رئيس التحرير
عصام كامل

«السيسي» يوافق على زيارة إثيوبيا.. وزير الري: «إحنا وأديس أبابا متفقين وكلنا بنشرب ميه واحدة».. اختيار المكتب الاستشاري لـ«سد النهضة» بالتوافق.. وتحركات الرئيس ساهمت في إ

الدكتور حسام مغازي،
الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري

عقد الدكتور حسام مغازي، وزير الموارد المائية والري، مساء اليوم الأربعاء، مؤتمرا صحفيا بديوان عام الوزارة بالوراق، لإعلان تفاصيل زيارته الأخيرة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، على هامش حضور أول اجتماع للجنة الوطنية الدولية المشكلة من خبراء «مصر، السودان، إثيوبيا» لاستكمال الدراسات الفنية والبيئية لسد النهضة.


آلية عمل اللجنة الوطنية لسد النهضة
أكد وزير الري، أن زيارته الأخيرة للعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، التي استغرقت 3 أيام، ترأست فيها إثيوبيا اليوم الأول، والسودان اليوم الثاني، ومصر اليوم الثالث، تضمنت اعتماد النموذج الرياضي الذي يستخدم في إجراء الدراستين، ومتابعة أعمال المكتب الاستشاري الذي سيتم تشكيله لاستكمال الداراسات الفنية والبيئية المطلوبة لـ«سد النهضة».
وأضاف «مغازي»، أنه تم الاتفاق على الشروط المرجعية للجنة الوطنية للخبراء من دول مصر والسودان وإثيوبيا، واعتماد البيانات التي ستقدم من الدول الثلاثة للمكتب الاستشاري العالمي، مشيرا إلى أن المفاوضات المصرية- الإثيوبية في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي «شكل تاني».

وتابع: "«مصر وإثيوبيا اتفقا على التعاون المشترك وفتح صفحة جديدة لبناء الثقة في إطار التعاون المشترك بين البلدين»، مشيرا إلى أنه تم الاتفاق مع الجانب الإثيوبي والسوداني على تشكيل لجنة خبراء مكونة من خمسة من اساتذة الجامعات المتخصصين في السدود وهيدروجيا المياه، لمعاونة الخبراء الوطنيين لكل دولة باللجنة الوطنية الثلاثية التي تم تشكيلها لاستكمال دراسات سد النهضة الأثيوبي.

وأضاف وزير الري أنه تم الاتفاق على أن تكون اللغة الرسمية للجنة الوطنية هي الإنجليزية، مشيرا إلى أن رئاسة الدول لاجتماعات اللجنة تمت بعد الاتفاق على تولي كل دولة مضيفة لرئاسة الاجتماعات، مشيرا إلى أنه تم تحديد النصاب القانوني لحضور اجتماعات اللجنة الوطنية، بحضور عضوين من كل دولة على الأقل.

السيسي يزور أديس أـبابا
ووافق الرئيس عبد الفتاح السيسي، على الطلب المقدم من رئيس الوزراء الإثيوبي هيلي ماريام ديسالين، على زيارة أديس أبابا، على هامش لقائهما اليوم في نيويورك، حيث يحضران اجتماعات الأمم المتحدة.

وأكد وزير الري أن رئيس الوزراء الإثيوبي أكد أن بلاده لن تضر بحصة مصر المائية البالغة 55.5 مليار متر مكعب سنويا، مشيرا إلى أن تحركات الرئيس السيسي في ملف سد النهضة، ساهمت بشكل كبير في إزالة جبل الاحتقان بين البلدين، وساعدت على تقريب وجهات النظر للوصول إلى اتفاق يرضي جميع الأطراف.

مصر وإثيوبيا متفقان
أوضح مغازي، أن اختيار المكتب سيكون بالتوافق بين الدول الثلاث، مشيرًا إلى أن سعة السد وسنوات ملء الخزان ستكون من مهام المكتب الاستشارى الدولى، الذي سيتم التعاقد معه للقيام بالدراسات، حيث إن له دورا مهما في تقديم استشارات وآراء ومقترحات ستقوم بتنفيذها الدول الثلاث.

وقال إن اللجنة الوطنية المشكلة من 12 خبيرا وطنيا من دول النيل الشرقى "مصر والسودان وإثيوبيا" لدراسة سد النهضة الإثيوبى، ستتسلم خلال الأيام المقبلة قائمة تضم 3 مكاتب استشارية عالمية متخصصة لإجراء الدراسات الفنية المطلوبة للسد الاثيوبى.

وأضاف أنه سيتم مناقشة تلك الترشيحات في اجتماع اللجنة القادم، والمقرر عقده في مصر في الفترة من 20 إلى 21 أكتوبر المقبل، مشيرًا إلى أن الاختيار سيكون على أساس السمعة "الطيبة" للمكاتب التي لم يسبق لها الحديث عن سد النهضة سواء بالسلب أو الإيجاب، بالإضافة إلى عدم مشاركتها في أي دراسات تخص الدول الثلاثة.
وأشار وزير الموارد المائية والرى إلى أنه وجه الدعوة لنظيريه الإثيوبى والسودانى، للمشاركة في أعمال اجتماع اللجنة الوطنية لسد النهضة، والتي ستعقد في القاهرة، مشيرًا إلى أن الوزيرين رحبا بالدعوة الموجهة لهما لاستكمال أعمال اللجنة التي ستنعقد بشكل دوري حتى مارس 2015.

وأكد «مغازي» أن علاقة مصر بإثيوبيا جيدة، ونجح في علاقة بناء جديدة تعتمد على الثقة المتبادلة، مشيرا إلى أنه لا خلاف مع أديس أبابا وأن المفاوضات المتعلقة بالسد الإثيوبي تسير في مسارها الفني وكذلك السياسي بروح إيجابية، مضيفا: «إننا راضون عن هذا الاجتماع وروح الإيجابية التي سادته ستكون دفعة أمام الجميع».

كما قدم وزير الري تقريرا للمهندس إبراهيم محلب رئيس مجلس الوزراء اليوم الأربعاء عن نتائج اجتماعات اللجنة الوطنية لسد النهضة الإثيوبى.

الصيد في الماء العكر
وطالب وزير الموارد المائية والري، الإعلام بتحري الدقة فيما يتناوله من أخبار تخص الجانب الإثيوبي، ومشروع سد النهضة، مشيرا إلى أن مصر في مرحلة بناء ثقة جديدة مع أديس أبابا، تستوجب استعمال الحكمة، مضيفا: «لن نترك من يصطاد في الماء العكر، وسنقطع الطريق أمام أي شخص يريد الإضرار بمصالح مصر وإثيوبيا»، مشيرا إلى أن زيارته الأخيرة لإثيوبيا لا تعني موافقة مصر على أية أمور فنية تتعلق بالسعة التخزينية للسد الإثيوبي، مؤكدا أن الدول الثلاث في انتظار تقرير اللجنة الوطنية ورأي المكتب الاستشاري العالمي والخبير الأجنبي فيما يخص هذا الشأن.

يذكر أن القاهرة ستستضيف الاجتماع الثاني للجنة الوطنية الثلاثية يومي 20 و21 أكتوبر المقبل، لاختيار المكتب الاستشاري العالمي الذي سيستكمل الدراسات الفنية لسد النهضة الإثيوبي، كما سيحدد السعة التخزينية للسد وعدد سنوات الملء.

وتضم لجنة الخبراء 12 عضوا من الدول الثلاث بواقع 4 خبراء من كل دولة، وبدأت اجتماعاتها السبت لوضع قواعدها الإجرائية مع اعتماد فترة الـ6 أشهر، التي تم الاتفاق عليها في اجتماع الخرطوم لإنجاز دراستين إضافيتين، كان أوصى بهما تقرير لجنة الخبراء الدولية بشأن موارد المياه ونموذج محاكاة نظام هيدرو كهربائية، وتقييم التأثير البيئى الاجتماعى الاقتصادى لسد النهضة على دولتى المصب"مصر والسودان"، وذلك باستخدام شركات استشارية دولية.

وضم الوفد المصرى 14 عضوا، على رأسهم الدكتور حسام مغازى وزير الموارد المائية والرى، والسفير المصرى في أديس أبابا، محمد إدريس، بالإضافة إلى الدكتور أشرف أشعل مساعد وزير الرى في مجال البنية الأساسية للرى والصرف، والدكتور محمد رامى مساعد وزير الرى للبحوث والتكنولوجيا، والدكتور خالد خير الله، مدير معهد الهيدروليكا، والدكتور علاء الظواهرى، أستاذ هندسة السدود بجامعة القاهرة.

الجريدة الرسمية