رئيس التحرير
عصام كامل

الطرطور

فيتو

أتذكر جيدًا حينما قال الدكتور محمد مرسى قولته الشهيرة التى قالها أبوبكر الصديق عندما تولى خلافة المسلمين بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم " إن أحسنت فأعينونى وإن أخطأت فقومونى "، فى أول خطبة له بعد فوزه بمنصب الرئاسة.


لن نخوض طويلاً فى الطريقة التى فاز بها، فالحقيقة البارزة الآن أنه بالفعل من يسكن قصر الاتحادية، الحقيقة التى ربما لم يكن يتوقعها مرسى نفسه، فلم يحلم الأستاذ بجامعة الزقازيق أن يصبح يومًا رئيسًا للجامعة التى يعمل بها، حتى استيقظ يومًا ووجد نفسه الرئيس !! ، فى مشهد يعيد إلى الأذهان الدور الذى قام به الفنان عادل إمام فى مسرحية الزعيم، فكلاهما كانا استبنًا ودوبليرًا للرئيس الحقيقى وليس المزيف صنيع الصدفة والتدابير والمؤامرات.

هذا السيناريو الذى ألفه خيرت الشاطر نائب رئيس المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين ومثله أعضاء الجماعة ومكتب الإرشاد بحرفية عالية، فالذى يظهر أمام الناس هو شخص الرئيس المتمثل فى الدكتور محمد مرسى أما صلاحيات الرئيس فللاسف هو لا يمتلكها لأن الاتفاق نص على أنه لا يملك منفردًا اتخاذ قرارات إلا بعد موافقة مكتب الإرشاد .

ما يثبت أن الرئيس مرسى لا يمسك بيده أطراف السلطة ليس لأنه لا يجيد اللعبة ولكن لأنه تربى داخل الجماعة على طريقة السمع والطاعة التى لا يراها مرسى عيبًا ولا يجد غضاضة أن يقول الإعلام أو الشارع عنه أن الإخوان هم من يديرون مؤسسة الرئاسة من المقطم القصر الرئاسى الحقيقى .

الطريف أنه كلما زادت حدة الغضب الشعبى ضد مرسى فى الشارع خرج علينا أنصاره ليؤكدوا لنا أن هذا خروجًا على الشرعية وعلى الرئيس المنتخب ويشير مرسى لنا فى خطاباته قائلًا بلهجة حادة " أنا الرئيس" ما يثبت أن الرئيس مريض بانفصام فى الشخصية، أنا ما أحببت يومًا أن أعيب فى شخص الرئيس وما كنت أود أن يكون هذا رأيى فى أول رئيس لمصر بعد ثورة 25 يناير العظيمة التى مشى مرسى فوق جثث شهدائها حتى اعتلى كرسى الرئاسة، ولكن طريقة إدارته للبلاد ترغمنى على ذلك.

الرسالة الأخيرة للرئيس مضمونها " سيتحدث عنك التاريخ أنك قتلت كما قتل النظام السابق وعذبت واعتقلت الأطفال كيفما كان يصنع نظام مبارك، تحرش واغتصاب وترويع وانفلات أمنى وأخلاقى وسيطرة للحزب الحاكم على مقاليد الأمور وزيادة الأعباء على كاهل الفقراء والمعدمين، فأين أنت من عمر بن الخطاب الذى تدعى أنه مثلك الأعلى، فهو برىء منك، سأقولها لك: أنا أرى فيك وجه مبارك فلا تصطنع الطيبة والخير .

اعلم أن ملكك زائل وأن الحساب يومئذ عسير، لن يكون يسيرًا أبدًا، فلولم يقدر الله أن يحصل الناس على حقوقهم فى الدنيا فإن محاكم العادل الجبار لا تظلم مثقال حبة من خردل : فارجع إلى صوابك قبل أن يفوت الأوان.

الجريدة الرسمية