رئيس التحرير
عصام كامل

الانتخابات الإيطالية معركة أوربية


بهذا الشعار تدخل إيطاليا، ثالث أكبر اقتصاد فى منطقة اليورو، انتخاباتها المبكرة فى ال 24 و 25 من فبراير الحالى بدعم أوربى لتوفير فرص إنقاذ الاقتصاد الأوربى أولا والمساهمة فى الخروج من الماضى البيرلسكونى الذى استمر ل20 عاما يبعد إيطاليا عن عمقها الأوربى لمشاريع لم يكتب لها التحقق مثل الأورومتوسطى، ليتخذ الإيطاليون من النموذج الفرنسى فى إبعاد ساركوزى عن مسرح السياسة الأوربية بالانتخابات فرصتهم لرفض عودة بيرلسكونى الذى يأبى أن يترك المسرح ولو لحين.

المنافسة هنا فى إيطاليا أصعب منها فى فرنسا، لأن المعركة لبيرلسكونى معركة إبعاد شبح التهم القانونية بعد أن وقع فى عدد لا يحصى من القضايا، إحداها تتهمه بالتهرب من الضرائب، قد تكلفه أربع سنوات من السجن من قبل محكمة فى ميلانو، وقد تم تعليقها بسبب الانتخابات. وكذلك قضية روبى غيت التى تتهمه بالتحريض على ممارسة الدعارة وسوء استغلال السلطة. قضايا لا يخجل منها بيرلسكونى. ولا يندم على أى منها ولكن فوزه قد يعطل التصديق على القانون يعزله سياسيا ويرفع عنه الحماية للمساءلة القانونية وهو فى هذه المعركة لن يفوت فرصة وإلا ويستخدمها من المال السياسى وحتى المافيا.
الجميع ربما يتذكر فى أغسطس 2011، عندما خسر ثقة البرلمان وأغلبيته، وبعد خطة التقشف التى فرضتها بروكسل والأسواق المالية، وقد اتهم جميع من صوت ضده بأنه خائن، لذا وافق على الاستقالة وفسح المجال لماريو مونتى الذى كان عليه استعادة ثقة الشركاء الأوربيين فى بلد على شفا دفع منطقة اليورو نحو خريف طويل. سيلفيو بيرلسكونى ترك مكتبه بشكل مهين لكنه فى خطاب الخروج لعب على وتر حساس حين قال: "اسمحوا لى أن أقول: أشعر بالحزن حين أرى أن تصرفاً مسئولاً كالاستقالة، بل وهى عملُ سخيٌ، أن يتم استقباله بالصفارات والشتائم".
فرص الفوز تتجه إلى المرشح لمنصب رئيس الوزراء وزعيم الحزب الديمقراطى بيير لويجى بيرسانى ممثل يسار الوسط الذى تدعمه أحزاب أوربا الديمقراطية الاجتماعية حتى تحافظ على وحدة التعامل الاقتصادى الأوربى بعد نجاح هذه الأحزاب فى فرنسا وألمانيا وبلجيكا مع ضرورة إبعاد نماذج يمينه من أمثال ساركوزى أو بيرلسكونى ولكن يبقى ملعب إيطاليا ذو خصوصية كبيرة فمن حكم باسم المال وكون شبكة كبيرة من رجال المصالح والعائد بلا خجل من فضائح مالية وأخلاقية ربما يعرقل فرص بيرسانى إذا لم يتمكن من الحفاظ على أغلبية مريحة فى المجلسين الشيوخ والنواب.
وبعد فشل حكومة التكنوقراط بقيادة مونتى، فى ظل الأزمة التى تعصف بمنطقة اليورو تنتظر الحكومة الجديدة التى سيعلن عنها مساء الاثنين المقبل انتشال البلاد من الفقر والبطالة وفشل الأطر السياسية التقليدية ليبقى تحدى معسكر يسار الوسط هو مقاومة الامتناع عن التصويت كعملية احتجاج ضد الأحزاب التقليدية، ثانيا جذب الحركات الشعبية المناهضة للمؤسسة الحاكمة للتصويت.

الجريدة الرسمية