رئيس التحرير
عصام كامل

وادى "الخناصير".. كارثة بيئية تهدد شرم الشيخ.. وأطفال عاملون بالقمامة.. وغياب لمنظومة فصل المخلفات الصلبة من المنبع

جانب من الاهمال فى
جانب من الاهمال فى وادى الخناصير

وادى "الخناصير" التابع لمدينة شرم الشيخ بمحافظة جنوب سيناء، يحمل كارثة جديدة لمصر التى تحلم بواقع جديد منذ قيام الثورة، وهذا بعد أن تحول المدفن الصحى بوادى "الخناصير" إلى منطقة تصدير للأمراض والأوبئة، فضلًا عن وجود تجمعات عشوائية مجهولة الهوية، بشكل جعل هذا المكان ملاذًا آمنًا للعناصر الإجرامية والهاربين من العدالة.


تكمن خطورة المدفن الصحى بوادى "الخناصير" فى غياب منظومة فصل المخلفات الصلبة من المنبع، حيث يتم ترك المخلفات بشتى أنواعها فى العراء أثناء القيام بعملية الفرز والتنقيب لاستخلاص بعض المخلفات الصلبة وعدم دفن النفايات مباشرة بأسلوب صحى وحضارى.

وترك هذه المخلفات فى العراء لفترات طويلة يؤدى إلى انتشار القمامة، وخاصة من الورق وأكياس البلاستيك فى مساحات شاسعة بالجبال والوديان المجاورة بفعل الرياح وانتشار المخلفات بفعل الرياح يؤثر سلبيًا على التوازن البـيـئى وحياة الكائنات البرية (حيوانات وطيور)، والبحرية (أسماك و شعاب).

وذلك بخلاف التعرض لأخطار الحرائق نتيجة تكاثر غاز الميثان (القابل للاشتعال)، وحدوث تلوث بيئى آخر بفعل نواتج الاحتراق.

وعن الأثار الصحية، فإن الأغنام التى يستخدمها الإنسان فى غذائه ترعى بالوادى تحيا وتأكل من القمامة والنفايات المتحللة والورق والبلاستيك، ما يعرض الصحة العامة للخطر فى مشهد غير إنسانى ينتشر فيه الذباب بصورة كارثية فى مساحة شاسعة، بجانب خطر انتشار الأوبئة والأمراض.

وأما الآثار الاجتماعية لهذا المدفن الصحى، فإنه يمكن حصرها فى تشغيل الأطفال من دون سن العمل القانونى فى عملية الفرز تحت ظروف صحية وبيئية متردية وغير إنسانية، مع إمكانية تزايد وجود تجمعات عشوائية مجهولة الهويـة وسهولة توافر ملاذ آمن للعناصر الإجرامية والهاربين من العدالة لتتحول المنطقة إلى بؤر إجرامية، بالإضافة إلى انعدام تكافؤ الفرص بين الشركة الاستثمارية وبين جماعات البدو العاملين فى جمع المخلفات، ما نتج عنه تقليص دورهم وتضاؤل فرص العمل المتاحة لهم.

وعن الأثار الاقتصادية، لا شك أن ترك هذه الكارثة البيئية تؤثر سلبيًا على إقبال السائحين على شرم الشيخ نتيجة للتدهور المستمر للبيئة البرية والبحرية وعدم تطبيق سياسة الفصل من المنبع ليؤدى ذلك إلى إهدار جزء كبير من العائد المادى الممكن تحقيقه من المخلفات الصلبة حيث تقدر كمية المخلفات اليومية بشرم الشيخ ما بين 175 طنًا إلى 200 طن يوميًا، فضلًا عن تعرض سمعة مصر السياحية للتشويه واستغلال البعض هذه الكارثة لضرب السياحة فى شرم الشيخ، وما أكثر هؤلاء.

من جانبه، أكد أحمد شوشة، مدير الإدارة العامة لشئون البيئة بديوان عام محافظة جنوب سيناء، على أن الفرز داخل المدفن يتم بطريقة بدائية ليس بنظام علمى، موضحًا أن 10% من المخلفات فقط يتم فرزها والباقى يترك فى العراء، فضلًا عن تعدد القائمين على مخلفات الفرز.

وفى دراسة أعدتها لجنة النظافة بجمعية شرم الشيخ للتنمية والبيئة بمثابة خارطة طريق لتحرير مدينة شرم الشيخ من فوضى المخلفات الصلبة والعضوية والظهور بمظهر يليق بمركزها السياحى العالمى تتلخص فى تجهيز كراسة شروط وطرح مزايدة لإدارة مصنع فرز القمامة المهدى من الاتحاد الأوروبى بوادى "الخناصير".

"فيتو" تدق ناقوس خطر لتحذر من يعى قيمة هذا التحذير من كارثة محققة تهدد شرم الشيخ، فهل يتحرك المسئولون قبل فوات الأوان؟ وقبل تعرض سمعة مصر السياحية للتشويه، أم أن واقع الـ30عامًا السابقة هو واقعنا لـ30 أخرى؟







الجريدة الرسمية