رئيس التحرير
عصام كامل

"السفارة العراقية" تناقش سبل مواجهة فكر "داعش".. "الدباس": ٨٠ جنسية يقاتلون في صفوف التنظيم.. "الشناوي": الحرب العسكرية لن تجدى والحل يكمن في محاربة الفكر.. و"كريمة": لابد من تصحيح المفاهيم الدينية

فيتو


أقامت السفارة العراقية بالقاهرة، اليوم الإثنين، حلقة نقاشية حول " الأبعاد السياسية والأمنية والدينية لفكر وممارسات تنظيم داعش الإرهابي"، بحضور السفير ضياء الدباس سفير العراق لدى مصر، ومندوبها لدى جامعة الدول العربية، ومشاركة عدد من الشخصيات السياسية، دبلوماسيين، إضافة إلى علماء دين مصريين.


الشخصيات المشاركة
ومن بين الشخصيات المشاركة في حلقة المقاش السفير هاني خلاف، مساعد وزير الخارجية الأسبق، ومدير مكتب الجامعة العربية السابق في العراق، والسيد ياسين، والدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، ونوري عبد الرزاق سكرتير عام المنظمة الأفروأسيوية، إضافة إلى الكاتب محمود الشناوي، مدير مكتب وكالة الشرق الأوسط بالعراق، والذي أصدر مؤخرًا كتاب حول تنظيم داعش، وآيضًا الدكتور مصطفى الفقي.

خيانة تنظيمية
و قال محمود الشناوي مدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط في العراق السابق، إن استفحال تنظيم الدولة الإسلامية في الشام والعراق، والذي جرى تأسيسه في ٢٠٠٤ جاء نتاج سببين رئيسيين الأول خيانة تنظيمية في العراق، سواء محلية، أو بين صفوف الجيش العراقي، والتغافل الدولي للتنظيم وتركه ليتوحش بهذا الشكل.

50 دولة للقضاء على داعش
وأوضح الشناوي في كلمته، أن الموقف الدولي والذي بدأ يؤسس لتنظيم دولي يضم ٥٠ دولة للقضاء على داعش، كان سببا للوضع الجاري، وسببا كبيرا في توحش هذا التنظيم الإرهابي في العراق.

ولفت الشناوي، والذي صدر له مؤخرًا كتاب حول فكر داعش، إلى أن هذا التنظيم يرى أنه يقيم دولة العدل، قائلًا:" لذا فإن هذا مدافع الكثير من الأفراد للانضمام له حول العالم".

الحل العسكري
وأكد على أن الحل العسكري للقضاء على تنظيم داعش، لن يجدي، ولن يكون له تأثير على أرض الواقع، لافتا إلى أن الحل مع ذلك يكون عبر محاربة الفكر بالفكر، مضيفًا:"فلابد لإندلاع حرب فكرية إلى جوار العسكرية للقضاء على مسببات تواجد هذا النظيم الإرهابي".


"داعش" خوارج العصر
أما الدكتور أحمد كريمة الأستاذ بجامعة الأزهر، فقد قال إن تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام " داعش" هم خوارج هذا العصر، مؤكدا على أن الحل لداعش، وغيره من التنظيمات الإرهابية التي تتخذ من الدين إطار هو تصحيح المفاهيم الدينية والفقهية.

ثورة التعليم الديني
وأكد كريمة في كلمته في الحلقة النقاشية التي تقيمها السفارة العراقية بالقاهرة حول الأبعاد الأمنية والسياسية والدينية لفكر داعش، على أنه لابد من ثورة للتعليم الديني التخصصي في العالم الإسلامي، يعني بفقه الواقع وضبط المصطلحات.

قوى أجنبية
وبدوره، قال الدكتور مصطفى الفقي بأن " داعش" لا يمثل الإسلام، وأنها جماعات من الخوارج دست علينا، واخترقت من قوى أجنبية، لافتا إلى أنها أقرب في تحركاتها وجرائمها إلى ( الجريمة المنظمة).

وأكد الفقي بأن الإسلام بريء من هذه الجماعات الإرهابية، قائلًا:" وإن ما يجري لدينا من هذه الأحداث هي لأننا مستهدفون في هذا الجزء من العالم، وبالأخص العراق، فهو المستهدف الأكبر لموارده الكبيرة في مجمل القطاعات".

استقطاع العراق
ويلفت إلى أن أصابع الأتراك ليست بعيده عما يجري في العراق، فهم بذلك يريدون استقطاع جزء من العراق" الموصل" وضمه اليهم.

"إسرائيل" المستفيد الوحيد
ويدعو الفقي إلى البحث عن المستفيد من كل ما يجري في المنطقة، وما جرى للجيش العراقي، ومن بعده السوري، وإنهاك الجيش المصري، لافتا إلى أن الدولة العبرية هي المستفيد الأكبر في كل ذلك، في حين أن فكر داعش لا يختلف كثيرًا عن فكر وأهداف إسرائيل التوسعية.

وأضاف الفقى:" الإرهاب كل لايتجزأ فإرهاب داعش، هو نفسه الإرهاب الذي تواجهه مصر في سيناء، وبالتالي فإن هناك خطرا مشتركا تواجهه كل بلداننا العربية"، لافتا إلى تاريخنا الحافل بحالات متشابهة.

القضاء على "داعش"
أما السفير ضياء الدباس سفير العراق، فأكد أن الإرهاب بات يشكل خطرا كبيرا على العراق، وكيان الدولة، إضافة إلى أنه أصبح يستلزم من الجميع المساهمة للقضاء عليه.


الإرهاب "عابر للحدود"
وأضاف في تصريحات خاصة لـ " فيتو" على هامش الحلقة النقاشية:" الإرهاب أصبح يشكل خطرا عالميا، وعربيا، فالعالم أضحى يستشعر هذا الخطر وأدرك الآن أن الإرهاب ظاهرة وخطر داهم، عابر للحدود".

وأضاف الدباس إلى أنه "توجد دلالات ووقائع تؤكد على أن الإرهاب يستطيع أن يضرب ويؤثر في كل مكان، خاصة أننا اطلعنا على الإمكانيات الكبيرة الذي يمتلكها هذا التنظيم خاصة الإمكانيات التسليحية، والمالية وكذلك القدرة على تجنيد مقاتلين من مختلف بلدان العالم".

80 جنسية
ولفت إلى أن تنظيم داعش لديه مقاتلين من ٨٠ جنسية، وهو الأمر الذي يستدعي حلف عالمي من أجل التصدي له.
وأضاف:" مصريين يقاتلون بين صفوف داعش على أرض العراق، كما يوجد بين الثمانين جنسية، وهناك مقاتلين كثر من بينهم مقاتلين عرب، وأوربيين من أبناء الجيل الثاني".

الدعم الجوى
وفيما يتعلق بالضربات الجوية على العراق قال:" إن الحكومة العراقية أعلنت صراحة ورسميا عن طلبها في المساعدة بالدعم الجوي، في حين أكدت الحكومة أننا لا تحتاج إلى قوات على الأرض لأن لدينا مقاتلين كافيين، إنما ينقصنا القدرات في المجال الجوي، لأن الجيش العراقي لم يستكمل بعد كل تشكيلاته خاصة سلاح الطيران، إنما كل ما يجري من ضربات هي بتنسيق مع العراق، وبمعرفته، ويتم تحديد كل الأهداف التي ترغب بها الحكومة العراقية".

الجريدة الرسمية