رئيس التحرير
عصام كامل

السير وراء أوباما في طريق الندامة


عقود طوال أسلم العرب فيها قيادتهم وملكوا زمامهم لأمريكا ومن قبلها بريطانيا، تعطيهم الوعود وتمنيهم الأماني، يتنقلون من خيبة إلى خيبة أشد، ومن ورطة كبيرة إلى ورطة لا مخرج منها وأتباعها يرددون صباح مساء: اللهم اجعل هذه الورطة آخر الورطات وهذه الخيبة آخر الخيبات، ربنا أخرجنا منها فإن عدنا فإنا ظالمون ورغم ذلك لا يتوبون ولا هم يذكرون!!

لم تف لهم أمريكا بشيء مما وعدت وصولا لتملصها من تنفيذ صفقات سلاح دفعت أثمانها مقدما ولا أحد يجرؤ على التشكي علنا فما بالك بطلب الطلاق وأعطني حريتي وأطلق يدي، إنني أعطيت ما استبقيت شيئا!

من (قادسية صدام) التي أنفق فيها عرب أمريكا تلالا من المال وبعدها غزوة الكويت التي آلت بهم وبصدامهم لشر مآل، وبعدها (قادسية أفغانستان) ثم (غزوة صدام) وبعدها (غزوة الأسد) لتنتهي كل هذه الغزوات بفراغ في القوة تملؤه إيران وهانحن الآن أمام (قادسية داعش) التي رفعت فيها واشنطن شعار (غزو بلا قوات) أو (No foot on the ground)!!

ثلاثة أعوام لتحقيق الانتصار!! أعلن (أوباما المنتظر) عن برنامج زمني مدته ثلاثة أعوام قبل تحقيق الانتصار على داعش!!
يذكرني هذا الإعلان بمهلة العشرة أعوام التي طلبها الرجل الذي تعهد بتعليم حمار الملك القراءة والكتابة، وعندما سئل عن مغزى هذه المدة قال: إما أن يموت الملك أو يموت الحمار أو أموت أنا.

ولو كنت مكان (الأسد) وليس الحمير لاسترخيت على مقعدي ولأعطيت الأوامر للجيش السوري بالاكتفاء بالدفاع النشط لأن الحمير الذين تستجلبهم أمريكا من أصقاع الأرض عبر الأراضي التركية والتمويل الخليجي النشط للانتحار في سوريا والعراق أوشكوا على النفاد، طبعا دون أن يعلموا لماذا جيء بهم ولماذا هلكوا بالآلاف، وأن الزمن الباقي قبل انتهاء الحرب لن يتجاوز الثلاثة أعوام.

ثلاثة أعوام طلبها الحمار الأكبر قائد الحمير ومعلمهم تنتهي بانتهاء رئاسته المشئومة، وهو لن يرسل قوات أمريكية اكتفاء بحمير الشيشان وجحوش العرب تنتهي بعدها تلك اللعبة القذرة ليخرج القائد الأمريكي الجديد مهنئا حمير العالم معلنا اكتمال المهمة (Mission is Complete) تماما كما فعل الرئيس السابق لحزب الحمير جورج بوش بعد دخول قواته إلى بغداد.
(فَمَا لَهُمْ عَنِ التَّذْكِرَةِ مُعْرِضِينَ * كَأَنَّهُمْ حُمُرٌ مُسْتَنْفِرَةٌ * فَرَّتْ مِنْ قَسْوَرَةٍ) المدثر 49-51.
الجريدة الرسمية