رئيس التحرير
عصام كامل

نور الشريف: حالتي الصحية مستقرة وأصبحت أفضل بكثير

فيتو

  • بحب نفسي وصحتي أكثر من الفن وتعبت كثيرا في حياتي 
  • "سواق الأتوبيس" علامة فارقة في مشواري
  • الدولة بعيدة عن الفن.. والسينما «بره حساباتها»
  • الحكومة تحاربنا بمنع الأفلام من العرض
  • بالورقة والقلم.. «الإنتاج خسرني كتير»
  • الواقع خيب توقعاتي.. و«ماطلبتش من السيسي حاجة»
  • أرفض أفلام الراقصة والبلطجي
  • أمير رمسيس يقدم السهل الممتنع
  • رفع "حلاوة روح" فتح باب جهنم
  • سياسة "المنع" مصادرة للفكر وللرأي

نور الشريف.. مجرد محاولة وضعه في مكانه الطبيعي الذي يستحقه، ستكون شاقة، فهو إنسان "من الدرجة الأولى".. ممثل من طراز خاص جدا.. يعشق الكاميرا، لا يتعامل معها كونها "آلة".. لكنها "رفيقة عمره".. يعترف، في حواره مع "فيتو"، أنها أرهقته في مرات عديدة، لكنه يسارع ليكشف أنها منحته لحظات ممتعة "لا تقدر بثمن". 

"الشريف".. يؤكد أيضا أنه "لم يحسبها بالورقة والقلم"، لأنها "خسرانة" - على حد قوله، لكنها يريدها لـ"المتعة الخالصة".. تألم في صمت، وعندما هاجمه المرض، قرر أن يأخذ "استراحة محارب".

"نور" يعود لدور العرض بـ "توقيت القاهرة".. التجربة في حد ذاتها، البعض يصفها بالمغامرة لـ "ممثل بقيمته وقامته الفنية"، لكنه يؤكد أنها ستكون حلقة جديدة في سيناريو "متعة التمثيل"، وعن تجربة العمل مع المخرج الشاب أمير رمسيس، وحقيقة أزمته الصحية، وذكرياته عن "الأيام الأولى" له في الفن وأمور أخرى.. كان الحوار التالي:

*بداية.. أطلق اسمك على الدورة الثلاثين من مهرجان الإسكندرية السينمائي، فهل توقعت أن يحدث ذلك في يوم من الأيام؟
بالطبع لم أتوقع ذلك، ودعني أقول لك إن أقصى حلمي تمنيت تحقيقه وأنا طفل، أن أدخل السينما وأشاهد النجوم، فأنا تربيت في حي السيدة زينب، وكان بجوار منزلنا سينما "إيزيس"، وكنت في كل مرة أحلم أن أدخل السينما دون أن أخرج منها مرة أخرى.

*كيف حققت حلمك بأن تصبح نجما من نجوم الوطن العربي في الوقت الذي كنت تحلم فيه بأن تعمل في السينما فقط؟
حب الشيء يمنحك القوة للوصول إليه، فأنا تعبت كثيرا في مشواري الفني وفي بدايتي بالتحديد، لأن أسرتي كانت رافضة تمامًا فكرة خوض تجربة التمثيل، وكان عمي دائما يقول لي "أنت مش هتحقق حاجة في حياتك"، لذلك كنت أتمنى أن يكون معي هذه اللحظة ويرى ما وصلت إليه بفضل الله وبحب الناس.

*هل عشقك للفن هو ما أجبرك على العودة للسينما رغم ظروفك الصحية غير المستقرة؟
أولا.. أريد أن أحمد الله.. فحالتي الصحية مستقرة، وبالطبع أحب نفسي وصحتي أكثر من الفن، والدليل أني لم أعد للعمل إلا بعد تحسن حالتي الصحية.

*نريد أن نعرف تفاصيل الأزمة الصحية التي تعرضت لها مؤخرا؟
كان لديَّ مشكلة في قدمي، ولم يكن الدم يصل لعضلاتها، وكان من المفترض أن أجري عملية جراحية، بعدها أصبت بماء على الرئة، والحمد لله استقرت حالتي بعد انتزاع الماء وأصبحت أفضل بكثير.

*ما سر تحمسك للقيام ببطولة فيلم "بتوقيت القاهرة" رغم أنه من تأليف وإخراج المخرج الشاب أمير رمسيس؟
تعاونت مع أمير رمسيس قبل ذلك عندما كان يعمل مساعد مخرج ليوسف شاهين، وفي الحقيقة وجدت فيه حسا فنيا غير عادي، فالجميل في أمير أن له رؤية مختلفة عن غيره، ودائما يقدم السهل الممتنع، وعندما أخبرني بفكرة الفيلم وقرأتها أعجبتني كثيرا، وقررت أن أقدمها.

*وما السبب في غيابك طوال هذه الفترة عن السينما؟
كانت لدىَّ رغبة كبيرة في العودة إلى السينما منذ عدة سنوات، لكن للأسف لم أستطع أن أعود، لأنني كنت أريد أن أنتج لنفسي ولم أتمكن من ذلك.

*هل بالفعل الدولة مقصرة في "حق السينما"؟
الدولة مقصرة لأبعد حد في حق السينما، فهي تدعم الإعلام والثقافة وتبتعد كل البعد عن السينما، لذا يحزنني هذا الأمر كثيرا، لأن السينما في الفترة الأخيرة لم تكن مع فكر النظام، وأغلب الأعمال كانت معارضة له، ولكن هذا الأمر لا يجعل الحكومة ترفع يدها عن دعم السينما ومحاربتها بمنع بعض الأعمال السينمائية من العرض.

*ما رأيك في منع فيلم "حلاوة روح" وإصرار الحكومة على رفعه من "قاعات العرض"؟
أرفض منع أي فيلم من العرض، والعمل بعد حصوله على تصريح الرقابة على المصنفات الفنية لابد أن يعرض، ومنع "حلاوة روح" فتح باب "جهنم"، لأن المنع مصادرة للفكر وللرأي، وهذا أخطر ما يمكن أن يواجهه المبدع في مشواره الفني.

*في رأيك هل الدولة بعيدة عن الفن؟
الدولة بعيدة عن الفن منذ أيام السادات، خاصة بعد حل شركات إنتاج القطاع العام حيث أصبح الأمر مقتصرا على القطاع الخاص، وكذا دعم السينما من قبل الحكومة أصبح لا وجود له، فالتصوير في مطار القاهرة يكلف المنتج 11 ألف جنيه عن الساعة الواحدة، وكذلك الساعة في الهرم بـ 3000 جنيه، وهذه أرقام مبالغ فيها، وبمقارنة الأمر بالوضع في أمريكا مثلا نجد أن أمريكا تدعم الأفلام العسكرية بالقوات والأسلحة حتى إن كان فيلما كوميديًا.

*ولماذا لم تطلب من الرئيس عبد الفتاح السيسي دعما للسينما عندما التقيت به؟
أرفض فكرة المطالب الفئوية، لذا كنت ضد كل مطالب الفنانين من الرئيس السيسي عندما التقوا به، لأني التقيت به لما كان مرشحا للرئاسة، ومطالبي وقتها كانت سترهق الحكومة، لذلك قلت له سألتقي بك عندما تصبح رئيسا وأطلب منك ما أريد.

*الجميع يعلم أنك أنتجت أعمالا سينمائية كثيرة.. فهل حققت الربح الذي يرضيك بعد خوض تجربة الإنتاج؟
لو حسبتها بالورقة والقلم.. سأجد أنني خسرت كثيرا جدا، ودعني أعترف بأني لم أكن أنتج لأحقق الربح المادي، لكن كانت لدىَّ رغبة في أن أقدم للسينما بعض الأعمال الجيدة، وبالرغم من عدم تحقيقي أي مكاسب مادية إلا أنني سعيد جدا بتلك الأعمال.

*هل هناك أفلام أنتجتها وتعتبرها علامة في مشوارك الفني؟
"سواق الأتوبيس" فيلم نزيه، وعلامة من العلامات الفارقة في مشواري، فهو فيلم جيد وحقق إيرادات ضخمة وقتها.

*هل أنت موافق على وجود أفلام الراقصة والبلطجي بالسينما؟
قطعًا لا، هذه الأعمال لا تعجبني، ولكن وجودها ضروري، وسيأتي اليوم الذي سيعلم فيه صانعو هذه الأعمال أنهم مخطئون، لأنهم يعتقدون أن أعمالهم تلقي الضوء على العشوائيات، وأنها تخدم المجتمع، ولكن هذا كلام لا أساس له من الصحة، وهنا يكون الفرق بين المبدع والإنسان العادي، فإذا قارن المشاهد ما فعله داوود عبد السيد في فيلم "سارق الفرح" وبين ما فعله أي مخرج آخر من مخرجي هذه الأفلام سيعرف الفرق.

*بعد كل هذا العمر الذي أمضيته في السينما.. هل أعطتك السينما مثلما حلم حياتك؟
أدين للسينما بشكل خاص وللفن بشكل عام، بالفضل في الكثير من الأهداف التي تحققت في حياتي، فالسينما جعلتني نور الشريف، الفنان المحبوب المشهور، وصنعت شخصية مختلفة عن شخصيتي السابقة، ويكفي أني أحببت الدين المسيحي بسبب السينما رغم أنني مسلم.

*بعيدا عن السينما والفن.. لماذا أنت حزين على مصر؟
لأني كنت أتمنى أن يغلب على الجميع حب البلد وتفضيل مصلحة الوطن على الأهداف والمصالح الشخصية، التي تتبلور في المطالب الفئوية من وقت لآخر، ولكن الواقع خيَّب كل توقعاتي، فهناك شرائح بعينها لا تتوانى في تدمير البلد ومؤسساته وهيئاته مقابل تحقيق مصالحها الشخصية، وعلى رأسهم جماعة الإخوان الإرهابية.

*بمناسبة الجماعات الإرهابية.. كيف ترى تنظيم "داعش" الذي ظهر في الفترة الأخيرة تحت عباءة الخلافة الإسلامية؟
خدعة كبيرة، وبناء أمريكي أصلي.
الجريدة الرسمية