رئيس التحرير
عصام كامل

بالفيديو.. السودي: خارطة اليمن الجديدة يشكلها الحوثيون الآن

فيتو

  • اتفاق السلم والشراكة جنب اليمن حربا أهلية جديدة 
  • الحوثيين كسروا شوكة الإخوان في اليمن
  • تصاعد شعبية الحوثيين بعد مساندتهم للمطالب الشعبية
  • الإخوان أصروا على هيكلة الجيش اليمني وتفريغ العاصمة من القوات 
  • ثورات الربيع العربي لم تقدم شيئا 
  • هناك تطابق بين جماعة أنصار الله اليمنية وحزب الله في لبنان 
قال الكاتب والمحلل السياسي اليمني خالد السودى إن الاتفاق الأخير الذي وقع بين الأطراف اليمنية، بوساطة مبعوث الأمم المتحدة، والذي جاء تحت مسمى "اتفاق السلم والشراكة الوطنية" جنب اليمن حربا أهلية ضروسا كانت ستؤدي به إلى أزمة حقيقية، إلا أن التوقيع على الاتفاق كان بمثابة حسن النوايا.


ولفت السودي إلى أن اليمن سيشهد في المرحلة المقبلة تغيير خريطته السياسية خاصة بعد أن استطاعت جماعة الحوثي كسر شوكة جماعة الإخوان المسلمين في اليمن بعد دخولهم إلى العاصمة صنعاء.

واستبعد السودي في حوار له بصالون "فيتو" أن يكون ما جرى من استحواز للحوثيين على العاصمة صنعاء قد جرى باتفاق بين الرئيس هادي والحوثيين لكسر نفوذ إخوان اليمن وتحجيمه.

فإلى نص الحوار...

- اليمن على مدى تاريخها تعيش حالات من التأزم المستمرة، لكن ما جرى مؤخرا من سيطرة لجماعة الحوثي على العاصمة صنعاء جعل الأنظار تتوجه اليها.. برأيك وعقب الاتفاق الأخير الذي جرى توقيعه إلى أين تذهب اليمن..؟
في الواقع فإن اتفاق "السلم والشراكة" الذي وقع قبل أيام في اليمن أخرج اليمن من على شفا حرب أهلية كانت تنتظره، وكانت ستأكل الأخضر واليابس، لكن حكمة اليمنيين والعقلاء تجلت في النهاية ونتج عن ذلك توقيع هذا الاتفاق الذي يعد فيه بادرة حسن نوايا من قبل كافة الأطراف السياسية الفاعلة من أجل حلحلة الأزمة الأخيرة التي نشأت في اليمن، والتي كان أساسها أزمة بين جماعة الحوثي "أنصار الله" وبين الحكومة التي أقيلت قبل أيام.

- لكن هل هذا الاتفاق كفيل بتهدئة الأوضاع في اليمن..؟
يفترض أن يهديء الأوضاع، وما يتم الآن في صنعاء بعد اشتداد المواجهات في كثير من المواقع حول العاصمة وداخلها، وبعض الأخبار التي تقول بدخول وسيطرة أنصار الله على بعض المنازل، لكن ليس هناك أيه معارك داخل العاصمة لأن الحرب الشاملة التي لوكانت انفجرت لكان من الصعب تفادي عواقبها الوخيمة.
وبالتالي فإن هذا الاتفاق سيهدئ الكثير من الأوضاع، خاصة أن "أنصار الله" ذراع الحوثي السياسية قد حققت كل مآربها من دخول صنعاء.. وأهمها تحجيم دور الإخوان المسلمين.
أما الجانب الآخر فيتمثل بالتعامل المعقول مع حزب التجمع اليمني "الإصلاح"، الذراع العسكري لجماعة الإخوان المسلمين، الذي لم يصعد في المواجهه مع الحوثي، وبالتالي وصل الجميع إلى اتفاق، نتمنى جميعا أن يكون بادرة خير لفتح صفحة جديدة للعمل السياسي في اليمن.

- لكن هل حالة التشاحن التي جرت مؤخرا في اليمن ووصلت لاستحواذ جماعة الحوثي على أماكن إستراتيجية في العاصمة تدفع للقول بأن الحوثيين سيغيرون المشهد السياسي في اليمن.. وترتيبة الخريطة السياسية..؟
منذ اندلاع هذه الأزمة أكدت على أن هذه الجولة من الأزمة في اليمن لابد أنها ستأتي بخارطة سياسية جديدة، نعرف أن اليمن حكمت خلال ال 60 سنة الماضية بأشكال مختلفة، فكان اليمن الجنوبي يحكم عبر النظام الشمولي، عبر الحزب الاشتراكي، حتى فترة ما قبل الوحدة اليمنية والتي تحققت في 1990، وتوالى كثير من الزعماء على حكم الشطر الجنوبي من اليمن بكثير من الأزمات والحروب الأهلية والنزاعات المسلحة، وفي الشمال تركيبة مغايرة كان أسلوب الحكم يميل إلى الحكم الرأسمالي، فيه قليل من الانفتاح أكثر مما كان في الجنوب، وحكم "عبدالله السلال" بتحالف القبائل والعسكريين، فيما جاء سلفه "عبالرحمن الغرياني" وحكم بالتحالف مع البعثيين وبعض التيارات القبلية المؤثرة فيما جاء بعدة الرئيس "إبراهيم الحمدي" وتحالف مع الناصريين، وحكم فترة إلا أنه ذهب ضحية أنه أراد القضاء على القوى القبلية الراديكالية، وجاء بعدهم الرئيس على عبدالله صالح واستطاع أن يستفيد من أخطاء من سبقوه، وقدم توليفه سياسية استطاع خلالها تشكيل نظام حكم امتد لأكثر من 33 سنة، قبل الوحدة وبعدها.
وأنا قصدت أن أعطي هذه النظرة التاريخية للحكم في اليمن لكن الآن، وبعد أزمات 2011، أو ما تسمى بـ"ثورات الربيع العربي" فهناك خارطة جديدة في اليمن تتشكل، أحيانا على وتيرة عالية، وأحيانا ببطء شديد، لكن في النهاية هذه الخارطة لايمكن أن تغفل دور الحوثيين "أنصار الله" عن أن يكون لهم دور فاعل في الحكم في اليمن لأنهم فرضوا أمر واقع واستطاعوا أيضا خلال الفترة الماضية أن تتصاعد شعبيتهم خاصة بعد أن وقفوا إلى جانب المطالب الشعبية، ومن بينها عزل الحكومة التي وصفها كل اليمنيين بأنها حكومة فاشلة.

- لكن هذه الخريطة خاصة فيما يتعلق بالحوثيين من جانب والإصلاح (الإخوان ) من جانب آخر.. هل الحوثيين أخذوا مكان الإصلاح في الخريطة السياسية الحالية أو هم في طريقهم لذلك فعلا..؟
الوضع متروك للتباحث، لأن كل القوى بعد توقيع اتفاقية السلم والشراكة الوطنية، مفترض أن يتفاوض كل الأطراف للخروج باليمن من هذه الأزمة ومن أجل شراكة وطنية حقيقية، وفق معايير صحيحة، لا غالب ولا مغلوب.
لكن بالتأكيد فإن الخارطة السياسية الآن في اليمن غير واضحة، فهناك لجنة خاصة بالدستور اليمني، واقرار الدستور والتصديق عليه سيحدد بشكل ما طبيعة الخارطة السياسية اليمنية بشكل واضح.

- المبعوث الأممي إلى اليمن "جمال بن عمر" وفي حوار معه مؤخرا قال أن حالة الانهيار الأمني للجيش اليمني في العاصمة أمام الحوثيين كان مفاجئا، تاركا للمؤرخين والباحثين تحليل الأسباب..؟
في الحقيقة لم يفاجئني هذا الأمر لأن الجيش اليمني أصابته مشكلة كبيرة وهي مشكلة الهيكلة، ويقال بأن مشكلتنا في اليمن تتمثل في أن من يأتي ليحكم يريد أن يلغي إنجازات الحكام السابقين، وكان هناك جيش منظم يقال بأنه من أقوى الجيوش العربية، لكن بعد أزمة 2011 وللأسف الشديد أطراف متطرفة في الإخوان المسلمين كانوا ممن اصروا على هيكلة الجيش اليمني واعادة توزيعه في أكثر من مكان، وفي النهاية وجدوا أن العاصمة خالية من جيش ذو عقيدة قتالية واعتمد الإصلاح على تجنيد عدد من أفراده في الجيش وانضووا تحت لواء الفرقة الأولى مدرعة، وهم بلا خبرة ولا عقيدة قتالية، وهو الأمر الذي تسبب في الوضع الجاري.

- هناك حديث يدور نقلا عن مصادر دبلوماسية يمنية بأن ما جرى من استحواذ للحوثيين على العاصمة تم باتفاق مع الرئيس عبد ربه منصور هادي، والحوثيين، في حين ترى مصادر أن ذلك جاء باتفاق الرئيس مع السعودية والإمارات من جانب، ومصادر أخرى تتحدث عن وساطة عمانية مع الجانب الإيراني، وكل ذلك من أجل كسر شوكة إخوان اليمن "الإصلاح" والتي تجاوز نفوذها الرئيس هادي.. ما رأيك في ذلك..؟
أنا من الأشخاص الذين لا يؤمنون دوما بنظرية المؤامرة لأن في واقع الأمر والواضح أنه لا يمكن للرئيس هادي أن يتحرك بهذا الشكل لأن تصل هذه الجماعة المسلحة إلى صنعاء، وأيضا لا مصلحة للمملكة السعودية ولا الإمارات في هذا الوضع، يتردد أنه من أجل القضاء على الإخوان المسلمين لكن لا أعتقد أنه يجري بهذه الطريقة.
لا اعتقد أنهم سعوا إلى هذه الطريقة، لكن ما أراه هو أن أنصار الله بتبنيهم مطالب شعبية استطاعوا أن يحققوا شعبية كبيرة وأن يصلوا إلى صنعاء.

- هل لهذا السبب لم نجد من يخرج من صنعاء مثلا للوقوف ضد أنصار الحوثي..؟
بالتأكيد لأنهم وقفوا إلى جانب المطالب الشعبية، إضافة إلى تنظيمهم العالي، ووجود السلاح معهم، والأهم في ذلك أيضا هو وجود العقيدة فليهم هدف معين سعوا إليه.
أنصار الله استغلوا ضعف الأطراف الأخرى بشكل جيد حتى وصلوا إلى ما هم عليه، لكن الآن يفترض عليهم التحول إلى العمل السياسي البحت، والبعد عن العمل العسكري، ومن خلال العمل السياسي أعتقد أنهم سينالون شعبية كبيرة.
وباعتقادي أن الحوثي لونجح في ثلاث ملفات هامة:"الوحدة اليمنية، والحفاظ عليها/ قطع دابر مخربي الكهرباء وأنابيب النفط/ حلحلة القضية الاقتصادية" فهذه ثلاث ملفات إذا نجحوا فيها ستكون لهم شعبية كبيرة جدا.

- هل ما جرى في الأيام الأخيرة الماضية يمكن أن يطلق عليه مصطلح ثورة خاصة أن عبدالملك الحوثي في كلمته إلى أنصاره بعد التوقيع على اتفاق السلم والشركة أكد غير مره على ما أسماه نجاح ثورتهم..؟

الثورات ليست بالمسميات إنما بالنتائج، فهل قامت بتغيير للأفضل، وأنا لم أقل ثورة منذ أطلق مصطلح "ثورات الربيع العربي"، فما الذي قدمته الثورات وما الذي اتته من تغيير..؟

- خطاب عبدالملك الحوثي الأخير والذي جاء بالتزامن مع خطاب "حسن نصر الله" خرجت العديد من التحليلات التي تقول بأن ثمة تنسيق ليتوالى الخطابين في وقت واحد، فيما ذهب البعض إلى التأكيد على أن هناك ثمة إشارة لميلاد زعيم شيعي جديد في المنطقة العربية على غرار حالة نصر الله ما رأيك في ذلك..؟
الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي أكد مرارا على أن هناك تدخل إيراني في الشأن اليمني، وطالب إيران أكثر من مرة بعدم التدخل في الشأن الداخلي اليمني.

- لكن برأيك هل الحوثي يمكن أن يكون زعيما شعيا جديدا في المنطقة العربية..؟
هناك تطابق بين طبيعة التحرك، وبين جماعة أنصار الله اليمنية، وحزب الله في لبنان، ويتردد حتى أن هناك تعاونا بينهم، وإن كان هذا التعاون موجود أو غير موجود فإن ما يهم هو النتيجة، وهذه التنظيمات هل تقدم فائدة للشعوب أم تقدي إلى انتكاسة.. لكن غير ذلك فالتشابه موجود، والاخبار الرسمية تتحدث عن تنسيق بين الحوثي وحزب الله.

- هذا يدفعنا لتفنيد الحديث القائل بأن ما يجري في اليمن في كثير من الأوقات بين الحوثي والنظام، هي حرب طائفية بين إيران والمملكة السعودية وان كانت تجري عل أرض اليمن فما رأيك في ذلك.

لايمكن أن نطلق على مايجري في اليمن بأنه حرب طائفية مزهبية بين الشعية والسنة في اليمن ببساطة لأن الشعب اليمني متسامح
الجريدة الرسمية