رئيس التحرير
عصام كامل

من أجلي رشحت نفسي !


مؤخرًا، شاهدت مؤتمرا صحفيا للإعلان عن تحالف انتخابي لإحدى الجبهات، وشعرت أنه فقط كان ينقصه فتحي سرور وصفوت الشريف والمرحوم كمال الشاذلي، حتى يصبح مؤتمرا للحزب الوطني المنحل، رغم أن التحالف يضم أحد عشر حزبا وحركة وائتلافا ونقابة عمالية، ولكن كل الشخصيات التي شاهدتها هي من أسوأ الوجوه سواء في الحزب الوطني أو الأحزاب والحركات الأخرى، حيث شاهدت نواب السديهات والدم الملوث ونواب العلاج على نفقة الدولة، وكذلك نواب سميحة والتزوير الذين قامت عليهم ثورة ٢٥ يناير وكأنه مكتوب علينا إما نواب الإخوان أو الوطني.

فقلت لنفسي هل معقول ومنطقي أن يكون هؤلاء هم نواب البرلمان القادم؟ هل من الممكن أن يعودوا مرة لكي يمثلونا تحت القبة؟ وبعد ثورتين وخلع رئيسين هل مصر تستحق مجلسا تشريعا يكون هؤلاء أعضاؤه؟ لماذا يصرون على دخول البرلمان مرة ثانية بعد أن لفظهم الشعب؟ هل من أجل الوطن أم من أجل أنفسهم؟ بعضهم بدأ حملته الانتخابية بشعارهم المستهلك، من أجلكم رشحت نفسي، وأنا أقول لهم كونوا أمناء مع أنفسكم وأعلنوها صراحة ويكون شعاركم الانتخابي من أجل نفسي رشحت نفسي، السؤال المهم الآن كيف نمنع هؤلاء من الوصول للبرلمان،لأن وجودهم تحت القبة كارثة على البلد، ولا يعطي أملا في مستقبل خال من الفساد والتلوث.

فبعضهم يتاجر باسم الرئيس عبد الفتاح السيسي رغم إعلانه أكثر من مرة، أنه لن ينتمي إلى أي حزب سياسي وليس في حاجة إلى ظهير سياسي ويكفيه الظهير الشعبي وانتماؤه لكل المصريين، ولكن الرئيس لا يستطيع منع هؤلاء من الوصول إلى البرلمان فالاختيار متروك للشعب ينتخب من يمثله ولأنهم محترفو انتخابات فمن الوارد أن يستطيعوا حسم المعركة لصالحهم، ولذلك من وجهة نظري المتواضعة هناك إجراءات يجب اتخاذها حتى نقطع عليهم الطريق إلى البرلمان منها مثلا منع ترشيح كل النواب السابقين الذين تربحوا من البرلمان وأن يكون العمل البرلماني تطوعا وليس له مميزات مادية، وكذلك أن تكون الحصانة البرلمانية للنائب فقط وهو تحت القبة أثناء ممارسته العمل النيابي ثم يتركها عند سور مجلس النواب وقبل عبوره شارعي مجلس الشعب وقصر العيني..

فكرة مجنونة أطلقها النائب البرلماني السابق محمد أبو حامد حينما طالب الرئيس بتعيين مجلس نواب مؤقت لمدة عامين، لحين استقرار الأوضاع في البلاد رغم وجاهة الفكرة لأنه من المؤكد أن اختيارات الرئيس سوف تكون أفضل على غرار مجلس علماء وخبراء مصر ولكن تنفيذها صعب...
egyp1967@yahoo.com
الجريدة الرسمية