سفير السودان بمصر: جراحة البشير تؤجل لقاءه المرتقب بالسيسي
- معبر "أشكيت - قسطل" البري انطلاقة كبرى للتبادل التجاري والاستثماري
- صادرات السودان ستجد طريقها إلى الأسواق المصرية بسهولة
قال السفير "عبدالمحمود عبدالحليم" سفير دولة السودان الجديد لدى مصر إن العلاقات بين البلدين تشهد تطورًا كبيرًا، وأن البلدين على وشك حدوث انطلاقة كبرى فيما بينهما وهناك إرادة سياسية كاملة بين البلدين للانطلاق بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب.
ولفت عبدالمحمود في حوار لـ"فيتو" إلى أن هناك اتصالاً مستمراً بين قيادتي البلدين، ما يؤكد على أن الفترة القادمة ستشهد انطلاقة وقفزة كبيرة في العلاقات بين البلدين.
وأشار عبدالحليم إلى أن لقاء الرئيس البشير المرتقب إلى مصر سيجري قريبًا، حيث يجري التحضير له منذ فترة، لافتًا إلى أن التأخير في الزيارة رغم إعلانه عنها نهاية الشهر الماضي يأتي بسبب وجود الرئيس في فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجراها.
وشدد السفير السوداني على أهمية معبر "أشكيت - قسطل" البري الذي افتتح مؤخرًا ليكون أول معبر بري بين البلدين منذ فترة الاحتلال الإنجليزي، ليكون بمثابة انطلاقة كبرى للبلدين على المستوى التجاري والاستثماري، حيث يفتح مجال للصادرات السودانية إلى مصر ومنها إلى أوربا، ويفتح المجال لصادرات مصر إلى السودان ومنها إلى القارة الأفريقية، وذلك بقيمة ضئيلة عن الشحن الجوي.
- كيف تُقيّمون العلاقات المصرية السودانية في الوقت الراهن..؟
العلاقات ممتازة وتسير الآن في الطريق الصحيح، وأستطيع القول إننا على وشك انطلاقة كبرى في علاقات السودان ومصر، فليس هناك بلدين تربطهما وشائج التاريخ والحضارة والثقافة كما بين السودان ومصر، لكن محصلة العلاقات الثنائية في تقديرنا كانت دون طموحات البلدين والشعبين، فنحن نطمح إلى أكثر وأكثر، نطمح إلى تكامل حقيقي بين الشعبين الشقيقين، والآن لابد على السودان ومصر أن يستجمعا الإرادة السياسية، فهناك إرادة سياسية كاملة في كل من البلدين للانطلاق بهذه العلاقات إلى آفاق أرحب، وإعطاء مفهوم أزلية العلاقات معنى ومغزى.
- وما الآليات المتبعة لتوطيد العلاقات بين البلدين الآن..؟
نحن بدأنا خطوات عملية في هذا الأمر، فهناك اتصال مستمر بين القيادتين في البلدين، وشارك السودان بوفد رفيع المستوى في حفل تنصيب الرئيس عبدالفتاح السيسي، وهناك اتصالات هاتفية مستمرة ومتبادلة بين الرئيس البشير، والرئيس السيسي الذي قام بزيارة تاريخية للسودان، وكانت زيارة هامة توقيتا ومضمونا وأجرى خلالها مباحثات تطابقت مع القيادة السودانية وكنت حاضرًا لهذه المباحثات في بيت الضيافة، ولمست هذا الحراك الإيجابي، الذي بدأ الآن يأخذ أشكالا متعددة.
وأود أن أشير إلى أنه في الفترة الأخيرة جرى عدد من الفعاليات المشتركة، حيث عقدت في الخرطوم اجتماعات لجنة التجارة والصناعة، واجتماعات لجنة الجمارك، شهدت في الخرطوم اجتماعات هامة خاصة بسد النهضة، ولعب السودان دورًا مهما في إنجاح هذه الجولة من المفاوضات، وهناك اجتماعات اللجنة العليا للتعاون والتي تعقد في القاهرة ويرأسها من الجانب السوداني نائب الرئيس، ورئيس الوزراء المصري، كما أنه من المنتظر أن يزور الرئيس البشير مصر قريبا.
- لماذا تأخرت زيارة الرئيس البشير رغم الإعلان عنها من ما يقارب من شهر..؟
الزيارة يجري الترتيب لها، الرئيس كان في فترة نقاهة بعد عملية جراحية أجراها، وعقب انتهاء هذه الفترة ستكون أول زيارة خارجية له إلى مصر ونأمل أن تكو قريبة جدا.
- العلاقة بين مصر والسودان هناك دائما حديث حول اتفاقية الحريات الأربع.. والتي يرى الخبراء أن تطبيقها سيساهم في حل أزمات كثيرة.. ماذا عن هذه الاتفاقية ولماذا لم يتم تطبيقها حتى الآن؟
نحن على ثقة بأنها في طريقها للتنفيذ، وهناك إدراك كبير بين البلدين، والسودان يضع هذا الأمر كأولوية قصوى، وأقول إن التشاور الحالي بين البلدين الشقيقين سيفضي إلى التفعيل الكامل للحريات الأربعة، والآن فتحت المعابر، معبر "أشكيت - قسطل" بين البلدين، كان افتتاحه تاريخيا، لأنه ومنذ زمن الاحتلال البريطاني ومنذ 116 عاما لم يحدث أي اتصال بري بين البلدين كما حدث الآن عندما جرى افتتاح هذا المعبر، وكنت رئيس لجنة المعابر من الجانب السوداني، وتوجت عودة الاتفاقات بالافتتاح التجريبي والتشغيلي لهذا المعبر الذي يشكل أهمية كبرى في العلاقات بين البلدين، فهو من جانب يزيد من مساحات التواصل الإنساني والمجتمعي بين البلدين والشعبين، كما يزيد ويعزز من المبادرات الاقتصادية، التجارية والاستثمارية، فيخفض قيمة النقل الجوي من 1200 دولار إلى 200 دولار فقط، أي أكثر من 70%، فبالتالي صادرات السودان ستجد طريقها إلى الأسواق المصرية بسهولة، ومنها إلى أوربا، وكذا صادرات مصر ستجد طريقها بسهولة إلى السودان، ومنها إلى القارة الأفريقية، فالسودان بوابة أفريقيا بالنسبة لمصر، والحقيقة أن هناك تجليات كبيرة ونقاط هامة على صعيد العلاقات بين البلدين، فنحن على أعتاب انطلاقة، ووثبة كبرى في العلاقات بين البلدين.
- ماذا عما يثار من أزمات بين حين وآخر بين البلدين..؟
علينا ألا نلقي لها بألا وأن نسعى في إطار توطيد العلاقات بين البلدين والحقيقة إن الدبلوماسية والتاريخ المشترك الطويل بين البلدين قادر على حلها.