سامى شرف.. ذكريات اللحظات الأخيرة لـ«عبد الناصر»
يحكى سامى شرف، مدير مكتب عبد الناصر، أنه في الساعة الخامسة إلا عشر دقائق اتصل بى على الخط الساخن فؤاد عبد الحى السكرتير الخاص المناوب للرئاسة في هذا اليوم لغياب محمد أحمد لحضور حالة وضع زوجته، كان فؤاد يبكى وقال لى "الحقنى يافندم سيادة الرئيس تعبان تعالى حالا" في تلك اللحظة أصابنى إحساس غامض، انقبض قلبى، نزلت بسرعة بعد أن أبلغت شعراوى جمعة تليفونيا بإنى سوف أمر عليه..وصلنا إلى منشية البكرى وصعدنا إلى الطابق الثانى حيث حجرة عبد الناصر، وكان عبد الناصر نائما على سريره مغمض العينين ويداه إلى جانبه مرتديا بنطلون بيجامة رمادى وفانلة سبور زرقاء وحوله الأطباء..زكى الرملى، منصور فايز، والصاوى حبيب يمارسون عملهم في صمت وكانت الأجهزة وأنابيب الأكسجين منصوبة إلى جوار السرير.
بعد وصولنا مباشرة بدأ الأطباء في إجراء صدمات كهربائية للقلب ومحاولات في التدليك اليدوى للصدر.
وفى الساعة الخامسة وأربعون دقيقة وصل الفريق فوزى، وعلى صبرى، وفى السابعة وصل السادات تصحبه السيدة جيهان وكانت ترتدى فستانا أخضر وحسين الشافعى، ثم وصل حافظ إسماعيل، وأمين هويدى، ومحمود رياض، وفى السابعة وصل هيكل بعد أن تأكد وفاة الرئيس جمال عبد الناصر، قامت عائلة الرئيس بالصعود إلى الدور العلوى لإلقاء نظرة على عائلها ونزلنا نحن إلى الدور الأول، وأعلن الدكتور منصور فايز أن الرئيس أسلم الروح في الخامسة أو قبلها بقليل وأنه استسلم لقضاء الله الذي لا راد لقضاءه.