رئيس التحرير
عصام كامل

أين "غربان" اليمن من سقوطه؟!


كان يا ما كان في سالف الأزمان، دولة يقال لها "اليمن السعيد"، لكنها ابتليت بعملاء الخارج و"المتمصلحين" والمنتمين إلى جماعات الإسلام السياسي، فتحولت إلى "اليمن التعيس" والمسحوق تحت أقدام المتنازعين على السلطة.


تعرف جميع الطوائف في اليمن أن من يريد السيطرة على البلد "التعيس"، عليه السيطرة على العاصمة "صنعاء"، وهكذا نجحت مليشيات الحوثي "الشيعية" المدعومة من "إيران"، في السيطرة على العاصمة وسط انهيار أمني وعسكري لا تفسير له.. سقطت صنعاء وفرضت جماعة "الحوثي" مشيئتها على الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي وأرغمته على توقيع اتفاق يلبي شروطها.

ما أن سقطت "صنعاء" حتى انبرى علي رضا زاكاني، مندوب "طهران" في البرلمان الإيراني، مهنئا أعضاء البرلمان بأن "صنعاء" باتت العاصمة الرابعة التابعة لإيران بعد استحواذ دولة "الولي الفقيه" على لبنان وسوريا والعراق.. حقيقة تمنيت في هذه اللحظة معرفة تأثير الابتهاج الإيراني بسقوط اليمن على اثنين من اليمنيين، أولهما "البومة" الإخوانية توكل كرمان، والثاني "غراب البين" الكاتب المقيم في مصر، ولكن لم ينبس أي منهما ببنت شفة، وكأن اليمن المبتلي بأمثالهما لا يخصهما في شيء!!

"البومة" كرمان تنعق في كل ما يخص مصر، حاملة لواء جماعة الإخوان الإرهابية، ومدافعة حتى الثمالة عن المرشد البيطري ونوابه المجرمين و"المعزول" الجاسوس إلى آخر الإرهابيين.. وفي الوقت نفسه، تتطاول على البطل والقائد والرئيس السيسي الذي أزاح جماعتها الإرهابية وأحلامها في الحكم.. وفي اليمن لم تتحدث توكل إلا عندما اقتحم رجال الحوثي منزلها، فاستغاثت على "فيسبوك"، وما هي إلا ساعات حتى وجهت شقيقتها الشكر لجماعة الحوثي لأنهم سلموها المنزل سليما، ولم يدمروه كما اعتادوا مع منازل اليمنيين.. هذا هو نضال ووطنية "البومة" المنتمية لجماعة الإخوان الإرهابية!!

أما "غراب البين" اليمني الجنسية والمقيم في بلدنا "أم الدنيا"، فلم نسمع له تعليقا أو استنكارا أو حتى كلمة دفاع عن بلده المستباح من مليشيات "الحوثي" ثم التحق بالركب الإيراني الشيعي.. "غراب الشؤم" اعتاد على عض اليد التي امتدت له بالخير، والهجوم على من انتشله وعلمه مهنة محترمة وجعل اسما معروفا.. وبعد أن انتفخ بطنه وامتلأت جيوبه بالمال استدار لانتقاد بلدنا، وتضخيم السلبيات وتصويرها على أنها ظاهرة عامة، وأغفل عمدا الإيجابيات والأخلاقيات وكل ما هو جميل ومشرف.. "غراب اليمن" تحالف مع القبيضة والعملاء ودعاة "الأناركية" وكان أحد الخناجر المسمومة في الخاصرة المصرية، تطاول على الجميع وأساء إلى مصر بأعمال موجهة تهدر الملايين على إنتاجها.. حتى انتبه إليه أخيرا بعض الشرفاء والغيورين على مصلحة البلد وشعبها.. لكن متى يكتب عن بلده التعيس؟!

"غربان" اليمن سواء الإخوانجية الساعية إلى السلطة أو زميلها الحاقد المقيم في بلدنا، لماذا لم يتحركا لمساعدة بني بلدهم والعمل على إيقاف الانهيار الأمني والعسكري والسقوط المدوي لجميع مؤسسات الدولة العسكرية والتنفيذية والمالية والإعلامية في يد "الحوثي" الموالي لإيران.. ثم ما ردهما على ما قاله الرئيس اليمني عبد ربه هادي أمس من أن "فصائل داخلية وقوى خارجية تكالبت على البلاد في مؤامرة أعدت مسبقا وتجاوزت حدود اليمن"؟!..

هذه المؤامرة اضطرته نتيجة سقوط العاصمة، إلى توقيع اتفاق مع الطوائف، يترتب عليه تقاسم السلطة والنفوذ مع الحوثيين وأطراف من الحراك الجنوبي.. ورغم رضوخه وتوقيعه على الاتفاق، رفض الحوثيون التوقيع على ملحق أمني للاتفاق ينص من بين بنوده على سحب مقاتليهم من "صنعاء" وتسليم أجهزة الدولة التي استولوا عليها إلى الحكومة!!

مصير اليمن بات مجهولا، ومستقبله تتنازعه أطماع جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها "الإخوان"، ثم مليشيات "الحوثي" الموالية لإيران، وقادة الحراك في الجنوب، وفوق كل هذا أنصار الرئيس السابق علي عبد الله صالح، الكل يريد السلطة والحكم لنفسه والشعب ضائع بين المتنازعين واليمن على شفير الحرب الأهلية بعد أن انتقل من سلطة القبائل إلى سلطة الطوائف والمذاهب.
الجريدة الرسمية