رئيس التحرير
عصام كامل

خطة تقسيم سوريا بغير إسقاط الأسد!


ظل الكل يلاعب الكل.. إيران تستهدف اتفاقا نوويا مع الغرب، وللوصول إليه لوحت بالتقارب مع العرب في الخليج.. وأمريكا تنزعج من التقارب المصري الخليجي، ولإحباطه لوحت بإتمام الاتفاق مع إيران.. والسعودية غاضبة من صناعة "داعش" ودعمه وتسليحه، وغاضبة أيضا من قرب إتمام الاتفاق النووي الإيراني الأمريكي الغربي فقالت إنها "لم تعد تريد إسقاط النظام في سوريا"!، فأجلت أمريكا توقيع الاتفاق ثم أعلن تقريبا عن تعثره وربما إلغائه!


وبدأت على الفور لعبة الشطرنج السياسي.. الإعلان غربيا وعربيا عن قرب توجيه ضربات إلى داعش في سوريا بغير الرجوع إلى الحكومة السورية، فاقتحم الحوثيون صنعاء بدعم إيراني وبقيادة مباشرة من الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس بالحرس الثوري!

الآن.. أمريكا تبدأ بسوريا في الحرب على داعش وفي يوم الاحتفال باليوم الوطني السعودي! وتشارك عدة دول عربية في القصف كغطاء للحملة المشبوهة، في حين يسخر الرئيس السيسي من واشنطن من سؤال مذيع أمريكي في مقابلة تليفزيونية عندما سأله عن مشاركة مصر في الهجوم وقال: "وهل أنتم في حاجة لطائراتنا؟"!

وهو ما يعني تمايز المواقف العربية وتقريبا بشكل نهائي.. فالدول العربية التي شاركت في ضرب داعش بسوريا وفيما يبدو ستكمل التحالف مع أمريكا إلى نهايته، ومصر خارج ما يجرى وعلى أعلى مستوى.. والموقف الإيراني يزداد غموضا وخصوصا بعد تصريحات روحاني التي أبدى فيها اندهاشه من صمت سوريا على توجيه الضربات.. السؤال الآن: من الممكن أن تكون الدول العربية اشترطت عدم التعرض للنظام السوري؟.. نقول ربما لكن ما هو السيناريو المتوقع بعد تدمير مواقع داعش؟، من هي القوى التي ستملأ هذه المناطق؟، هل سيمكن السماح للجيش السوري بالرجوع إلى هذه المناطق؟.. بالطبع من المستحيل وإلا كان التحالف يلعب لمصلحة الأسد مباشرة.

وعندما يكون توجيه الضربات مشفوعا بالإعلان عن دعم المعارضة السورية "غير الإرهابية" كما تزعم أمريكا.. فعلينا أن نفهم على الفور أن هذه المعارضة هي من ستحتل المواقع والمدن التي ستتركها "داعش" مجبرة.. وهنا ومع التسليح والتدريب المعلن عنهما، فالمؤامرة على سوريا العربية ستأخذ بعدا مختلفا سيبدأ على الطريقة العراقية بفرض حظر جوي سوري على هذه الأماكن حتى بغير قرارات، إذ يمكن فرضه فعليا بأسلحة متطورة للتشويش أو لاستهداف الطيران السوري.. وهنا ندخل في معادلة جديدة ربما تنتهي بالتقسيم بعد وضعه على الأرض بقوة الأمر الواقع الأمريكي الصهيوني!

ماذا يمكن أن تفعل مصر عندئذ؟، وخصوصا أن مصر تدرك جيدا أبعاد المؤامرة، وتدرك أن استمرار صمود سوريا يعني استمرار فشل مؤامرة الشرق الأوسط الأمريكي؟.. إنها سوريا التي أقسم قادة الجيش المصري الأبطال، أنهم لن يحاربوا جيشها مهما حدث وتحت أي سبب عندما أشار محمد مرسي إلى ذلك!!..

نترك الإجابة إلى مقال جديد..
الجريدة الرسمية