رئيس التحرير
عصام كامل

تألق الجالية المصرية بأمريكا


تألقت الجالية المصرية في أمريكا، بتلقائية، التف المصريون في الغربة الأمريكية حول الرئيس عبد الفتاح السيسي، لم تكن الهتافات منظمة، ولم تكن هناك إعلانات أو بروفات مسبقة، فقط تلقائية مصرية خالصة، شعارات صيغت وخرجت في وقتها، بحسب ما شاهدنا هناك، ظهر الحب العميق لمصر، كل من يشعر أنه يريد أن يقول شيئا في حب مصر قاله، فجاءت الهتافات: «تحيا مصر»، و«نحن ندعم مصر»، و«نحن نحب مصر»، و«نحب السلام»، إلى أن صاغت العبقرية المصرية هذه الجملة: «نعم للسيسي لا لداعش.»

هكذا لخص العقل المصري الموقف، بقاء مصر قوية متحدة لديها مقومات الدولة، هو أكبر خسارة للإرهاب، وأكبر مواجهة فعلية للتنظيمات الإرهابية وعلى رأسها داعش، وما قام به المصريون فوت الفرصة على التنظيم الدولي الإرهابي للإخوان الذي كان يهددنا ويتوعدنا كمصريين بأنه سيوجه الإحراج لمصر في اليوم الذي يضع فيه الرئيس عبد الفتاح السيسي قدمه على أرض نيويورك، وبثوا العديد من مشاهد البروفات والتمثيليات متخيلين أنهم الوحيدون القادرون على أن ينظموا فعاليات خارج الأراضي المصرية تدعم إرهابهم الداخلي.

الطريف في الأمر أن المرء يتعجب لما يكتشفه كل يوم من انتفاء لفكرة الوطنية والمواطنة لدى هذه التيارات المتأسلمة عموما، ولدى الرحم الأم لكل الإرهاب المتأسلم في الأرض الإخوان خصوصا؟ ترى ما الذي كان يفكر فيه من اتخذ قرار تنظيم مظاهرات ضد الرئيس السيسي في أمريكا؟ هل فعليا هذه المظاهرات ضد السيسي ونظامه؟ أم أنها ضد مصر وعلاقاتها الخارجية؟ إنهم يعلمون تماما أن هذه المظاهرات لن يستفيد منها أحد سوى أمريكا نفسها لأنها فرصة سانحة للهيمنة الغربية بعامة لممارسة ضغوطها على مصر.

وهي ضغوط بطبيعة الأحوال لا تعود بالضرر على النظام بقدر ما تعود بالضرر على مصالح المواطن العادي، سواء كان هذا الضغط يتعلق باتفاقيات اقتصادية، أو أفواج سياحية أو حتى استثمارات خاصة بالطاقة، فإن المتضرر هو المواطن البسيط، والمستهدف الحقيقي من وراء الأنشطة التدميرية للإرهاب الإخواني هو المواطن البسيط، والاقتصاد المصري بشكل عام، وهي الصورة التي للأسف لم ننجح حتى الآن نحن جميعا بكل كتابنا وإعلامنا ومواقعنا وأجهزة الدولة أن نوصل حقيقتها لأنصار الإخوان الذين يستخدمهم الإخوان كوقود ودرع بشري لهم في معركتهم مع المصريين.

وهذه هي الحقيقة الأخرى أيضا، فأنصار الإخوان ليسوا أكثر مما يطلق عليهم: «عملاء رغم أنفهم»، يتم استخدامهم بأنبل وأرقى وأسمى الشعارات لكي يكونوا وقودا لهدم الإسلام نفسه، وذبح العروبة، وتقويض الدولة المصرية، لكننا رغم كل هذا نقف عاجزين على مواجهة ما تم لهم من غسيل لأدمغتهم ولعقولهم، وهو ما كررت مرارا أنه يحتاج لدراسات عاجلة وجادة من أقسام علم النفس والاجتماع وعلوم الجريمة وحتى علوم السياسة والاقتصاد، لكن لا حياة لمن تنادي.

لقد قامت الشرطة في نيويورك بإلقاء القبض على 9 عناصر من الإخوان، لأنهم سمعوهم بأنفسهم يتوعدون بعض الإعلاميين المصريين بالقتل، شرطة من يطلق عليهم الإخوان: «أحرار العالم»، والذين وجهوا لهم خطاباتهم في كل لمحة ولحظة لكي يتدخلوا لصالحهم – رغم أن هذا التدخل حتى لو أثمر إحضارهم من جديد لكرسي الحكم فإنه يعني فرض الهيمنة على الإرادة المصرية وعليهم فيما بعد، لكن يبدو أنه لا عقل لأحد فيهم – شرطة «أحرار العالم» من وجهة نظر الإخوان أعطتهم درسا ثقيلا نافية عنهم فكرة السلمية ومناصرة الحرية، فمتى يستفيق من يناصرهم متخيلا أنه يناصر مظلومين أو مدافعين عن فكرة دينية، بينما الحقيقة أنه يناصر متعطشين حتى النخاع لشهوة السلطة والحكم؟

أختم مقالي بتكرار توجيه التحية للجالية المصرية في نيويورك وأمريكا بعامة، وأطالب بأن تكون هذه التحركات بداية تشكيل لوبي مصري دولي منظم على مستوى كل دول العالم، يتحرك من أجل تحسين أوضاع مصر، وتحقيق مكاسب عالمية للشعب المصري ويدافع عن صورة مصر وصورة العرب والمسلمين دوليا.
الجريدة الرسمية