رئيس التحرير
عصام كامل

أبو مازن يناسبه بعض الضغط من الشارع


إن ملامح القلق تبدو على وجوه ضباط قيادة الأركان العامة، فمما يزيد على أربع سنوات وضعت مواضيع الضفة الغربية فى ذيل قائمة التقارير اليومية فكان هدف قيادة المنطقة المركزية العسكرية فى إسرائيل الاهتمام بالجبهات الأكثر سخونة مثل الحدود مع مصر والحدود الشمالية وبالطبع إيران.


اليوم بدأ بتقرير ميدانى عن حجم الاضطرابات التى قامت بسبب إضراب السجناء الفلسطينيين عن الطعام وخاصة بعد وفاة أحد الأسرى الفلسطينيين إثر سكتة قلبية فى أحد السجون الإسرائيلية والحقيقة أن الأحداث تم تضخيمها فى وسائل الإعلام الفلسطينية خلال الأيام الأخيرة بعد أن تكاد تكون وسائل الإعلام الإسرائيلية قد تجاهلت الغليان على الأرض، وحجم الاضطرابات حتى الآن بعيداً عن أن يذكرنا بأحداث الانتفاضة الأولى والثانية ومع ذلك فاحتمال استمرار التصعيد قوياً .

يكفى أن يموت أحد السجناء المضربين عن الطعام من أجل التصعيد الفورى للوضع فى المنطقة وكذلك الهجمات الإرهابية التى ينفذها اليهود وتسمى (عمليات دفع الثمن) من شأنها أيضاً سكب الزيت على النار.

يوجد فرق كبير بين ما يحدث اليوم وبين الفترة التى أدت لاشتعال الانتفاضة الثانية فى سبتمبر 2000 أثناء تولى ياسر عرفات رئاسة السلطة الفلسطينية والذى أشعل النيران ولم يكن مهتماً بالسيطرة عليها أما رئيس السلطة الحالى "محمود عباس أبو مازن" يعارض الإرهاب ويوجه رسالة واضحة لقوات الأمن الفلسطينية بهذا الشأن.

والسؤال الرئيسى هو ما الذى يرغبه أبو مازن، وكيف سيتصرف الجيش الإسرائيلى؟ حتى هذه اللحظة يبدو أن أبو مازن يرغب فى تحويل غضب شعبه نتيجة الجمود السياسى وعدم دفع السلطة لرواتب أفراد الشرطة الفلسطينية تجاه إسرائيل تأثراً بموجة الاحتجاجات العامة فى الشرق الأوسط.

وأبو مازن لا يزال مؤمناً بالطريق السياسى ولكن شعبه لديه أسباب وجيهة فى الاقتناع بأن طريق النضال الذى تتبعه حركة حماس هو الأفضل لأنه يحقق إنجازات فعلية أكثر، مثلما نجحت حماس من وجهة النظر الفلسطينية أن تحقق إنجازات كبيرة من خلال خطف الجندى الإسرائيلى جلعاد شاليط وكذلك خلال إطلاق النيران على تل أبيب أثناء عملية "عامود السحاب"، وأبو مازن يناسبه بعضاً من هذا الضغط من جانب الشارع وذلك تمهيداً لزيارة الرئيس الأمريكى باراك أوباما.

إذا كان هذا الأمر متعلقاً على الجيش الإسرائيلى لأوصى بتحميل أموال السلطة المحتجزة فى إسرائيل منذ توجه الفلسطينيين نحو الأمم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بدولة فلسطين وللسماح أيضاً للسلطة بدفع الرواتب لأفراد الشرطة الفلسطينية أولاً ثم لتخفيف الضغط على أبو مازن، كما أن كثيرين فى الجيش الإسرائيلى كانوا يوجهون مزيداً من اللفتات الكريمة للسلطة الفلسطينية بما فى ذلك إطلاق صراح السجناء قبيل زيارة أوباما لكن هذه القرارات يتم اعتمادها عن طريق القيادة السياسية .

وفى الوقت نفسه فإن الجيش الإسرائيلى يحاول أن يحتوى الأحداث ويستخدم أقل قدر من الأسلحة، ويأمل أن الشاباك (جهاز الأمن العام فى إسرائيل) والشرطة ينجح فى إيقاف أعمال الإرهابيين اليهود الذين يؤججون الأوضاع على الأرض عمدًا، وقد اتخذ الجيش الإسرائيلى قراراً قبل عدة أسابيع بالتأهب لانتفاضة ثالثة، والتى تشمل تدريبات فى المقام الأول وتجهيزات للأسلحة الفتاكة وستنتهى فى أواخر شهر مارس، وذلك قبل عيد "يوم الأرض" وسلسلة من "أيام الغضب" الإضافية.

فى الجيش الإسرائيلى والشاباك غير متأكدين ما إذا كان الجمهور الفلسطينى لديه ما يكفى من مخزون الطاقة لإشعال انتفاضة ثالثة والحفاظ عليها لفترة طويلة من الوقت. ولكن الأمل هو أن تنتهى الإضرابات دون وفاة أحد السجناء وتتلاشى أعمال الشغب فى غضون أيام أو أسابيع. ولكنه ليس مستحيلاً أن يحدث العكس .

نقلاً عن معاريف الإسرائيلية

الجريدة الرسمية