الشذوذ والإلحاد ونظرية المؤامرة
مرَّت عاصفة أخبار الشواذ التي احتلت مساحة ملحوظة في الصحف وعلى المواقع الإلكترونية، في أعقاب ما نشر عن احتفال الشواذ بخطبة اثنين منهم أو "منهن"! على مركب نيلى.. مرت القصة.. لكن بعد قياس دقيق لردود الأفعال ومساحات القبول والرفض.. وذلك دون شك في إطار استهداف مصر، وفتِّش دائمًا عن نظرية المؤامرة.
لقد سكنت عاصفة الشذوذ، ويقينى أن بوادر رياح الإلحاد تلوح في الأفق.. هي الآن في مرحلة التسلل عبر إعادة البث والتعقيب على فيديو كان قد انتشر منذ ما يربو على العام لشاب مصرى ملحد يدعى "عادل محمد الصواف" يسب الله والرسول عليه الصلاة والسلام، ويسخر من صوم رمضان، ثم يمزق المصحف الشريف.
في تقديرى أن "تشغيل" نغمة الإلحاد في هذا التوقيت له علاقة بالرغبة في قياس درجة الارتباط بالدين ثم مستوى ردود الأفعال لدى شرائح المجتمع المصرى خاصة شريحة الشباب.. وفيما يلى الدليل وقد أصيب وقد أخطئ.. لكننى في النهاية أجتهد.
دعونا نسأل.. ما الذى يدفعنا إلى الظن بأن المستهدف هو الإسلام ومصر على وجه التحديد؟..الجواب بكل بساطة..أن الملحد مزَّق المصحف دون سواه من الكتابين السماويين "الإنجيل والتوراة".. وكان واضحًا أنه يستهزئ بالإسلام والقرآن فقط، وأظنها رسالة واضحة في إطار "استفزاز" المسلمين فقط.. ثانيًا اختيار جنسية وديانة الملحد لم يكن مصادفة أو عبثًا، بل هو "مصرى مسلم" بما يعنى أن نوعية الاختيار وتوقيت "العملية" موجَّهان للمجال الحيوى المستهدف ضربه، أي "مصر" وهى في مرحلة ضعف وتفكك نادرًا ما تتكرر.. ثالثًا أن المنطق يقتضى أن يعلن الملحد كفره بالأديان السماوية الثلاثة الإسلام والمسيحية واليهودية، ومن ثم تمزيق القرآن والإنجيل والتوراة.. في ظنى أنه تم استبعاد هذا المقطع من السيناريو، لربما يُفضى إلى نتيجة مغايرة لما يراه المخططون، وأن يهب المسيحيون والمسلمون لرد الإهانة عن مقدساتهم فينقلب السحرُ على الساحرِ.
وتبقى إشارة مهمة وهى أن شريطًا آخر يعاد الترويج له الآن بثته قناة سى إن إن الأمريكية يحمل خبر اغتيال الملحد "عادل محمد الصواف" بغابة صغيرة بولاية ماستشوسِتْس الأمريكية عقب تلقيه تهديدًا بالقتل لإساءته للمصحف الشريف.. أما استنتاجى المتواضع فإنه وفقًا لمعلومات عن القتيل أنه كان مدمنًا للمسكرات والمخدرات.. لذا كان لابد من التخلص منه بعد أن أدى دوره.. خشية أن يفضح المخطط في لحظة يعجز فيها عن السيطرة على نفسه.. اللهم انزل سكينتك وسترك على البلد.
