رئيس التحرير
عصام كامل

الإخوان في البرلمان الجديد!


قد يندهش البعض من هذا العنوان الذي بالتأكيد يستفز مشاعر الملايين من المصريين الذين انتفضوا ضد حكم الإخوان.. لكن الهدف من هذا العنوان ما هو أكثر من التوقع ويصل إلى درجة التنبيه بل والتحذير!

لقد كنت مقتنعًا طوال الوقت منذ ٣٠ يونيو بأن الإخوان لن يشاركوا في الاستفتاء على الدستور ولا في الانتخابات الرئاسية ولو بالتصويت بلا، لأن مشاركتهم كانت تعني موافقة ضمنية على خارطة المستقبل، وبالتالي قبولا بالإحاطة بهم من الحكم واستسلامًا لإرادة الشعب.. غير أن ذلك الإنكار لانتفاضة الشعب عليهم لا يمنعهم من المشاركة في الانتخابات البرلمانية ليس بالتصويت فقط وإنما بالترشح فيها أيضا، بل والسعي للحصول على عدد من المقاعد البرلمانية يتيح لهم شل البرلمان القادم ومنعه من أداء مسئولياته ومهامه الكبيرة والضخمة التي تنتظر وحددها الدستور الجديد.

الإخوان لن يقاطعوا الانتخابات البرلمانية مثلما فعلوا أو قالوا إنهم فعلوا ذلك في الاستفتاء على الدستور والانتخابات الرئاسية.. إنما سوف يشاركون بشكل غير رمزي في هذه الانتخابات.. وأنا هنا لا أكترث كثيرا بمشاركتهم في إطار عدد من الأحزاب الدينية الحالية كما قيل وتردد، خاصة بعد انسحاب حزب الوسط ثم حزب الوطن من التحالف الإخواني المسمى بدعم الشرعية.. وإنما أنا مهتم أكثر بمشاركة الإخوان في هذه الانتخابات بمرشحين غير معروفين بإخوانيتهم في إطار الأحزاب المدنية أو مستقلين.

فالأحزاب الدينية معروفة ومهما قامت من جهد فإنها ستجد مقاومة من قطاع واسع من الناخبين يخشى تكرار تجربة الإخوان على يد السلفيين أو غيرهم، ومتيقظ لتسرب الإخوان من خلال هذه الأحزاب.. لكن المشكلة الحقيقية هم هؤلاء المرشحون غير المعروفين بانتمائهم لجماعة الإخوان والذين سوف يخوضون الانتخابات لاختراق البرلمان القادم.. وهنا يتعين على كل القوى المدنية أن تتسلح باليقظة والحذر سواءً في اختيار المرشحين للبرلمان القادم أو في التصويت على هؤلاء المرشحين.
الجريدة الرسمية