رئيس التحرير
عصام كامل

أزمة الأمير تميم!


لم أندهش مثل غيري، لأن أمير قطر سارع للذهاب إلى الرئيس السيسي حيث يجلس، وقام بتحيته ثم وصف في حديث مع شبكة «سي. إن. إن» ما حدث في ٣٠ يونيو بمصر بأنه انقلاب عسكري!


وذات الأمر ينطبق على تصرف الرئيس التركي أردوغان الذي سمح لوزير خارجية بأن يطلب لقاء مع نظيره المصري، ثم عندما تحدث أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة كرر كلامه السخيف عن مصر وعن ثورتها في ٣٠ يونيو.

فكل من أمير قطر تميم ورئيس تركيا أردوغان يعانيان حالة تخبط لن يتخلصا منها بسهولة.. فهما -خاصة تميم- كانا يطبقان سياسات ترغبها أمريكا وتلبي طلباتها، ولذلك مضت كل من قطر وتركيا تهاجمان مصر والشعب المصري بشدة وحدةٍ وبشكل أكثر صراحة من الهجوم المستمر للراعي الأمريكي الذي ينفذان طلباته..

لكن أمريكا المضطرة لإعادة النظر في سياستها تجاه مصر كان في مقدورها أن تستغل ذلك بشكل أكثر سلاسة وسهولة من قطر وتركيا، نظرًا لأنها لم تصل في إدارة علاقتها مع مصر بعد ٣٠ يونيو إلى ذات المصري الذي ذهب إليه كل من تميم وأردوغان في الإشارة إلى علاقة بلديهما بمصر.. ففي الوقت الذي كان المسئولون الأمريكيون يأتون للقاهرة ويلتقون بالمسئولين بها، كان سفيرا تركيا وقطر قد غادرا العاصمة المصرية، وكان استقبال مسئول قطري أو تركي أمرا غير مرحب به في القاهرة، وفي ذات الوقت كانت كل من تركيا وقطر تمنحان ملاذا آمنا لقادة الإخوان الهاربين من مصر، وكان التمويل التركي والقطر ينهمر على جماعة الإخوان الإرهابية.

لذلك.. فإنه ليس متاحا لتركيا وقطر إجراء تراجع سهل وسريع في سياساتهما تجاه مصر انسجاما مع التغيير الذي طرأ على السياسة الأمريكية تجاه مصر.

إنها باختصار، مشكلة التابع إذا ما قرر المتبوع تغيير سياسته.. فإن المتبوع يتخبط ويصاب بالاضطراب.. وهذا ما يعانيانه تميم وأردوغان الآن.. ولن يتخلصا من هذا الاضطراب سريعا وبسهولة.
الجريدة الرسمية