6 أفلام صنعت حالة خاصة بين «خالد صالح» و«أحمد السقا»
عندما تذكر اسم خالد صالح، فإن أول ما يتبادر إلى ذهنك مقولته الشهيرة "أنا بابا يالا"، التي قالها لأحمد السقا في فيلم "تيتو"، وعندما تفكر قليلًا ستتذكر أيضًا منظره وهو يدخل حديقة فيلته مرتديًا البوكسر والفانلة الداخلية في فيلم "حرب أطاليا"، وتصل أفكارك إلى ذورتها بمشهد خالد صالح وهو يقف على الشاطئ، وينظر إلى كل من أحمد السقا، غادة عادل، سوسن بدر، مجدى كامل، وخالد سرحان، بعدما اكتشف اللعبة التي لعبوه عليه جميعًا ليسرقوا الذهب الذي كان يخبئه طوال سنين سجنه، فى فيلم "ابن القنصل".
كل هذه الأفلام وغيرها قدمها خالد صالح مع النجم الشاب أحمد السقا، حيث قدما ثنائيا رائعا من خلال 6 أفلام، بدآها معًا في فيلم "تيتو" عام 2004، الذي كان أحد أبرز المحطات في مشوار الراحل خالد صالح، وقدم خلاله دور ضابط أمن دولة فاسد "العقيد رفعت السكرى"، الذي استغل أحمد السقا "تيتو" أو "طاهر عبد الحى سليم"، رجل العصابات المحترف، في القيام بعدة عمليات لصالحه، بعيدًا عن أعين الشرطة وجهاز أمن الدولة، وكان الفيلم عبارة عن مباراة تمثيلية بين الثنائى، وكان معهما الثنائى عمرو واكد وحنان ترك، وأخرج الفيلم طارق العريان.
ويبدو أن كلًا منهما وجد الراحة في الوقوف أمام الآخر، ولم يمر عام إلا وكانا قد قدما الفيلم الثانى معًا، وهو فيلم "حرب أطاليا"، الذي ظهر فيه السقا "ياسين تاج الدين" في دور محام يحاول معاقبة رجال المال الفاسدين، ومنهم "بكر الرويعى"، الذي خطفه الأول في بداية الفيلم ليعيده إلى بيته بالبوكسر والفانلة الداخلية، ليرد الثانى عليه بخطف خطيبته، ويحاول الثانى طوال الفيلم استرداد خطيبته بعد دخول المافيا الإيطالية كطرف ثالث في الموضوع، بسبب رغبتها في الحصول على "العقد الماسى" الذي يحاول "بكر الرويعى" الحصول عليه هو الآخر من "ياسين تاج الدين"، لينتهى الأمر في النهاية بالقبض على رجل الأعمال المصرى، وأعضاء المافيا الإيطالية، بجانب كوكبة من النجوم الشباب، مجدى كامل، خالد أبو النجا، نيللى كريم، رزان، والفنانين القديرين جمال إسماعيل وسناء يونس، مع المخرج أحمد صالح.
وفى العام التالى قدما معًا فيلمًا آخر وهو "عن العشق والهوى" فمن الواضح أن الكيميا التمثيلية قد وجدت طريقها إليهما، ووجد السقا أن أعماله لابد أن يكون فيها خالد صالح، فظهر الأخير معه في الفيلم بدور أقل من أدواره في الفيلمين السابقين، وجسد شخصية رجل الأعمال "مجدى حسنين"، الذي تزوج من "فاطمة" غادة عبد الرازق، وأنتج لشقيقتها "علياء" منى زكى، الألبوم الذي كانت تحلم به، وأخرجت الفيلم المخرجة كاملة أبو ذكرى.
وحتى عام 2010 قدم السقا ثلاثة أفلام غاب عنها خالد صالح، وهم "تيمور وشفيقة"، "الجزيرة"، و"إبراهيم الأبيض"، ليأتى عام 2010 ويعود الثنائى للعمل معًا مرة أخرى في الفيلم الكوميدى "ابن القنصل"، الذي قدم فيه خالد صالح دور "عادل القنصل"، وقدم خلاله السقا شخصية "عصام"، وخدع خلاله "عادل القنصل" ليوهمه طوال أحداث الفيلم بأنه ابنه، حتى يحصل منه على الذهب الذي كان يخبأه طوال سنوات سجنه، وهو ما نجح فيه في النهاية، ليكتشف "القنصل" في النهاية أن "عصام" ليس ابنه، ولكنه "ناصر السماك" ابن صديقه، وأن ما حدث طوال الفيلم كان خدعة وقع فيها، وشارك معهم في الفيلم غادة عادل، سوسن بدر، مجدى كامل، وخالد سرحان، من إخراج عمرو عرفة.
وبعدها بعامين قدم أحمد السقا فيلم "المصلحة" الذي شاركه بطولته أحمد عز، وبالرغم من أن خالد صالح لم يكن أحد أبطال العمل، إلا أنه ظهر كضيف في أحد المشاهد في دور رجل دين متسامح، وبالرغم من أنه دور بسيط، ولو كان قدمه أحد غير خالد صالح لكان مر مرور الكرام دون أن يتذكره أحد، إلا أن خفة دم خالد صالح، وأداءه للدور بشكل مبسط مطابق للواقع، جعل المشهد وكأنه عدة مشاهد في بعضها، وشارك في الفيلم مجموعة كبيرة من النجوم منهم صلاح عبد الله، كنده علوش، زينة، محمد فراج، وأخرجته ساندرا نشأت.
وأخيرًا، لم يمهل القدر الفنان خالد صالح ليرى بعينه نجاح الجزء الثانى من فيلم "الجزيرة" الذي يتوقع له الجميع أن يكتسح السينمات خلال موسم عيد الأضحى، والذي شارك فيه الفنان خالد صالح بالرغم من عدم مشاركته في الجزء الأول، ليكون آخر أعماله في السينما مع أحمد السقا، وكذلك مع رفيق دربه وصديقه منذ أيام الجامعة خالد الصاوى، فوضع القدر نهاية لحياة الفنان الراحل، بنهاية تصويره لمشاهده في الفيلم، والتي تفرغ بعدها لعملية القلب المفتوح التي أجراها، والتي توفى بعدها بأيام، رحم الله الفنان الراحل، وأسكنه فسيح جناته، بقدر ما أسعد الملايين من المصريين.