رئيس التحرير
عصام كامل

السفير السوداني بمصر: السودان بقعة ضوء وسط منطقة تعاني من البارود والنار (2-2)

فيتو

  • لا نعول على حلول من باريس أو واشنطن أو ما وراء البحار
  • الوضع الإنساني في دارفور والنيل الأزرق وكردفان تحت السيطرة 
  • "الحوار الوطني" يحل مشكلات السودان بالديمقراطية والتشاور 

قال السفير عبد المحمود عبد الحليم، سفير دولة السودان لدى مصر ومندوبها لدى جامعة الدول العربية: إن السودان في ظل الأوضاع التي تعيشها المنطقة العربية تعد بمثابة بقعة ضوء، برغم الصورة التي تبدو في الخارج حولها.

ولفت عبد المحمود، في الجزء الثاني من حواره مع "فيتو"، إلى أن السودان في طريقه لإرساء الحوار الوطني الذي سيجنب السودان الكثير من الأزمات، لافتا إلى أنه في الوقت الذي يعيش فيه العالم العربي حالة من الاحتراب والاشتعال تدخل السودان في إطار حوارها الوطني بصورة حضارية، وفقا لدعوة الرئيس البشير.

وفيما يتعلق بإعلان باريس، الذي وقعه الإمام الصادق المهدي مع أطراف سودانية مختلفة، معلنة رفضها للحوار الوطني، قال السفير السوداني إنه لا خير فيما جاء من باريس وأمريكا وما وراء المتوسط، لافتا إلى أن السودانيين آثروا أن يكون الحل لديهم سودانيا خالصا وبدون أي تدخلات.

وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية السودانية المقررة العام المقبل، وما إذا كان الحوار سينتهي قبل موعدها، لفت إلى أن هذا الأمر يحدده المشاركون في الحوار، لافتا إلى أن لجنة الحوار الشامل وبعض اللجان الأخرى التي بدأت أعمالها في الخرطوم تعمل على تحديد كافة الأمور المتعلقة بالحوار بما فيها موعد الانتخابات.

- ماذا عن مستقبل الحوار الوطني في ظل إعلان باريس؟؟
أقول بكل وضوح إنه إذا كانت هناك نقطة ضياء في العالم العربي فهي أوضاعنا في السودان بالرغم مما تبدو عليه في الخارج، وفي وقت نشاهد فيه الاحتراب، البارود والنار مشتعلة في كل مكان في العالم العربي، ففي السودان يجري حوار حضاري على مستوى رفيع بفضل مبادرة الرئيس عمر البشير، التي تبلورت في آلية 7+ 7 للحوار الوطني، التي انطلقت اجتماعاتها وبدأت في اتصالاتها، وفي مقدمتها الاتصال مع الحركات المسلحة والمعارضة، لجنة الحوار الشامل، واللجنة الإعلامية وبعض اللجان الأخرى.

نحن نريد من خلال هذا الحوار الوطني استجماع الإرادة الوطنية حول الشواغل والقضايا الوطنية للسودان، مع توطين الحلول السودانية وحلها بواسطة السودانيين، لأننا بكل بساطة لا نعول على حلول تأتي من باريس ولا نعول على حلول تأتي من واشنطن أو ما وراء البحار، وقد وضح ضررها على الوطن، واتضح أن الحلول المعلبة التي تأتي من الخارج تستبطن الشرور بين تفاصيلها، وتضر بالأمة السودانية وتفتك بها وهو ما جرى بالفعل.

- إذن أنت بذلك تؤكد على عدم وجود أي تدخل خارجي في الحوار سواء عبر الأمم المتحدة أو وساطات دولية؟
الحوار داخلي سوداني، وأنا كمواطن سوداني لا أريد أي تدخلات خارجية في هذا الملف، فهو حوار قصدنا منه أن نقدم رسالة للعالم مفادها أن أبناء وبنات السودان قادرون على الحل بأنفسهم، بعيدا عن الحلول التي تأتي من باريس وتدس السم في العسل، أو الحلول التي تأتي من واشنطن ولا تأتي إلا بالمصائب، وكذا الحلول التي تأتي من وراء البحار لا تريد خيرا للسودان.

جربنا هذه المسائل من قبل تماما، لذا زادت لدينا القناعة بأنه لابد من توطين الحوار الداخلي وحل المشاكل السودانية بواسطة السودانيين.

- لكن برأيك بعد إعلان باريس واستمرار الصادق المهدي على موقفه.. هل يمكن للحوار أن يكتمل بهذا الشكل، ويحقق مغزى قبيل الانتخابات الرئاسية المقررة العام المقبل؟
هناك خارطة طريق واضحة جدا، اختطتها لجنة الآلية التي انبثقت عن الحوار الوطني وتبحث في كافة الموضوعات المتعلقة بالحوار، الحركات المسلحة، والانتخابات وخلافه، وكل الموضوعات مطروحة على الساحة وهناك إطار زمني لكل هذه الموضوعات، فهذا الحوار لن يستمر إلى ما لا نهاية فهناك جدول زمني له.

- هذا يعني أنه سينتهي قبيل انطلاق الاستحقاق الانتخابي الرئاسي؟
طبعا؛ بل إن بعض العناصر ترى وجوب أن يكون قيام الانتخابات في موعدها، أو تأجيلها أحد عناصر الحوار، بينما ترى عناصر أخرى أنه استحقاق لابد من القيام به في وقته.

- الرئيس عمر البشير طرح الحوار والمطالبات به في بداية العام، لكن هناك تساؤلات عن السبب في تأخره كل هذه الشهور؟
دائما الأعمال الكبيرة تأخذ زمنا لإنضاجها، ولتكون بالصورة المناسبة، وفي ظل التطورات المزعجة التي كانت تعيشها السودان، ومن بينها انفصال جزء عزيز من البلد كان لابد للخطوات الكبيرة أن تسير بتروٍ، ونتحقق من إمكانية نجاحها قبل انطلاقها، لذا فإن الفترة الماضية كانت فترة تبصر في المآلات وفي أهمية الحوار وقيمته، بل فرصة للأحزاب وللتشكيلات السياسية المختلفة للتشاور والرجوع لقواعدها، وانطلاق لجان آليات الحوار ما هي إلا ثمرة لتشاورات جرت خلال الأشهر الماضية.

- ماذا عن الوضع الإنساني في دارفور، والنيل الأزرق وكردفان؟
الأمور مسيطر عليها تماما، المساعدات الإنسانية تصل إلى مستحقيها، وليس هناك أي تخوف أبدا، فهناك العديد من المنظمات الإنسانية الإغاثية السودانية التي تقوم أيضا بعمل كبير لتقديم المساعدات الإنسانية للمتضررين، لكننا نركز أكثر على الحلول السياسية، وذلك للخروج من الأزمات الجارية بشكل عام.

- ماذا عن الجامعة العربية وكيف تقيمون دورها في التعاون مع السودان؟
السودان عضو هام في الجامعة العربية، ونحن نشكر الجامعة العربية ودولها على المؤازرة والدعم الذي تقدمه للسودان، والتضامن الكبير الذي وجده السودان طوال الفترة الماضية، والقرارات العديدة التي أصدرها مجلس الجامعة العربية على مستوى المندوبين الدائمين، وعلى المستوى الوزاري وعلى مستوى القمة حول السلام والتنمية في السودان، والحفاظ على وحدة السودان وسلامة أراضيه.

لذا فالدور العربي ليس بغريب على السودان، وليس غريبا أن تلتحم الجامعة العربية مع السودان، ولأول مرة يتم اجتماع لمجلس الجامعة خارج مقر الجامعة العربية تم في دارفور.

ونحن نشكر الجامعة، ونعتبر دورها جزءا من الترابط الوثيق والتعاضض مع هذه المنظمة العربية.
الجريدة الرسمية