رئيس التحرير
عصام كامل

الموت على أعتاب الشتاء القادم.. توقعات بانتشار الإنفلونزا والأمراض المعدية.. يوسف: الأطفال أولى الضحايا والحوامل في خطر.. البدري: الحقن بالأمصال الوقائية ضروري.. بيومي: تطور الفيروسات «مشكلة»

صورة تعبيرية
صورة تعبيرية

يشهد العالم موجة من التغيرات المناخية القاسية خلال الأعوام القادمة، وأفادت التقارير والدراسات أن مصر واحدة من الدول التي أصبحت تشهد تقلبات حادة في حالة الأرصاد.


وتزداد خلال العشر سنوات القادمة تقلبات الأرصاد وهو ما يجعل الشتاء القادم واحدا من أسوأ المواسم الجوية خاصة في ظل الارتفاع الملحوظ في الإصابة بالإنفلونزا وأمراض الشتاء الموسمية والفيروسات المتحورة إضافة إلى الإبيولا الذي أصبح الخطر الأصعب في المواجهة.

أكد أشرف سيد رئيس جمعية المحافظة على البيئة أن مشروع الإبلاغ الوطني الثالث لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ يؤكد تأثر مصر بالتغيرات المناخية بوجه عام وأن أكثر القطاعات تأثرًا بتغير المناخ هي "الزراعة، الموارد المائية، الصحة".

وأشار إلى أن الأمر يستوجب مواجهة الخطر بصورة وقائية ووضع سياسات وطنية للتكيف مع الآثار الضارة لتغير المناخ في هذه القطاعات بالإضافة إلى حصر الاحتياجات الوطنية للتصدي لهذه الظاهرة مثل رفع الوعي العام والتعليم وبناء القدرات ونقل التكنولوجيا والبحوث والمراقبة بمجال تغير المناخ في مصر خاصة في مجال الصحة.

تطور الفيروس
وتوقع الدكتور على يوسف استشاري أمراض الباطنة والحميات تزايد معدلات الإصابة بأمراض الشتاء هذا العام خاصة الإنفلونزا لأن فيروسات المرض تتطور بشكل دائم بفعل الطفرات الجينية، وهو ما وضح جليا خلال الأعوام القليلة الماضية مما يجعل الأمر أكثر خطورة على الأطفال وتحديدا الذين يتطور لديهم المرض بشكل قاتلٍ أحيانًا والمرأة الحامل بسبب ضعف المناعة التي غالبًا تؤدي إلى حدوث مضاعفات شديدة.

وأشار الدكتور على البدرى استشارى الباطنة إلى ضرورة الحقن بمصل الإنفلونزا لكل من تتجاوز أعمارهم الستة أشهر، خاصة مع اقتراب موسم الإصابة بالمرض، إذ تؤكد التوصيات ضرورة تلقى اللقاح في شهر أكتوبر من كل عام، علما بأن اللقاح يتم تطويره بشكل سنوي، ويؤمن الوقاية من الفيروسات التي يتوقع الباحثون أن تكون الأكثر انتشارًا وخطرًا خلال موسم الإنفلونزا لهذا العام.

وأضاف الدكتور البدرى، أن اللقاح يقي من الإصابة بعدوى الإنفلونزا بنسبة تقترب من الـ70%، بحسب دراسة كبرى نشرت عام 2011 في مجلة The Lancet، كما أن أعراض الإصابة تكون أخف عادة في حال تلقى اللقاح، كما أن شيوع اللقاح يقلل من نسبة التغيب عن المدارس والعمل بفعل المرض بشكل كبير خلال الشتاء.

اللقاح آمن
ونفى الدكتور عبد الحميد المغربي أخصائي الباطنة أن يكون للقاح أي مخاطر أو أعراض ثانوية جديّة، مؤكدًا أنه آمن تمامًا لجميع الأعمار فوق سن الستة أشهر ولا يوجد أي دلائل تشير إلى عكس ذلك، ولكن المحزن في الأمر هو عدم وجود إحصاءات عن نسبة التلقيح ضد الإنفلونزا في العالم العربي، كما أنها منخفضة جدًا إذا ما قورنت بأميركا وأوربا، وهو الأمر الذي يجب الانتباه اليه خاصة في ظل التغيرات المناخية والصحية.

وأوضح الدكتور محمد بيومى أخصائى الفارما كولوجى أن سر انتشار الإنفلونزا في الشتاء يرجع إلى أن فيروسات هذا المرض تغلف نفسها في حالات البرد بمادة دهنية تجعلها أشد صلابة وتحميها من انخفاض درجات الحرارة، موضحا أن هذا الغطاء الدهني يشبه الزبد ويذوب في مجرى جهاز التنفس مما يسمح للفيروس بنقل العدوى للخلايا سريعا.

الوقاية ضرورية

وطالب الدكتور محمود حسين أخصائى الجهاز الهضمى المواطنين بضرورة التمسك بكافة سبل الوقاية ضد أمراض الشتاء بداية من النزلات المعوية وأمراض الجهاز التنفسي وجديري الماء والحصبة الألمانية، وذلك نتيجة تكاثر الفيروسات المسببة للأمراض في هذه الفترة.
الجريدة الرسمية