزة الدولة المختلفة.. فرغم أنهم لم يحملوا سلاحًا أو لم يقتلوا أحدًا، إلا أنهم- من وجهة نظري- أخطر من الإرهابيين التقليديين الذين يحملون السلاح، ويقطعون الرقاب، ويحرقون المركبات والمؤسسات.

فلدينا في مصر أكثر من ستة ملايين موظف، أغلبهم يعبدون «الروتين» ويعتنقون «البيروقراطية»، وكل رسالتهم ومهمتهم في الحياة «تعطيل المراكب السايرة»، والتفنن في إذلال الناس!

وقديمًا قالوا: «إللي يعقدها موظف ميحلهاش رئيس وزرا»، بمعنى إذا وضع الموظف «عقدة» في إحدى الأوراق أو الطلبات، فلن يستطيع رئيس الوزراء «حل» تلك العقدة، ما يتسبب في هروب الاستثمار والمستثمرين من البلاد، وإصابة المتعاملين مع هؤلاء الموظفين بالعديد من الأمراض التي تعجل بنهايته.

وقطعًا هذه القاعدة لا تنطبق على جميع موظفي الحكومة، فقد صرح الدكتور محمد بهي العيسوي، مستشار الرئيس السيسي، بأن الحكومة لديها «6 ملايين» موظف، لا يعمل منهم بصورة فعلية سوى «مليون» فقط، والباقي عالة على الدولة.. والأكثر خطورة أن أكثر من نصف هؤلاء الموظفين «مرتشون».. نعم «مرتشون»، بحسب تقرير لمركز الأرض لحقوق الإنسان.

معنى ذلك أن لدينا أكثر من «5 ملايين» موظف، مهمتهم كما ذكرت «تعطيل المراكب السايرة» وعرقلة مسيرة التنمية.. فإذا كان الإرهابيون المسلحون يستهدفون إسقاط «النظام»، فإن الـ«5 ملايين» موظف «العالة» على الدولة هم الوقود الأسرع اشتعالًا لإحراق أي نظام والقضاء عليه، وهم أيضا أشد خطورة على الأجيال القادمة..!

فالمدرس «العالة» يقتل الإبداع والابتكار في عقول تلاميذه.. والموظف «العالة» لن يُنجز لك طلبًا، ولن يحقق لك مصلحة.. والطبيب «العالة» سيقضي على حياتك، بدلًا من يساعدك على الشفاء.. والشيخ «العالة» سيجعلك تفكر في الإلحاد، أكثر ما تفكر في الله.. والصحفي «العالة» لن يبحث عن الحقيقة ليقدمها لك.. والضابط «العالة» لن يوفر لك الأمن والأمان.. والقاضي «العالة» لن يحقق لك العدل.. ما يجعلك تموت بدلًا من المرة الواحدة عشرات المرات.. فأيهما أخطر.. إرهاب المسلحين أم إرهاب الموظفين؟!
الجريدة الرسمية