رئيس التحرير
عصام كامل

ليت "موسى" يتعلم من "هند" !


تابعت مثل كثيرين غيري وقائع جلسة النطق بالحكم في قضية القرن المتهم فيها مبارك وآخرون.. وكنت حريصا على سماع النطق بالحكم الذي تأجل.. وفوجئت مثل غيري بالفيلم الوثائقي الذي قام رئيس المحكمة بعرضه قبل أن يعلن مد أجل النطق بالحكم.. وأنا هنا لن أتحدث عن مدى قانونية ذلك لأنني لست قانونيا.. ولن " أتفزلك" مثل الآخرين للتشكيك في هيئة المحكمة لأنني أثق تماما في نزاهة قضاء مصر الشامخ..


ولكن ما لفت نظري بصفتي مواطنا قبل أن أكون صحفيا هو مذيعة قناة صدى البلد "هند النعساني".. فهذه المرة الأولى التي أشاهدها فيها وربما يكون ذلك تقصيرا مني وهذا لا يقلل منها أبدا.

هذه المذيعة لفتت نظري بشدة من خلال المقدمة التي قامت بها على الهواء مباشرة قبل دخول هيئة المحكمة.. فكان واضحا أنها تحفظ القضية وأرقامها-عن ظهر قلب- بشكل مميز للغاية.. وكان واضحا أنها متمكنة بشدة في عملية توصيل المعلومة بسهولة وبشكل مرتب للغاية.. ثم عندما قامت بعرض الفيلم الوثائقي من داخل منزل رئيس المحكمة زادتني إقناعا بأنها مذيعة من الطراز الفريد ومن الظلم أن تكون مراسلة رغم أن الحدث كبير جدا والعالم كله يتابعه.

هند النعساني من وجهة نظري المتواضعة كانت هي نجم النجوم في هذا اليوم.. ليس لأنها كما يقول المرضى النفسيون اطلعت على أرواق القضية ولكن لأنها نجحت في توصيل معلومات لي كمواطن مصري لم أكن أعلم بها رغم متابعتي للقضية.. نجحت في إقناعي بأن هذه القضية بحق تستحق أن يطلق عليها قضية القرن.. ثم أنه نادرا ما نجد مذيعا أو مذيعة في مثل هذا الموقف لا "يتلعثم" أو "يتفزلك".. ولكن هند النعساني لم تفعل ذلك.. فكنت أراقبها وأركز معها بشدة لكي أكتشف ما إذا كانت طريقة أدائها وهي على الهواء مباشرة هي نفسها إذا كان التقرير مسجلا ووجدت أنها تؤدي وهي على الهواء بشكل أفضل وهو دليل على ثقتها وتمكنها بل وإعدادها للمعلومات بشكل مميز للغاية.

أنا هنا أتحدث عن هند النعساني المذيعة فقط التي لفتت نظري بشدة وأستغرب كيف لمثل هذا التميز أن لا يظهر بشكل مستمر في هذه القناة أو قنوات أخرى.. هذه الموهبة تستحق إلقاء الضوء عليها كمذيعة متميزة وليس لكونها اطلعت على أوراق القضية أو لم تطلع.

كلمة أخيرة.. ليت أحمد موسى يتعلم من هند النعساني زميلته في القناة.. فالفارق واضح وكبير جدا بين الهدوء والثقة والمعلومات المرتبة وبين الثرثرة والفزلكة والأوهام.
Gebaly266@yahoo.com
الجريدة الرسمية