رئيس التحرير
عصام كامل

الانقلاب في إيد اليتيم عَجَبَة !


ما لم تذكره وسائل الإعلام المصرية والعالمية، هو أن حالة الاستنفار العام كانت هي السائدة لدى مطافئ نيويورك وجميع أطباء الأمراض الجلدية والحروق، عندما أوشك (أردوغان) على إلقاء كلمته أمام الأمم المُتحدة، وارتفعت درجة الطوارئ في المستشفيات هناك، بعدما تأكَّد الجميع أن حالة الخروف الأكبر صارت ميئوسًا منها، لدرجة أنه تناسى تركيا، وتغاضى عن آسيا، وتجاهل حلم الانضمام للاتحاد الأوربي، وطنِّش الأمم المتحدة نفسها، وخصص كلمته للحديث عن مصر فحسب، عصبيًا متشنجًا غاضبًا شلولح، حالته تصعب على الكافر يا عينى، خصوصًا وهو يتحدَّث لكراسٍ فاضية، ما زاد الطين على وجهه وقفاه بلَّة!


الغريب أن (أردوغان) المحموق بكُل هذا القدر من الحمقة، هو رئيس لبلد ضرب الرقم القياسى في عدد الانقلابات العسكرية على مرّ التاريخ، ولم يُنافسه في هذا الرقم القياسى إلا قطر، وبعض الدول الأفريقية ودول أمريكا الجنوبية، لكن العجيب أن أصحاب تواريخ الانقلاب الحقيقى، هُم مَن يُصِرون على وصف ثورة يونيو ـ حتى اليوم ـ بالانقلاب!

وقرأت خبرًا أن أمير قطر راح صافح (السيسي) أثناء تناوله الغداء، وقال المحللون إنه راغب في المُصالحة، فيما بعد أجرى الرجُل، إيه الرجُل دى؟ لا مؤاخذة آسف، فيما بعد أجرى بتاع قطر حديثًا مع CNN واصفًا ثورة يونيو بالانقلاب، طيب كان رايح يسلِّم على الرئيس ليه وهو بيتغدى؟ الحكاية مش حكاية صُلح، تلاقيه كان رايح يتأكِّد أن طبق الفاكهة على السُفرة كان خاليًا من الست والدته، أصله فال وِحِش عليهم هناك، هتاكلوا أُمُّه يعنى؟!

ولا يهمنى كثيرًا البلهاء من واصفى ثورة يونيو بأنها انقلاب، خاصةً وقد نزل أكثر عدد من البنى آدمين في الشوارع، مُطالبين بالتخلُّص من رئيس مُخرِّف أهطل، وكان لهم ما أرادوا بعدما انحاز الجيش لإرادتهم، ولو كانت ثورة يونيو انقلابًا، فلماذا لا تكون ثورة يناير كذلك، بعدما انحاز الجيش أيضًا لمطالب الشعب وقتها وأعلن ذلك بصراحة، وقبل تنحى (مبارك) نفسه، ما أجبر الرجُل على الرحيل، أو ساعد في رحيله؟ الحقيقة أن 30 يونيو ثورة، و25 يناير ثورة، الفارق أن يونيو ثورة راحت للشعب، ولم ينتظر الجيش دماءً جديدة ليُعلن موقفه (وكان الإخوان وحلفاؤهم متوعدين بالدماء)، ويناير ثورة سرقها أفاكو الإخوان وعُملاء الخارج وقبيضة ومحترفو الثورات من أصحاب الصوت العالى!

الفارق بين ثورتى يونيو ويناير، هو أن الإخوان لم يقربوا من يونيو، بينما انتظروا للانقضاض على يناير، بعدما أعلنوا عدم المُشاركة فيها، كعادتهم كانوا جبناء، فاكتفوا بالدفع بالصف الرابع والخامس والسادس الابتدائى من الجماعة، يعنى عيال الجماعة وأطفالها، وانتظروا حتى أدركوا أنها ستنجح، فركبوها وسرقوها ومش أكلوا حتة منها، دول أكلوها كُلَّها!

نعود لـ(أردوغان) الذي صمم على وصف ما حدث في يونيو بالانقلاب، ولو كان الأمر صحيحًا حتى، فالسؤال المُلِح الذي أتمنى من أي صحفى أو إعلامي توجيهه لهذا التُركى المشموم في أي لقاء: إنت مال أهلَك؟ فلنفرض أن ما حدث كان انقلابًا، وهو ليس كذلك، ولكن بفرض، إنت مال أهلك تانى؟ وهل برأت تُركيا من كُل بلاوى الحياة، ومن بيوت الدعارة وزواج المثليين وحُرية اعتناق الكُفر والإلحاد، ومبقاش وراها غير شئون مصر، والعلامة العبيطة بتاعة صوابع (أردوغان) والتي تؤكد أنه وأتباعه من ذوات الأربع، خاصةً وأنها لن تُقدم ولن تؤخر أبدًا في حاضر ولا مُستقبل مصر، لكنها قادرة فقط على إصابة الأخ التُركى بنوع مستعصى من البواسير السياسية!

وبفرض ـ تانى ـ إنه انقلاب زى عشرات الانقلابات اللى حصلت في قطر وتُركيا، وبفرض إنه انقلاب علشان نريَّح دماغنا، طالما العميان لم يروا عشرات الملايين تملأ الشوارع والميادين لتهتف ضد المُرشد وجماعة المُرشد وصبى المُرشد في قصر الرئاسة، مش يمكن يكون الانقلاب ده فاتحة خير علينا، ونبقى أغنيا زى قطر وتُركيا أصحاب التاريخ الطويل في الانقلابات الحقيقية، وتكون القشية معدن كده، وبلدنا تقدر تعمل مشاريع ناجحة زى قناة الجزيرة كوميدى، واللا مسلسل زى (نور ومُهند) ونضمن مُستقبلنا؟!

يا سيد (أردوغان) الدُنيا مش مستاهلة، وصحتك بالدُنيا، هدى اللعب شوية بدل ما تنشَل واللا البتاعة السياسية دى تصيبك في أماكن أخرى، وقتها الصوابع بتاعتك مش هايكون ليها منفعة إلا في حاجة واحدة، أتمنى إنك متجربهاش، إلا لو كُنت مُصمم فإنت حُر طبعًا!
الجريدة الرسمية