رئيس التحرير
عصام كامل

عن حلقة أحمد موسى.. ملاحظات عابرة!


سيترك البعض الفيديوهات بما فيها من صورة وصوت وسيهاجمون أحمد موسى..وسيتركون الأسماء والتواريخ والتفاصيل وسيهاجمون أحمد موسى..وسيتركون الاعترافات الجديدة وصدمة وجود " الأستاذ " في كل الأماكن التي تحدث عنها وسيهاجمون أحمد موسى..


وسيترك الكثيرون احترام ضيف موسى لنفسه وإصراره على عدم ذكر أسماء واجتماعات لا يملك الدليل المادي عليهم وعليها وسيهاجمون أحمد موسى.. وسيترك الكثيرون إعلان الضيف عن استعداده لمنح حق الرد لمن يريد أو الرد على من يريد وسيهاجمون أحمد موسى..وسيتركون كل ما سبق وسيربطون بين الحلقة نفسها وبين محاكمة مبارك..!

وهذه طبيعة عقلية بعض المصريين والعرب الذين يقفون عند الشكل على حساب المضمون..وأحكامهم انطباعية عاطفية.. تهتم بالأشخاص على حساب الموضوع ويصب البعض منها لعناته مقدما ليبعد الشبهات والتهم..وإن اتهمت أحدهم طالبك بالدليل فإن جئت به رفضه وطالبك بالمزيد فإن جئت بالدليل هذه المرة صوتا وصورة أهال عليك وعليها التراب وكال لك السباب والشتائم !

كل ما سبق بالمناسبة كان أيضا عن الشكل.. أما عن مضمون الحلقة فلنا عنها الملاحظات التاليه.. شكلا ومضمونا:
- الحلقة تم تحديدها في نفس ليلة عودة السيسي من أمريكا..والأوراق تطول الكثيرين من المحسوبين على التمويل الأمريكي !
- الحلقه تأتي قبل يومين من الحكم على مبارك..هذا حقيقي..لكن أوراقها وتفاصيلها طويلة وممتدة !

- الضيف فيما يبدو ينتمي لأحد الأجهزة الأمنية لكن لأنه لم يعرف في الحلقة تاريخ سقوط أشهر التنظيمات الإرهابية في تاريخ مصر وهو تنظيم سيد قطب لذا فهو ليس من رجال الأمن الوطني بأي حال ! وإن كان ينتمي للجهاز تحت أي احتمال ولو صغير فلم يكن طبعا مكلفا بمتابعة النشاط الديني !

- الضيف لم يضع لقبا ولا تعريفا إلا " الأستاذ فلان " الذي يحب وطنه! وهذا منطقي في حالة الانتماء لجهاز أمني أو بغرض تأمينه مستقبلا وربما كان الاسم المذكور نفسه مستعارا وحركيا وليس اسمه الحقيقي!

- تبدو المقاطع المصورة كما لو كانت ملتقطة من أجهزة تصوير مخفية..ساعة يد أو خاتم أو كاميرا في قلم أو في عصا أو غيرها لم يلتفت إليها المتواجدون بالتحرير وفي الأحداث وبعضها وصله بشبكة علاقاته في الأحداث!

- النقطة السابقة تشي بأن الرجل كان موجودا بذاته أو برجاله في الأماكن التي أشار اليها وليس بالضرورة وجوده بشخصه فيها جميعا!

- وجه الشبه فعليا كبير بين الضيف والشخصية المعروفة بـ"أبو الثوار"..ولو لم يكن هو أبو الثوار فكيف وثق به كل من تعاملوا معه في التحرير وغيره دون أن يعرفوه قبل 25 يناير ؟ إلا أنه قام أيضا باختراق هذه التنظيمات قبل يناير.. والاحتمالات كلها مفتوحة!

- عندما لا تكون هناك مداخلات حية واضحة في الحلقة فإن احتمال أن تكون الحلقة مسجلة وليست على الهواء هو الأقرب..على الأقل لتأمينها بعد الإعلان الطويل عنها !

- الحلقة طالت أسماء بعينها ومنهم من هو قانوني وحقوقي وطالهم سبا وقذفا صريحا وننتظر منهم التقدم ببلاغات فوريه وهو إجراء بسيط ولكنه معيار بسيط له مدلولاته !

تلك كانت الملاحظات السريعة عن الحلقه ويبدو أكثر الناس - فيما نظن - سعيا لمحاكمة كل مندس وكل مخرب وكل متعامل مع جهات مشبوهة هم الثوار الحقيقيون الذين خرجوا بأفكارهم ومبادئهم وبأموالهم القليلة من أجل هذا الوطن وشعبه..يرتضون أي تضحية من أجل مصر وهؤلاء يسعدهم - فيما نظن - الكشف عمن باعهم أو تاجر بهم أو وظفهم أو ساهم في اعتلاء تيار بعينه للثورة التي خرجوا فيها وخرجوا اليها !
فهم بنقائهم الثوري الأكثر حرصا على نقاء الثورة ذاتها..أو هكذا نظن !
الجريدة الرسمية