ذكرى وفاة ناصر مصر والعرب
في التاريخ الإنسانى شخصيات قليلة نادرة تبقى خالدة في وجدان الشعوب بأعمالها وإنجازاتها مثيرة للجدل تثير الكثير من التساؤلات حول قراراتها وسياساتها والأهم انحيازها الواضح لقضايا شعوبها، ويعد الرئيس جمال عبد الناصر خير مثال على ذلك، ففى 28 سبتمبر الحالى نعيش الذكرى 44 لرحيله، ورغم مرور هذه السنوات الكثيرة على رحيله فهو الحاضر الدائم في كل فعاليات المصريين ترفع صوره في المظاهرات وتذكر إنجازاته وأعماله..
عندما نتحدث عن الفقراء وعندما يتحدثون عن مكافحة الاستعمار للعالم العربي يجب أن يذكر ناصر، ولنا في ثورتى يناير ويونيو خير دليل على ذلك فكانت صور وشعارات ناصر هي الحاضر والسيد للمشهد ككل ولنا في خطابات الرئيس عبد الفتاح السيسي خير مثال على ذلك فسارع الكثيرون بتشبيهه بعبد الناصر لانحيازه للرغبة الشعبية لإنقاذ مصر من سرطان الإخوان ويظل السؤال باقيا؛ لماذا يظل عبد الناصر الحاضر والذاكرة الحية في قلوب المصريين وأغلب شعوب العالم العربي حتى الآن ؟
إنجازات عبد الناصر السبب الرئيسى لبقائه في ذاكرة المصريين حتى الآن فهو ناصر الغلابة ومفجر الثورة ومحارب الفساد والمتصدى لأطماع الغرب في مصر وهناك ملفات هامة جدا في حياته أهمها مشروعه الأكبر وهو الانحياز للمطالب الشعبية نحو الحرية السياسية والتنمية الاقتصادية والعدالة الاجتماعية وعدم الانحياز للقوى الكبرى والحفاظ على الكرامة المصرية والعربية ضد محاولات التغريب والأمركة التي كانت تقودها القوى الغربية للقضاء على كل مشاريع التحرر في العالم.
فلم ينسَ الجميع أنه الذي طرد الاستعمار الإنجليزى من مصر وقام بتأميم شركة قناة السويس وعودتها للسيادة المصرية ولن ينسى العالم دوره في دعم حركات التحرر ومقاومة الاستعمار في المغرب والمشرق العربي واليمن حتى أصبح عبد الناصر الراعى الرئيسى لكافة حركات التحرر الوطنى في العالم، ولا يجب أن ننسى دوره في تأسيس حركة عدم الانحياز لمواجهة غطرسة القوى الكبرى ورغبتها في السيطرة على العالم.
عبد الناصر يعد إنجازه الحقيقي الكبير هو رغبته في الإصلاح الاجتماعى داخل الدولة المصرية وطبق ذلك عبر حزمة قوانين وقرارات الإصلاح الزراعى وإنهاء حالة إفقار المصريين بإفقار الشعب ونهب ثرواته عبر مجموعة من ناهبى قوت المصريين، فشاهدناه يوزع الأراضي على الفقراء وشاهدناه يلغى التمييز الطبقى بين الشعب وشاهدناه يؤمم الشركات الكبرى ويجعل التعليم مجانيا والرعاية الصحية حقا أصيلا لجميع المصريين، وغيرها من القرارات التي جعلت المصريين لا ينسونه رغم مرور السنين حتى إنه حتى الآن الملقب بناصر الغلابة.
رغم كل التحديات والحصار الغربي لعبد الناصر بعد طرد الإنجليز وتأميم قناة السويس والانتصار على العدوان الثلاثى في 1956 إلا أنه كان يؤسس لنهضة اقتصادية حقيقية تستثمر موارد الدولة لخدمة عمليات التنمية وظهرت في مصر في عهده صناعات عملاقة كالحديد والصلب والإلكترونيات والصناعات التحويلية وغيرها والأهم من ذلك رغبته في بناء السد العالى للحفاظ على حصة مصر من مياه النيل والحفاظ على الدولة من مخاطر الفيضان ولتوليد الكهرباء وزيادة الرقعة الزراعية وغيرها وغيرها من الإنجازات التي ما زالت محفورة في قلوب المصريين تجاه الزعيم الراحل جمال عبد الناصر.
بعد مرور 44 عاما على رحيل جمال عبد الناصر، يظل رمزا للعزة والكرامة ومقاومة الطغيان ومحاربة الفساد، ورمزا لكل الأحرار في العالم، ناصر الفقراء والغلابة.
dreemstars@gmail.com