رئيس التحرير
عصام كامل

«روسيا وأمريكا» أعداء لكن حلفاء.. فرقتهم المصالح وجمعتهم «داعش».. «موسكو» لها مصلحة في محاربة تنظيم الدولة الذي هدد بوتين بتحرير شمال «القوقاز».. وإمداد العراق

فيتو

رغم أن روسيا ليست عضوا في التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش"، فإن موسكو وواشنطن تجمعهما مصالح موضوعية في محاربة الإرهاب، كما أن الكرملين يرى في التطورات الأخيرة تأكيدا لوجاهة سياسته اتجاه النظام السوري.


داعش والغرب
للوهلة الأولى يبدو أن لا شيء تغير في لغة الإعلام الروسي الرسمي إزاء الغرب، مذيعة أخبار التليفزيون الرسمي اختارت، بنبرة لا تخلو من متعة، مقاطع من خطاب الرئيس الإيراني حسن روحاني أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، اعتبر فيها ظهور تنظيم "الدولة " نتيجة للأخطاء الإستراتجية للغرب في منطقة الشرق الأوسط.

كما أن وزير الخارجي الروسي سيرغي لافروف عبر عن غضبه من العبارات التي تضمنها خطاب الرئيس الأمريكي باراك أوباما أمام المجتمع الدولي. وأوضح الوزير الروسي بهذا الصدد قائلًا: "استغربت لكون الرئيس الأمريكي اعتبر أن العالم أصبح أكثر أمانًا وحرية". كما ندد لافروف بذكر أوباما خرق روسيا للقانون الدولي في أوكرانيا كخطر يتهدد السلم العالمي مباشرة بعد ذكره لفيروس "إيبولا" وقبل تنظيم "الدولة" الإرهابي.


داعش وروسيا
غير أن هذا لا يحول عن تطابق المصالح في ملفات أخرى كمحاربة الإرهاب، إذ سلمت موسكو للحكومة العراقية طائرات هليكوبتر هجومية روسية الصنع من طراز مي 28 وطائرات أخرى مقاتلة من طراز سوخوي-25 تحمل صواريخ موجهة من نوع تاكا، وهي مؤثرة جدًا في الدبابات والمواقع الحصينة. وتحمل صواريخ غير موجهة حرة ومدافع رشاشة ورادار يبلغ مداه 20 كيلومترًا. ولهذه الطائرات قابلية للطيران في كافة الأجواء ليلًا ونهارًا. أما المروحية فهي مدرعة بالكامل وهي توازي طائرات الأباتشي الأمريكية، حسب وصف الجيش العراقي.

ويُذكر أيضًا أن وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سبق أن أعلن أن بلاده ستقدم "مساهمة" في الجهود العسكرية الدولية ضد تنظيم "الدولة ". وأكد على هامش المؤتمر الدولي الذي عُقد في باريس لمحاربة التنظيم المتشدد بالقول: "سنقدم مساهمة في المجهود المشترك لكننا سنفعل ذلك بهدف أوسع هو إعداد تحليل أكثر عمقا لهذا الوضع".

وستخصص هذه "المساهمة" لدعم الحكومة العراقية "كي نتأكد أنها قادرة على قتال الإرهابيين لضمان أمن الدولة". وتابع لافروف بالقول: "كما أننا نوفر مساعدة عسكرية لسوريا، ضمن مساعدات أخرى، حيث أنها تواجه تهديدًا إرهابيًا خطيرًا، ولو أنه أقل اتساعًا. لدينا شركاء في لبنان ومصر واليمن والأردن". وتابع كبير الدبلوماسية الروسية بالقول: "إن التهديد الإرهابي خطير جدًا بحيث ينبغي ألا تقوض اعتبارات إيديولوجية ردنا عليه". وأضاف بالقول: "إيران وسوريا حليفتا روسيا الطبيعيتان في محاربة الدولة الإسلامية".

الدعم الروسي
إلا أن موسكو عادت وشككت في شرعية بعض الضربات الأمريكية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" لغياب موافقة الأمم المتحدة وسوريا التي نفذت فيها بعض هذه الضربات. وأكدت الخارجية الروسية في بيان لها: "ثمة شك في شرعية الغارات الجوية على أساس أن مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تتم بدون موافقة الأمم المتحدة وإذن صريح من سلطات البلد الذي تجري به وهي في هذه الحالة الحكومة في دمشق".

وتدعم روسيا الرئيس السوري بشار الأسد في حربه ضد مقاتلي المعارضة، وتعتبر بقاءه نجاحًا كبيرًا لسياستها الخارجية. وتريد الآن أن ترى الغرب يعترف ضمنيًا بشرعيته بالتعامل معه بصورة مباشرة. وتتهم موسكو واشنطن بنهج سياسة الكيل بمكيالين في تعاملها مع سوريا. وبهذا الصدد أوضح لافروف: "حينما دعونا في الماضي لدعم الحكومة السورية في معركتها ضد الإرهاب، لم يبد أحد استعدادًا للاستماع إلينا".

ولموسكو مصلحة في محاربة تنظيم "داعش" الذي وجه تهديدًا مباشرًا للرئيس بوتين ووعد بـ"تحرير" شمال القوقاز حسبما ما جاء في فيديو للتنظيم المتطرف نُشر على الإنترنت. وقال مسلح يقف عند طائرة استولت عليها قوات المعارضة من الجيش السوري: "هذه رسالة لك يا فلاديمير بوتين، هذه هي الطائرات التي أرسلتها إلى بشار، وسنرسلها لك بإذن الله". وخاضت روسيا حربين ضد الانفصاليين في الشيشان خلال العشرين عامًا الماضية. واجتاحت الاضطرابات بعد ذلك منطقة شمال القوقاز كاملة بما فيها داغستان وانغوشيتيا حيث تتكرر الهجمات على السلطات الروسية.

هذا المحتوى من موقع دوتش فيل اضغط هنا لعرض الموضوع بالكامل

الجريدة الرسمية