أول أيام «السيسي» في نيويورك.. الرئيس يصحح لـ «كى مون» الأفكار المغلوطة عن مصر.. يلتقى بالعاهل الأردني.. يتلقي شكرًا على إنهاء «حرب غزة».. ولقاء مرتقب يجمعه بأوباما الخمي
بدأ الرئيس عبد الفتاح السيسي، زيارته للولايات المتحدة، بلقاء الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون والملك عبد لله الثاني ملك الأردن على هامش زيارته للمشاركة في قمة المناخ العالمية بالأمم المتحدة.
وخلال لقائه الأول مع «كى مون» تلقى «السيسي» الشكر من أمين عام الأمم المتحدة، على الدور الإقليمي الهام الذي لعبه لوقف إطلاق النار في قطاع غزة.
لقاء «كي مون»
وقال المكتب الصحفي للأمم المتحدة، منذ قليل، إن السيسي أكد خلال اللقاء على ضرورة الحفاظ على وقف إطلاق النار الحالي في غزة، وكذلك تحقيق سلام دائم في الصراع الإسرائيلي الفلسطيني.
واتفق الجانبان على أن دوامة الدمار في غزة يجب أن تنتهي في إشارة إلى الهجوم الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة التي خلفت أكثر من ألفين قتيل.
وأدان بان كى مون الأمين العام للأمم المتحدة، الهجوم الإرهابي الذي وقع بالقرب من وزارة الخارجية بالقاهرة وأسفر عن مقتل ضابطين.
وقال السفير علاء يوسف المتحدث الرسمي باسم رئاسة الجمهورية: « بان كي مون ثمن جهود مصر في منطقة الشرق الأوسط، ولا سيما التوصل لوقف لإطلاق النار في غزة وإقرار الهدنة»، معربا عن أمله في أن يتم تثبيت هذا الاتفاق بحيث يصبح مستقرا ومستداما، ومنوها إلى ضرورة وجود آليات للمراقبة والتحقق تضمن عدم خرق هذا الاتفاق.
وأضاف المتحدث الرسمي باسم الرئاسة أن الرئيس السيسي استعرض الأوضاع المختلفة في المنطقة، منوها إلى تصاعد قوى الإرهاب والتطرف، وموضحا أن استمرار القضية الفلسطينية دون حل على كافة التطورات مدى عقود طويلة، وفر بيئة خصبة ومناخا مواتيا لهذه القوى، مستعرضا الجهود التي تبذلها مصر لتثبيت الهدنة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، تمهيدا لاستئناف مفاوضات السلام بين الجانبين.
وذكر «يوسف» أن بان كي مون قال إنه سيرأس اجتماعا دوليا بشأن ليبيا يشارك فيه عدد كبير من الدول، مشددًا على أهمية استعادة الاستقرار السياسي والاستتباب الأمني في ليبيا، كما حذر من خطورة الأوضاع على منطقة الشرق الأوسط بأسرها، مستفسرا عن رؤية مصر لتسوية الأزمة الليبية.
وأوضح الرئيس السيسي أن مصر تؤكد على ضرورة دعم البرلمان الليبي، وكذا جهود دول الجوار المبذولة لتحقيق الاستقرار السياسي في ليبيا، منوها إلى ضرورة تكاتف جهود المجتمع الدولي لاجتثاث جذور التطرف، فضلا عن وقف توريد السلاح إلى الجماعات المتطرفة وعدم التدخل في الشأن الداخلي الليبي، كما شدد على أهمية تصويب الخطاب الديني ومكافحة الإرهاب من خلال إستراتيجية شاملة لا تقتصر فقط على البعد العسكري والأمني، ولكن تمتد لتشمل الجوانب التنموية والاجتماعية.
وصحح الرئيس السيسي خلال الاجتماع بعض المفاهيم المغلوطة لدى كي مون عند تناول الشأن الداخلي المصري، خاصة فيما يتعلق بالنظام القضائي وتأكيد استقلاليته التامة طبقا لمبدأ الفصل بين السلطات، وتوافر كافة الضمانات القانونية للمتهمين، فضلا عن ما يكفله الدستور من حقوق وحريات أساسية.
عاهل الأردن
وبحث الرئيس عبدالفتاح السيسي مع الملك عبد الله الثاني ملك الأردن العلاقات الثنائية في مختلف المجالات السياسية والاقتصادية، وتطورات الأوضاع في الشرق الأوسط.
وأكد الزعيمان خلال اللقاء على هامش زيارتهما لحضور قمة المناخ والجمعية العامة للأمم المتحدة أهمية تكثيف الجهود لتهيئة الظروف الملائمة لاستئناف المفاوضات بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي وفقا لحل الدولتين ومبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات العلاقة، والتي تبحث في جميع قضايا الوضع النهائي وصولا إلى إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على خطوط الرابع من حزيران عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
وجدد الجانبان تأكيدهما ضرورة حشد التأييد الدولي لإعادة إعمار ما دمره العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة.
واستعرض الملك عبد الله الجهود التي يبذلها الأردن لإغاثة أهل القطاع، وتأمين إيصال المساعدات الإنسانية والطبية لهم، مشيدا بدور مصر المحوري في التوصل إلى وقف نهائي للعدوان على غزة.
كما جرى، خلال اللقاء، بحث تطورات الأوضاع على الساحة السورية، وسبل التعامل معها بما ينهي معاناة الشعب السوري الشقيق من خلال إيجاد حل سياسي شامل للأزمة في سوريا، وتطورات الأوضاع في العراق حيث جرى التأكيد على ضرورة دعم كل ما يعزز وحدة الشعب العراقي ومساندة الحكومة الجديدة في مواجهة مختلف التحديات وضرورة إشراك جميع مكونات الشعب العراقي في العملية السياسية الجارية.
وبحث الزعيمان الجهود الإقليمية والدولية لمواجهة موجات التطرف والإرهاب المتزايدة وخطرها على الشرق الأوسط والعالم، وأكدا دعمهما للائتلاف الإقليمي والدولي لمحاربتهما.
وفيما يخص تطورات الوضع في ليبيا، شدد الزعيمان على ضرورة وحدة الأراضي الليبية واحترام المؤسسات الشرعية المنبثقة من إرادة الشعب الليبي.
وحضر اللقاء الوفد المرافق للرئيس السيسي ورئيس الديوان الملكي الهاشمي، ومدير مكتب الملك عبد الله الثاني، ووزير الخارجية وشئون المغتربين الأردني.
لقاء مرتقب مع «أوباما»
من جهة أخرى كشفت مصادر من الوفد المصري المشارك في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك أن الرئيس عبد الفتاح السيسي تلقى قبل قليل، طلبًا من الرئيس الأمريكي باراك أوباما لعقد لقاء معه، أثناء وجوده في نيويورك حاليًا.
وأكدت المصادر أن الرئيس السيسي وافق على طلب أوباما، ومن المقرر إقامة اللقاء الخميس المقبل.
وأشارت المصادر إلى أن اللقاء من المقرر له أن يستمر لمدة ساعة ويعقبه مؤتمر صحفي لإلقاء بيان مشترك، لافتة إلى أنه من المتوقع أن يكون مقعد مصر الدائم بمجلس الأمن أحد الجوانب المهمة في اللقاء المرتقب، بالإضافة التأكيد على استقلالية القرار المصري والتحذير من خروج تصريحات ضد مصر دون معلومات موثقة.