رئيس التحرير
عصام كامل

حصاد أسبوع رئاسي.. "السيسي" يرفع رأس مصر أمام العالم.. يلتقى 40 زعيما من رؤساء الدول والحكومات.. يعلن عن اعتزام القاهرة الترشح لعضوية مجلس الأمن.. ويؤكد أن الحكومة تحدد سياساتها طبقًا للإرادة الشعبية

فيتو

تضمن نشاط أسبوع الرئيس عبد الفتاح السيسي في نيويورك لقاءات مكثفة مع 40 زعيما من رؤساء الدول والحكومات، بالإضافة إلى لقاءات مع قادة الفكر وكبرى الشركات الأمريكية كما شارك الرئيس في أعمال قمة المناخ لعام 2014، وألقى خطابا باِسم المجموعة العربية.


وصل السيسي، عصر الأحد الماضي، نيويورك التقى عقب وصوله بان كي مون، سكرتير عام الأمم المتحدة، وأشاد "مون" الجهود الدؤوبة التي تقوم بها مصر في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما التوصل لوقف إطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة، معربا عن أمله في أن يتم تثبيت هذا الاتفاق ويصبح مستقرا ومستداما، منوها إلى ضرورة وجود آليات للمراقبة والتحقق تضمن عدم خرق هذا الاتفاق.

وأضاف بان كي مون أنه يعتزم المشاركة في المؤتمر الاقتصادي لإعادة إعمار غزة، الذي ستستضيفه مصر في الثاني عشر من أكتوبر المقبل.

كما اِستقبل السيسي، في نفس اليوم "الأحد" الملك عبد الله الثاني، عاهل المملكة الأردنية الهاشمية، وبحثا مواجهة كافة التنظيمات الإرهابية في المنطقة وتفعيل التعاون بين البلدين فضلا عن بحث الملفات السورية والليبية والعراقية وضرورة استئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

واستهل الرئيس يوم الإثنين الماضي باستقبال وزيري الخارجية الأمريكيين السابقين هنري كيسنجر، ومادلين أولبرايت، فضلا عن برنت سكوكروفت، مستشار الأمن القومي الأمريكي الأسبق، وتلا ذلك لقاء الرئيس مع ممثلي غرفة التجارة الأمريكية، ورؤساء مجالس إدارات كبرى الشركات الأمريكية العاملة في مصر.

كما استقبل الرئيس مجموعة من أعضاء الكونجرس الأمريكي البارزين، ثم التقى لفيفا من أعضاء مجلس الأعمال للتفاهم الدولي، كما التقى الرئيس بمجموعة كبيرة من قادة الفكر ورؤساء المراكز البحثية وكبار المفكرين والكتاب الصحفيين وكلاوس شواب، رئيس المنتدى الاقتصادي.

وتلاه لقاء الرئيس مع الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون، وهيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية السابقة، واختتم الرئيس أنشطته اليوم الثانى بلقاء مع مجموعة من رجال الأعمال المصريين المقيمين في الولايات المتحدة الذين أعربوا عن رغبتهم في المشاركة في عملية التنمية الاقتصادية الجارية في مصر.

وتناولت تلك اللقاءات استعراض الرئيس لمجمل التطورات على الساحة المصرية على مختلف الأصعدة والأوضاع الإقليمية التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط اتصالًا بمكافحة الإرهاب والتأكيد على الارتباط الأيديولوجي الذي يجمع بين مختلف الجماعات الإرهابية المتطرفة في الشرق الأوسط وأفريقيا، وكذا الجهود التي بذلتها مصر للتوصل لوقف إطلاق النار وإقرار الهدنة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.

واستعرض الرئيس كذلك عناصر المبادرة المصرية لتحقيق الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في ليبيا، ونوه إلى حرص مصر على دعم الحكومة العراقية الجديدة والبرلمان الليبي المنتخب، وكذا على تحقيق الاستقرار والأمن للشعب السوري والحفاظ على السلامة الإقليمية لسوريا.

وتطرقت اللقاءات كذلك إلى العلاقات المصرية – الأمريكية، من ناحية كونها علاقات استراتيجية يتعين تطويرها وتعزيزها، بهدف الحفاظ على المصالح المشتركة للبلدين، ولا سيما في منطقة الشرق الأوسط، سواء لإحلال السلام أو لمكافحة الإرهاب، فضلا عن تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية.

وعلى الصعيد الاقتصادي، نوّه الرئيس إلى الجهود التي تبذلها الحكومة المصرية على صعيد جذب وتحفيز الاستثمار، من خلال صياغة حزمة جديدة من التشريعات والقوانين التي من شأنها تيسير وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، وتحسين مناخ الأعمال.

واستهل الرئيس يوم الثلاثاء الماضي بالمشاركة في قمة المناخ لعام 2014، وألقى كلمة باِسم المجموعة العربية في الجلسة العامة التي استعرضت الأنشطة الوطنية لمكافحة تغير المناخ.

وتلا ذلك لقاء الرئيس مع رؤساء دول وحكومات ثلاث عشرة دولة حيث بدأت هذه اللقاءات بمقابلة تمام سلام، رئيس وزراء لبنان، ثم باك كون هيه، رئيسة جمهورية كوريا الجنوبية، وأعقبها لقاء مع ميشيل باتشليت، رئيسة جمهورية تشيلي، ثم مع ديفيد كاميرون، رئيس وزراء بريطانيا.

وأعقب ذلك لقاء مع روزين بلفنلفيك، رئيس جمهورية بلغاريا، ثم مع نيكوس أنستاسيادس، رئيس جمهورية قبرص، وتلاه مقابلة مع تيموسلاف نيكوليتش، رئيس جمهورية صربيا، ثم لقاء مع فرنسوا هولاند، رئيس جمهورية فرنسار وهيلاماريام ديسالين، رئيس وزراء إثيوبيا، فضلا عن لقاء مع شنزو آبي، رئيس وزراء اليابان وتيودور أوبيانج نجيما، رئيس جمهورية غينيا الاستوائية، وإدريس ديبي، رئيس جمهورية تشاد.

كما التقى الرئيس الدكتور نبيل العربي، أمين عام جامعة الدول العربية، واستعرض الرئيس أثناء اللقاءات تطورات المسار السياسي الداخلي، مؤكدا اعتزام مصر مواصلة عملية التحول الديمقراطي واستكمال استحقاقات خارطة المستقبل بعقد الانتخابات البرلمانية.

واستعرض السيسي التحركات المصرية لتسوية الأزمة في غزة، والتصور الخاص بمؤتمر دعم غزة في 12 أكتوبر 2014، مؤكدا ضرورة تسوية القضية الفلسطينية بشكل عادل وشامل يضمن السلام للفلسطينيين والأمن للإسرائيليين.

كما أعرب الرئيس عن اهتمامه بالعمل على بلورة رؤية واضحة ووضع إجراءات محددة لأطر تعاون مشتركة للتغلب على خطر الإرهاب المتصاعد نتيجة انتشار الجماعات المتطرفة العنيفة في المنطقة وتنامي عمليات تهريب السلاح عبر الحدود، خاصة في ليبيا، التي عرض الرئيس للمبادرة المصرية الخاصة بشأنها، مؤكدًا ضرورة احترام إرادة الشعب الليبى والبرلمان المنتخب، ووقف كل تدخل خارجى أو إمداد الجماعات المتطرفة بالمال والسلاح.

كما حذر الرئيس من المخاطر الناجمة عن الأوضاع الأمنية المتردية في العراق وسوريا، وتداعياتها على دول الجوار، ومن بينها لبنان الشقيق الذي تحرص مصر على مساندته في مواجهة كافة التحديات.

وأكد الرئيس ضرورة أن تكون جهود مكافحة الإرهاب شاملة وموسعة، ولا تنصرف فقط إلى التعامل العسكري مع الأزمة، ولكن تعالج المسببات الأساسية لها مثل الفقر والجهل، عبر جهود تنموية اجتماعية تقضي على هذه المشكلة من جذورها.

وعلى الصعيد الأفريقي، شهد اللقاء مع رئيس الوزراء الإثيوبي تأكيدا على العلاقات الودية والأخوية التي تجمع بين البلدين، مجددا التزام بلاده التام بإعلان مالابو الصادر من الجانبين خلال قمة الاتحاد الأفريقي التي استضافتها غينيا الاستوائية في يونيو الماضي، ولا سيما فيما يتعلق بعدم الإضرار بمصالح مصر المائية وتعزيز التعاون الاستراتيجي بين البلدين في كافة المجالات.

بيان مصر

شارك السيسي صباح الأربعاء الماضي، في افتتاح جلسة النقاش العام للدورة التاسعة والستين للجمعية العامة للأمم المتحدة، ألقى الرئيس بيان مصر أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة حيث استعرض الرئيس في كلمته خطة مصر الشاملة في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، لبناء "مصر الجديدة".

كما أشار الرئيس إلى الأسس التي تقوم عليها سياسة مصر الخارجية، من ندية واحترام متبادل والتزام بعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول، منوهًا إلى اعتزام مصر الترشح لعضوية مجلس الأمن 2016/2017.

وتلا ذلك عدة لقاءات عقدها الرئيس استهلها بلقاء مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس وتم استعراض نتائج المفاوضات غير المباشرة التي تُعقد برعاية مصرية في القاهرة بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني، كما تم التطرق إلى الترتيبات الجارية لتنظيم مؤتمر إعادة إعمار غزة الذي سيعقد في مصر في شهر أكتوبر المقبل.

ثم عقد الرئيس لقاءً مع فؤاد معصوم، رئيس جمهورية العراق، وأكد الرئيس حرص مصر على وحدة العراق وسلامة أراضيه وصون مقدراته، وأشار إلى وقوف مصر إلى جانب العراق الشقيق من أجل تحقيق الاستقرار ومساعدته على تجاوز أزمته.

كما تضمن اليوم مقابلة مع الشيخ جابر مبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس وزراء الكويت، الذي أكد حرص دولة الكويت على زيادة استثماراتها في مصر، للمساهمة في مرحلة البناء المقبلة، آخذًا في الاعتبار اهتمام المستثمرين الكويتيين، على الصعيدين الحكومي والخاص، بالمشروعات التي تم طرحها، ولاسيما في ضوء التحسن الملحوظ الذي شهده مناخ الأعمال في مصر في الآونة الأخيرة.

وأعقب ذلك لقاء السيسي مع الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز، وأبدى الرئيس الموريتاني حرص بلاده على تعزيز علاقاتها مع مصر في كافة المجالات، منوها إلى أهمية الحفاظ على دورية انعقاد اللجنة المشتركة بين البلدين.

وتلا ذلك مقابلة مع سيلفا كير ميارديت، رئيس جمهورية جنوب السودان، الذي ثمّن دور مصر، سواء في منطقة الشرق الأوسط أو في أفريقيا، مشيدا بالدعم المصري لبلاده في مختلف المجالات، ولا سيما في مجال التعليم معربًا عن تطلعهم لاستمرار هذا الدعم.

كما تضمن لقاء مع الرئيس الأوغندي "يوري موسيفيني"، وتم بحث سبل دعم التعاون والتنسيق بين البلدين في مختلف المجالات.

لقاء أوباما

التقى الرئيس عبد الفتاح السيسي الرئيس الأمريكى باراك أوباما الخميس الماضي بمدينة نيويورك على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وعُقدت جلسة مباحثات بين الرئيسين، وذلك بحضور وفدي البلدين حيث اتسمت المباحثات بالإيجابية وكانت بناءة من حيث إتاحة أول فرصة للرئيسين للتفاعل على المستوى الشخصي، وأكدا حرصهما على التواصل فيما بينهما.

وتم خلال اللقاء تناول مُجمل العلاقات الثنائية وسبل تطويرها في مختلف المجالات بما يُحقق المصالح المشتركة للبلدين ويؤكد طبيعتها الاستراتيجية، فضلًا عن التشاور حول عدد من القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك، وطرح الرئيسان رؤيتهما لمجمل الوضع في منطقة الشرق الأوسط.

وقد اتفق الرئيسان على أهمية العلاقات "المصرية_ الأمريكية"، والتقدير لمكانة مصر الإقليمية، والحرص على تطويرها ودفعها إلى آفاق أرحب بما يُحقق مصالح البلدين والشعبين، وإطلاق عمل آلية الحوار الإستراتيجي على مستوى وزيري الخارجية في وقت يُتفق عليه.

وأكد الرئيس السيسي أن الحكومة المصرية إنما تبلور سياساتها استجابة للإرادة الشعبية والأولويات الوطنية، باعتبار ذلك ثمرة لثورتين عظيمتين وضعتا مصر على طريق بناء دولة ديمقراطية تُعلى من قيم الحرية وتحترم مبادئ حقوق الإنسان وتُلبي طموحات الشعب المصري في تحقيق التنمية والتقدم.

وتناولت جلسة المباحثات بين الرئيسين عددًا من القضايا الإقليمية والدولية التي تهم البلدين، وعلي رأسها الأوضاع في ليبيا وقضية الإرهاب بوصفها ظاهرة عالمية وسبل دعم التحالف الدولي ضد تنظيم داعش المتطرف، وتم تأكيد الحرص المشترك على استمرار التنسيق والتشاور حول هذه القضايا.

وفى هذا الصدد، طرح الرئيس السيسي رؤية مصر لأهمية ضرورة التعامل مع قضية الإرهاب في إطار منظور شامل يضمن اجتثاثه من جذوره.

وبالنسبة للوضع في ليبيا، أكد السيسي المخاطر الناجمة عن الأوضاع غير المستقرة وأهمية مواجهة التنظيمات الإرهابية هناك، ودعم المؤسسات الشرعية المُنتخبة والحكومة التي أقرها مجلس النواب، ورفض التدخلات الخارجية وتمويل العناصر الإرهابية، مع ضرورة إجراء حوار سياسي بين كافة الأطياف الليبية التي تنبذ العنف والإرهاب في إطار المبادرة التي توافقت عليها دول الجوار الجغرافي لليبيا واتفق الجانبان على ضرورة منع وصول التمويل والسلاح للميليشيات.

كما التقى برئيس وزراء أستراليا تونى إربوت وجاكوب زوما، رئيس جنوب أفريقيا، وتناول عددا من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك، ولاسيما التطورات في ليبيا وسوريا والعراق.





الجريدة الرسمية