الغنوشى وإخوان مصر !
ليس أمرًا مفاجئًا أن يخرج راشد الغنوشى، زعيم إخوان تونس، ليرحب بقادة إخوان مصر المطاردين والهاربين في الخارج للعيش ببلاده.. فهذا أمر تفرضه عليه حقوق الزمالة حيث يرتبط هو وجبهته بزمالة مع إخوان مصر في إطار التنظيم الدولي للإخوان الذي يعد الغنوشى واحدًا من قياداته..
لكن قد تكون المفاجأة في عدم حماس قادة إخوان مصر للذهاب إلى تونس مثلما حدث مع قطر وتركيا!.. فهناك -رغم الزمالة التي تربط إخوان مصر وإخوان تونس - عدم ثقة موجودة من قبل بينهما منذ سنوات مضت.
ومن بين وثائق قضية التخابر المتهم فيها الرئيس المصري الأسبق محمد مرسي وعدد من قادة الإخوان، مجموعة الاتصالات التليفونية بين مرسي ومدير مكتبه أحمد عبدالعاطي قبل ٢٥ يناير.. وفي هذه الاتصالات أحاديث واضحة عن اتصالات أجراها الإخوان مع أشخاص من المخابرات المركزية الأمريكية قبل يناير ٢٠١١، وكذلك اتصالات مع رجب طيب أردوغان للتجهيز لما قاموا به في ٢٥ يناير وما بعده.. ولكن في هذه الاتصالات تحذيرًا واضحًا أيضا من مرسي لعبدالعاطي الذي كان مقيمًا في تركيا وقتها من إحاطة الغنوشى علمًا بتلك الاتصالات وما يدور فيها خشية إفساد ما يدور فيها!
وهكذا كان ثمة فقدان للثقة بين إخوان مصر وإخوان تونس من قبل، وربما ساعد على استمرارها انتقادات الغنوشى لهم قبل ٣٠ يونيو.. ولذلك قد لا يختار بسبب ذلك قادة الإخوان الهاربون تونس ملاذًا آمنًا لهم.