«عبقرية المصري».. مواطنون يخترعون حلولا طريفة للتعامل مع المشكلات.. «ابن المحلة» يبطل مفعول القنبلة بالمياه.. مدرس يراجع لطلاب الثانوية العامة على أنغام «الدي جي».. والمص
على الرغم من ضعف المستوى الاقتصادي لدى كثير من أبناء الشعب المصري، إلا أن السمة الغالبة عليهم هي "خفة الدم" والميل إلى الفكاهة والطرافة في أصعب المواقف، الأمر الذي ظهر في عدد من الأزمات التي أوجد لها المصريون حلولا سهلة غلب عليها الطابع الكوميدي.
التعامل مع القنابل
أبرز هذه المواقف حدث مؤخرا حينما حاول رجال الأمن في مدينة المحلة الكبرى التعامل مع إحدى القنابل التي قامت بزرعها عناصر إرهابية بالقرب من حي ثان المحلة، فبدلا من ارتداء الملابس الخاصة برجال المفرقعات واستخدام أساليب معينة في التعامل مع مثل هذه الأمور قام المتواجدون بمحيط القنبلة باستخدام طريقة مبتكرة من أجل تفكيكها.
واعتمدت هذه الطريقة على استخدام معدات بدائية مثل عصا خشبية لتحريك القنبلة من مكانها، بالإضافة إلى خرطوم مياه في محاولة لإبطال مفعولها ثم تفكيكها بواسطة سكين.
وفي نفس اليوم أيضا، تداول النشطاء على موقع "فيسبوك" صورة تظهر أحد المواطنين الذي عثر على قنبلة في المحلة أيضا؛ حيث تظهر الصورة قيامه بوضع القنبلة داخل "قدر" مملوء بالمياه؛ ظنا منه أن المياه قادرة على إبطال مفعول القنبلة.. فيما أثارت الصورة السخرية من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي الذين قال أحدهم: "الراجل ده كان قاعد ع القهوة بيلعب (دومنة) شاف القنبلة وخياله هيأ له أن خبير المفرقعات مش أحسن منه قال أقوم أبطل مفعولها فساب كل حاجة عشرة (الدومنة) وحجر المعسل والقعدة الحلوة".
ومع القنابل أيضا تظهر كوميديا المصريين الذين يهرولون إلى مكان أي قنبلة يتم اكتشافها لغرضين، إما مشاهدة كيفية تفكيكها والتعامل معها أو التقاط الصور بجانبها دون النظر إلى خطورة هذا الموقف الذي قد يودي بحياة الكثيرين إذا ما انفجرت القنبلة.
الرقص في مواجهة الإخوان
وفي نفس السياق، ظهرت خفة الدم المصرية خلال استحقاقات خارطة الطريق.. فالمصريون الذين اعتبروا أن حكم جماعة الإخوان الإرهابية كان يسير بمصر إلى طريق مظلم لم يجدوا بديلا للتعبير عن فرحتهم بانتهاء هذه الأزمة إلا من خلال "الرقص" في الشوارع.
فمع الاستفتاء على الدستور ومن بعده الانتخابات الرئاسية كان الرقص هو الطريقة التي عبر بها المصريون عن فرحتهم بالاستمرار في خارطة الطريق، في حين كانت هذه الطريقة التعبيرية هي سبب في مزيد من السخرية حتى أن أحدهم خرج على أحد البرامج التليفزيونية ليعلق على الأمر قائلا: إن زوجته لم ترقص له في حياته إلا أنها رقصت أمام لجنة بعد الانتهاء من التصويت على الدستور.
الثانوية العامة أسهل
دائما ما اشتكى الطلاب والأهالي مما أسموه "كابوس" الثانوية العامة، وهو الأمر الذي يظهر بشدة مع اقتراب الامتحانات كل عام، إلا أن أحد المدرسين ابتكر مؤخرا طريقة جديدة لضمان فهم وحفظ الطلاب للمنهج؛ حيث حرص على إحضار "دي جي" لأحد مراكز التقوية التي يعمل بها وقام بغناء المنهج على أصوات الموسيقى ليقوم الطلاب بالترديد خلفه وهم يصفقون ويقومون بالغناء والرقص في بعض الحالات.
حلول قطع الكهرباء
أما أزمة انقطاع الكهرباء التي أدت إلى إغراق مصر في ظلام معظم أوقات اليوم في الفترة الماضية، فقد كان للمصريين تعامل بطريقة مختلفة معها حيث تحولت النكات إلى أفعال في بعض الأحيان لدرجة جعلت البعض يستبدلون هدايا الزيارات من ورود وفاكهة وحلوى بشموع وكشافات للإضاءة في حين قام البعض بتركيب لمبات صغيرة في بعض الأحذية للتغلب على مشكلة إظلام الشوارع في الليل.
وعلى طريقة المضحكات المبكيات، فقد تغلب الأطباء على أزمة انقطاع الكهرباء من خلال إجراء إحدى العمليات الجراحية على أضواء الكشافات والموبايل.
المصريات يواجهن التحرش
وللمصريات نصيب خاص من الأفكار المبتكرة لمواجهة الأزمات، ففي مصر تعتبر أكبر المشكلات التي تواجه السيدات والفتيات هي التحرش الذي أصبح منتشرا في جميع الشوارع والأماكن بصورة جعلت الفتيات يبحثن عن حلول مناسبة للتعامل مع المتحرش.
أول هذه الحلول كانت استخدم الصاعق الكهربي "إليكتريك"؛ حيث تقوم الفتاة بصعق من يتحرش بها بما يسبب له شللا مؤقتا يزول بعد حوالي عشر دقائق من الصدمة، إلا أن هذا الحل لم يكن متوافرا لدى جميع الفتيات وخاصة أبناء الطبقات الفقيرة، واللاتي لجأن إلى استعمال "الدبوس" وتطور الأمر إلى اختراع "خاتم التحرش" الذي لا يختلف عن أي خاتم آخر باستثناء أن واجهته تتكون من مجموعة من المسامير والدبابيس التي تستخدم في ردع المتحرش.